يحتفل أهل “حمص” هذا العام بذكرى مرور /109/ عام على ظهور أول جريدة في المدينة وهي جريدة “حمص” حيث كان ذلك عام /1909/، بعد ذلك عاشت الصحافة الحمصية عصراً ذهبياً في النصف الأول من القرن العشرين هذا ما أكده الأديب الأستاذ “محمد غازي التدمري” خلال لقاءه بموقع eHoms وقد تحدث “التدمري” في البداية عن “جريدة حمص” فقال: «ظهرت “جريدة حمص” كأول صحيفة في المدينة عام /1909/ وكانت ناطقة باسم طائفة “الروم الأرثوذكس” أسسها المطران “أبي فانيوس” وصار رئيس تحريرها.
بعد أن تبرع أحد المغتربين من الجالية الحمصية في البرازيل وهو “بشارة المحرداوي” بثمن المطبعة لتكون أول مطبعة في “حمص” أيضا، لكن الجريدة وبعد طباعة بضعة أعداد منها توقفت حتى عام/1911/ حيث لم تحتجب حتى الآن رغم كل الأحداث التي مرت على البلاد.
تميزت هذه الصحيفة أنها كانت الحاضن الأهم للثقافة والمثقفين في “حمص”، فإضافة لأخبار الطائفة ونشاطاتها كانت تنشر لمعظم الكتّاب من “حمص” ومن خارجها، على اختلاف مذاهبهم وشرائحهم الاجتماعية، ولم تكن يوما جريدة طائفية، كما امتازت بوجود رؤساء تحرير معنيين بشكل مباشر بالأدب والفكر أشهرهم المرحوم “أديب ملحم البستاني”».
ويتابع الأستاذ “التدمري” حديثه فيقول: «ثم بدأ عدد من الصحف السياسية تظهر إلى جانب جريدة “حمص” ومنها صحف “الضحى” و”القافلة” و”الميزان” و”المعركة” و”فتى الشرق” وكانت معظم الصحف تطبع مساء لأسباب مختلفة، أولها أن معظم المقاهي كانت تمتلئ بالقراء في المساء، وكان رجل يدعى “الزلق” وهو بائع صحف نشيط جدا يعرف كل شخص ماذا يقرأ، فيمر على الجميع ويوزع عليهم
صحفهم ثم يعود ليقبض ثمن صحفه، وكان هناك سبب آخر لطبع الصحف في المساء، هو أن المحررين ينتظرون نشرة الثانية والربع في الإذاعة لينقلوا الأخبار السياسية، وكذلك كانوا يمرون على رؤساء الدوائر والمحافظ لمعرفة ما لديهم من أخبار، وكان المجتمع الحمصي مجتمع قارئ جدا فجريدة “الفداء” الحموية مثلا أذكر أنها كانت توزع بـ”حمص” أكثر مما توزع بـ”حماة”، ومن أهم الصحف التي لها بصمة في تاريخ الصحافة الحمصية صحيفة “السوري الجديد” التي أصبحت فيما بعد “العروبة” وكانت ناطقة بحزب “الشعب”».
كما صدرت جريدة “القافلة “وهي يومية سياسية صاحب امتيازها “خليل الدروبي” ومالكيها “ماجد الأتاسي” و”أحمد الحاج يونس”.
ومن الصحف الهامّة أيضاً “العروبة” التي بقيت في الصدور حتى يومنا هذا، حيث كانت تصدر بشكل أسبوعي فعددها الأول صدر في تشرين الثاني /1955/ و من ثم تحولت ليومية في الثاني من أيلول /1956/ و استمرت في الصدور حتى عام /1958/، ثم أعيد امتيازها باسم “عبد الباسط الجندلي” عام /1962/ فصدر عدد واحد ومن
ثم عُطلّت، إلى أن عاود “محمد الأزهري” إصدارها عام/1961/، ومن ثم آلت مكاتبها إلى مؤسسة “الوحدة” للطباعة والنشر.
تميزت الصحافة في ذلك الوقت بالجو المفتوح والحرية التي ساعدت رجال الصحافة على ممارسة دورهم الحقيقي كناقدين وموجهين، ومن أشهر الصحفيين الذي مروا على “حمص” نذكر “أحمد نورس السواح” و”محمد الأزهري” و”محمد شاهين” و”محجوب شاهين” و”محي الدين درويش” و”محمد روحي الفيصل” وكان لصدور خمس صحف بوقت واحد في وقت من الأوقات دوراً كبيراً في خلق جو المنافسة والسبق صحفي في نقل الخبر الجديد وتحليل الأخبار المحلية والدولية وساهم ذلك في تفتح الوعي الصحفي.
بالإضافة للصحف السياسية صدرت العديد من الصحف الأدبية والعلمية والفنية نذكر منها “المدرسة” والتي جاء في مقدمتها (جريدة علمية أدبية أخلاقية فنية اجتماعية)، كانت صحيفة نصف شهرية تصدر باللغتين العربية والتركية. كما صدرت جريدة “النداء” و هي جريدة أدبية، فنية، انتقادية، صدر عددها الأول في شباط /1956/ وتحولت لاسم “نداء حمص” كمجلة أدبية رياضية لصاحبها “عبد الرؤوف سلطان”.
كذلك
جريدة حمص العدد الأول
السيد بشارة محردواي الذي تبرع بأول مطبعة
السيد بشارة محردواي الذي تبرع بأول مطبعة