تحدي المبدعون الأكبر في النجاح ليس بتسليم العمل بل في الحصول عليه..لذلك نقدم لك الــ 5 الأمور الواجب تطبيقها في العمل لكي تضمن النجاح كشخص مبدع..

بالنسبة لمعظم المبدعين لا يكمن التحدي الأكبر في النجاح بتسليم العمل بل في الحصول عليه، البعض منا لا يوجد لديه الخبرة الكافية في عرض او تسويق مهاراته وخبراته لذا فإننا نجد العديد من المبدعين يعيشون في حالة من القلق المستمر ” من أين سيأتي المشروع (الراتب) القادم “.

ومن أجل ذلك يعد الإنقضاض على أي مشروع يأتي في طريقك امر مغري خاصة لو بالكاد تحاول فقط

ان تحصل على المال لمصروفك الشخصي، ولكن بدلا من التفكير فقط حول من أين ستأتي اجرة الشهر القادم

اريدك أن تفكر في حياتك المهنية كمسار، حيث ان كل مشروع قوي لديه واحدة من ثلاثة نتائج محتملة:

1- يمكن أن يدفعك إلى الأمام.

2- ربما يجرك إلى الخلف.

3- من الممكن بكل بساطة أن يبقيك عالقا في نفس المكان– مكانك سر.

ومع وضع ذلك في الإعتبار فليس من المهم فقط أن تتأنى وتكون استراتيجيا في العمل الذي تختاره، 

ولكن من المهم جدا أن تدرك أن العمل الذي تختار أن لا تقوم به هو بنفس أهمية العمل الذي تختار أن تمضي فيه.

الإطار الذي أقوم فيه بتقييم النجاح في مشروع هو بسيط جدا ولكنه أثبت فاعليته في التطور المهني

لدي وفي حياتي المهنية. لذلك ساشارك معكم خلطتي غير السرية لـ النجاح في ادارة المشاريع،

إذا لم يتوفر فيها على الأقل اثنين من هذه المكونات الثلاثة فإن جوابي سيكون “شكرا، ولكن كلا”..

* المال الجيد

لاحظ أنه حتى لو لم يكن دافعك الأساسي هو المال فهو بالقطع يستحق منك الاهتمام واليك السبب:

المال  لا يمكن أن يشتري السعادة، ولكنه يشتري الحرية.

بوجود مال في جيبك يمكنك رفض المشاريع التي لا تثير اهتمامك ويمكنك إقامة مشروعاتك الخاصة

وتركيز طاقتك على النجاح والتطوير من حرفتك (بدلا من القلق بشأن الفواتير التي تلوح في الأفق).

حيث يمنحك المال خيار: أن يعطيك الحرية لفعل الأشياء من منظورك الخاص ويمكن أن تكون هذه الحرية

كالمنشطات لإبداعاتك.

وبهذا القول فقد اضطررنا جميعا للمضي في مشروعات أقل الهاما فقط لنستطيع أن نضع الطعام على المائدة،

وأحيانا مع بعض الألم المصاحب وهذه حقيقة، أفعل ما عليك القيام به من أجل دفع الفواتير ولكن تذكر

ان هناك بعض المزايا لهذا النوع من العمل.

– مزايا المشاريع ذات العائد الجيد

أولا، ستكتسب خبرة في بيئة دون المستوى الأمثل، وهذا يساهم في بناء كل من الوعي والإحتمال،

فإذا كان ذلك من اجل تحسين العمليات التي هي جزء من عملك (الفوترة، إدارة العملاء، وما إلى ذلك)

فإن هناك مهارات اخرى عليك أن تقوم بتطويرها بجانب الجزء المبدع لديك، كما ان الوظائف العادية

ذات الأجور العالية تعد طريقة لطيفة لتعزيز تلك المهارات.

ثانيا، عادة ما يذكرك القيام بهذا النوع من العمل بما لا تحب أن تفعله.

