المصور الضوئي الفنان ( حسام محمد ديب ) ..مهندس ديكور من طرطوس.
غصون ديب
مسيرة : حسام محمد ديب
1977 – ولد في طرطوس ، سورية…
عرض المزيد من صور الفنان:
غصون ديب
من على شرفات البحر الأزرق، وعلى نسمات ربيع آذار الدافئة، شهدت مدينة طرطوس القديمة افتتاح المعرض السنوي الثاني والثلاثين لنادي فن التصوير الضوئي في سورية تحت عنوان ( سورية التاريخ)،
مجموعة من فناني التصوير الضوئي في محافظة طرطوس شاركوا في هذا المعرض الذي شهد حركة كثيفة من معجبي وعشاق التصوير الضوئي في كل مكان.
المعرض الذي حمل عنوان سورية التاريخ جسد سورية التاريخ بحق سواء من خلال اللوحات التي صورت في أماكن تاريخية متميزة بجمالها وغناها الأثري الموغل في التاريخ أومن خلال اللقطات التي التقطتها عدسات المصورين بين حنايا الحارات القديمة ومن بين خبايا الطبيعة البكر ومن أمام شموخ القلاع التاريخ وجمالية الطبيعة.
وفي جولة لنا في المعرض التقينا عدداً من الفنانين المشاركين فالمصور مهيار الحسن حدثنا عن لوحاته قائلا: لا يخفى على احد أن سورية هي التاريخ ومن المعروف أن منطقتنا هي مهد الحضارات على مر العصور وكما هي وطن للسوريين هي أيضا وطن لكل إنسان وقد أحببت أن أقدم شيئاً يحكي عن تاريخ سورية، في إحدى لوحات المصور الضوئي مهيار ذكريات طفل يرويها لرجل كبير عند جدار حجري في حارته القديمة وفي لوحة أخرى جسدت بطولات العرب في قلعة الحصن التي تعد أهم القلاع والتي تحكي تاريخاً عريقاً فهي ليست مجرد قلعة من الأحجار بل هي قصة قلعة خاضت الحياة على مر الزمن، أما ابرز ما ميز مشاركات المصور الحسن لوحة صورت قطرة مياه وذلك عندما جسدها بصفائها بشكل بلوري تتساقط بحرية لتعانق وجه الماء الأزرق، ولان كل قطرة مياه تعطي تشكيلاً مختلفاً عن أخواتها حاول المصور مهيار أن يتميز في التقاطها وبالطبع هذا يتطلب جهدا كبيرا وحرفية عالية عند المصور وهوتحد كبير كما وصف المصور مهيار الحسن.
ومن خلال عدسة المصور الضوئي محمد ستيتة الذي أحب أن يظهر جمال سورية لاحظنا عشقه للطبيعة وللبيئة تحديدا فأراد أن يبعث برسالة إلى العالم مفادها يجب احترام البيئة من قبل كل إنسان وذلك من خلال لوحاته التي عبر في إحداها عن احترامه للبيئة بما فيها الشجر والماء وحتى أوراق الخريف التي تظهر بكل تقنية على سطح بحيرة. وقد قال المصور الضوئي ستيتة: أحب أن أركز على البيئة وهي تظهر بحركة تفاعلية في لوحاتي فالمياه أساس الحياة والطبيعة تقوم بتشكيل وتكوين وتلوين المياه وفي هذا الخصوص قد أقمت معرض في دمشق تحت عنوان ( انعكاسات مائية)
من جهة أخرى التقطت عدسة المصور الضوئي ناصر ريشة آثار قلاع سورية التاريخ والتي تمتلئ بحكايات البطولات والنصر والحضارة كقلعة صلاح الدين وقلعة دمشق وقلعة الحصن، من جهة أخرى اتجهت عدسته إلى كنوز طبيعة بلادنا الرائعة الجمال كلوحة قنطرة بيت الوادي في ريف طرطوس والتي يعود عمرها إلى أكثر من 1500 سنة وكان للتعايش السلمي الذي يعيشه الشعب السوري منذ مئات السنين نصيب في مشاركة المصور ريشة كلوحته التي جسد فيها وجامعاً يجاور كنيسة في أجمل صورة عناق وطني وحضاري.
ولان مدينة طرطوس ملهمة كل الفنانين ببحرها ونورسها واخضرار جبالها وحقولها وامتلاكها كنوز التاريخ في آثارها اختار المصور الضوئي علي نفنوف هذه الصور الجميلة التي جسدت مدينة طرطوس ببحرها وحقولها فظهر النورس في إحدى اللوحات مرفرفاً على وجه مياه البحر كأنه يرقص رقصته الخاصة إضافة إلى تصويره الطيور البرية وبعض المواقع الأثرية والتاريخية كآثار عمريت وقد حدثنا قائلا: يخال للمرء أن المراد من المعرض تصوير المواقع التاريخية في سورية ولكن نقصد هنا في معرضنا سورية الجميلة بكل مقوماتها سورية الورد والفراشة والغروب ورقص النوارس وموسيقا الفراشات فعنوان المعرض سورية التاريخ يعني سورية تاريخ الجمال برمته على مر العصور.
وقد اختار المصور الضوئي حسام ديب التركيز على اللون في لوحاته كما أظهرت عدسته في إحدى لوحاته الكورنيش البحري لمدينة طرطوس عند المساء وقد عكست ألوان الأضواء البرتقالية في الشوارع مع زرقة البحر القاتمة عند المساء لوحة ضوئية متلألئة كالزجاج المتكسر على امتداد الطريق هذا وقد حدثنا المصور ديب عن مشاركته قائلا: اليوم فكرة المعرض تتحدث عن سورية التاريخ فما أحوجنا اليوم إلى استرجاع التاريخ المشرف لسورية التي تمتلك ذاكرة كتبت بخطوات من حديد وهي الذاكرة التي لا تقدر بثمن ولا نقدر أن نكتبها بقلم رصاص والصورة الفوتوغرافية نافذة نستطيع من خلالها أن نوصل رؤية ما للمتلقي.
يشار إلى أن المعرض تحت رعاية وزارة الثقافة وقد عرض في دمشق وفي حلب وفي الحسكة وسوف ينتقل إلى محافظات أخرى.