دمشق-سانا
أحياء مدينة دمشق القديمة وبيوتها العتيقة بكل ما تترصع به من نقوش وزخارف وأشكال هندسية كانت وراء عشق الشاب محمد حاج قاب لفن الخط العربي والزخرفة ومن حي العقيبة التاريخي في الحارات القديمة وثق حاج قاب أولى انطلاقته نحو أماكن ومراكز تدريب هذه الفنون ليتتلمذ على يد شيوخ الكار حاملا معه الكثير من الأفكار والتصورات المبدعة و التي ما لبث أن صقلها عبر دراسة أكاديمية في معهد الفنون التطبيقية في دمشق.
عن البدايات تحدث حاج قاب موضحا أنه شغف بالخط العربي منذ كان طفلا واكتشفت أسرته ميوله هذه فوجهته نحو دورات متواصلة على أيدي أساتذة مختصين ليصقل موهبته و تدريباته في هذا المجال لتأتي الزخرفة فتسرق من اهتمامه ما طغى على كل فن آخر خاصة و”أن الزخارف لا تخضع لميزان ثابت وقواعد شديدة مثل الخط العربي”.
وأضاف حاج قاب “اكتسبت خبراتي على مراحل متعددة حيث عملت في عمر 12 سنة في متجر لحرفة الزخرفة ثم انتقلت للتدرب عند أحد معلمي هذه المهنة وهو المرحوم نهاد جزماتي وعرف عن هذا الشخص مهارته وإبداعه في مجال الرسم كما عملت في نجارة الخط العربي والتي تعتبر أساس الزخرفة فكانت هذه المحطات مراحل اساسية اكسبتني انماطا فنية متنوعة رفدت تجربتي قبل أن أتممها من خلال دراستي في معهد الفنون التطبيقة”.
أما سبب عشقه لهذه الحرفة فيعود حسب وصفه إلى أنها أصيلة نشأت في دمشق وذاع صيتها في العالم بأسره وأكد حاج قاب أنه لم يشاهد مثيلا للزخرفة التي تنتجها اليد الدمشقية في كل أسفاره وترحاله في البلاد التي زارها باعتباره رحالة فالزخارف الدمشقية فريدة من حيث التكوين والحرفية و هو ما وثقه بالشاهد والدليل خلال تجواله.
وأشار إلى أن “الزخرفة وسيلة للتعبير عن الكون والحياة والإنسان ورغم أن هذه الحرفة هي سفيرة سورية إلى العالم و هي تعبير عن هويتنا البصرية إلا أنها حرفة منسية لا تلقى الاهتمام و الدعم الكافي”.
وقال “هذا الأمر دفعني لتأسيس مرسم صغير في حي القيمرية بدمشق القديمة ليكون مركزا لتدريب جيل جديد يحمل على عاتقه إكمال هذه الرسالة ويساعدهم على تعلم مهنة تدر عليهم دخلا يساعدهم على تلبية متطلبات الحياة”.
لمى الخليل