مما يضحك ولكنه صحيح كاليوم الصعب الذي يجعل يوما آخر أفضل بكثير_فبعض الأعمال

الأقل الهاما يمكن أن تخدم في تذكيرك بأن تضع الجائزة  الكبرى نصب عينيك، النجاح كشخص مبدع،

والأهم من ذلك، تركيز اهتمامك على هذه الممنوعات:

لا تبدأ بالسعي وراء المال لأن ثمن الحصول على المال على المدي القريب يدمر حلمك على المدي البعيد.

نعم، سأقولها مرة اخرى: إذا علقت في السعي وراء المال ستسحب من مسارك، تحصل على عمل عائده جيد

ولكنه يقضي على روحك؟

لا تسعى وراءه بل استخدمه، واستخدمه بشكل متقن _لا تسعى وراء عمل بلا روح،

لا تقم بعمل تجاري على موقع أو تبدأ تجارة جانبية منصبة على عملك،

فإذا كنت تهتم بمسار حياتك المهنية فإن مطاردة المال سوف تكسرك عاجلا قبل أن تعلم.

إقرأ ايضاً: الإرهاق الإبداعي | خمسة طرق للتعامل معه وتجنب الوقوع فيه

“لا” رقم 2= تذكر أنه ليس عليك أن تضع كل شئ في صفحة اعمالك!

لا تضع كل شئ في الـ Showreel – فلا تجعله يشمل إلا أفضل عمل بالنسبة لك،

والعمل الأساسي الذي ترغب في آداء المزيد منه مقابل المال.

صفحة تحتوي على 5 عينات من العمل الرائع يستهدف حلمك في العمل يعد أفضل من 5 عينات رائعة

مختلطة بـ 10 متوسطة لعرض “أعمق” أو “أوسع”، ففي العوالم الإبداعية يعد ذلك نهج ركيك يجعلك أقل من أحلامك).

خلاصة القول: لا تقل بشكل انعكاسي لا للمشاريع غير المدفوعة، ولا تقل بشكل انعكاسي نعم لمشاريع اخرى فقط لأنها تدفع،

كن استراتيجيا بقول “نعم” على تلك المشروعات (واستكمل قراءة هذا الموضوع لتطلع على السياق بأكمله..).

* قيمة الـ Showreel الذي يعرض اعمالك

أحيانا يتوفر المشروع والمال المتوفر يكون متوسط أو قليل ولكن هامش الإبداع مدهش،

والمبدأ التوجيهي هنا يعد أحد القوانين الأساسية لعمل تجاري مبدع وهو أحد ما نوهت إلىه مسبقا:

نوع العمل الذي تضعه بملفك هو النوع الذي سيطلب منك القيام بالكثير منه.

وفي النهاية، من أجل وضع علامة “نعم” في هذه الخانة فأنت تحتاج إلى أن تسأل نفسك ما إذا كان حصولك

على هذا المشروع في الـ Showreel سوف يحسن منه أكثر مما كان من قبل، هل هي فرصة لتجربة وسيط أو نظام،

أو موضوع أو صوت جديد يمكنه أن يفتح الطريق لفرص جديدة في المستقبل؟

هل سيوفر لك مجالا لعمل شئ قد يكون مألوفا ولكن بتنفيذ على مستوي أعلى مما فعلته من قبل؟

كن على علم أنك لن تقول مجرد نعم لأي سبب آخر.

كن متأنيا وواعيا أن “لماذا” التي وراء نعم التي تقولها هي أمر بالغ الأهمية.

عدد لا يحصي من المصممين والمصورين والفنانين توصلوا لـ النجاح بصناعة اسمائهم من مشاريع

هوايات وشغف،أغلفة البومات، ملصقات، تيشيرتات لأصدقائهم، حيث كان ما دفعوه ليس أكثر من مجرد فنجان قهوة،

 ولكن هذا العمل استطاع اظهار Showreel رائع والذي تحول إلى عمل كبير له عملائه الذين يدفعون

مبالغ عالية أو إلى مؤسسة لمشاريعهم الريادية الخاصة.

* علاقات وأشخاص لطفاء

وأخيرا وبالطبع ليس آخرا أي نوع من الأشخاص يعملون بالمشروع؟ هل هناك شخصيات ملهمة؟

هل ستعمل مع أشخاص يعلو راتبهم عنك أو ذوي مستوي خبرة أعلى؟ هل هم أشخاص سوف يلهمونك،

 ويعلمونك ويساعدونك لفتح ابواب النجاح في المستقبل؟ هل هي صحبة رائعة يمكنك أن تتناغم معها؟

لا تتخطي ذلك لو أن مبررك للمضي في مشروع هو حرفيا “يبدو أن صافي الدخل سيضيف شيئا لطيفا

إلى الـ Showreel الخاص بك وستكون إنطلاقة كبيرة للعمل مع هؤلاء الشباب” إذن فهي قوة دافعة إلى الأمام!

فلقد قفزت إلى مشروعات أكثر مما استطع حسبانه تحديدا لهذه الأسباب وهي من بين أعمق ذكرياتي

(وأيضا تعد من أعلى النقاط البارزة في الشوريل الخاص بي)، مرة اخرى المهم هو النية التي تكمن وراء قرارك،

هل تضع في اعتبارك الإيجابيات والسلبيات وتقول نعم لأن هناك بعض الأشخاص الرائعين في المشروع؟

هل تحيا بالتعويذة التي تجعلك أنت الأوسط للخمس أشخاص الذين ستقضي معهم معظم الوقت …

وتحاول تحريك هذا الرقم الأوسط إلى أعلى في نطاق “مذهل“؟ إذن قل نعم.

ولكن لا تقل نعم خارج نطاق الكسل، كن متعمدا في اختيار عملك وحياتك وستشكرني لاحقا.

فإذا كنت تشعر بالإتصال بمن يعمل معك إذن فلتمضي قدما، وإذا كان شعورك يخبرك بأنك تشعر بعدم الجدية

إذن فأستمع اليه وانحني بلطافة.

* بعض الملاحظات/التحذيرات 

اجر كامل او بالساعة؟ هذه حركة متقدمة وصعبة لأن تديرها وأنا أشجع الناس على أن يعملوا بأجر كامل

(أو عادل أعلى من المعدل المتوسط) أو صفر مع تجنب الخوض في مشروعات “رخيصة“، 

شيئا تحبه ولكن الميزانية منخفضة بحدة؟

قل نعم وقم بعمل قاتل ولكن اطلب منهم أن يحتفظوا بأموالهم وإلىك السبب،

الاجر الكامل أو الحر يعطي رسالة بأنك حذر ورصين إلى حد كبير وأعلم أنك ستميل إلى أخد بعض المال

(يمكننا أن نوفر لك فقط 500 دولار رغم أن معدل يومك يصل إلى 5000 دولار..)، 

ولكن في نهاية المطاف يعد اقتراحا فاشلا أن تقبل 500 دولار وذلك لسببين:

1- ما اسميه “المتوسط” يعد ساما حيث يمتزج التسامح مع الدناءة .. فقط الحصول على المال

مثل اي شخص مبتدىء او متوسط وأنت موافق على ذلك.

بالتأكيد لا.. فأنا أفضل إما الحصول على كامل اموالي وإلا أحول مساري إلى العمل الحر،

ربما تكون قادرا على التجارة بشكل أكثر حرية وإبداعا بدلا من أن ينخفض العائد بشكل مهين

وتحصل على شوريل رائع خارج المهنة.

2- حينما يعلم أحدهم أنك أنت الشخص الذي وافقت على تقاضي 500 دولار في حين أن العمل

يقدر بـ 5000 دولار فلن يفكر هذا العميل بك مطلقا وأعني مطلقا كشخص راقي في عملك أيا كانت مهنتك

مصمم، مصور، مخرج، أو غير ذلك، وحينما يكون لديهم ميزانية حقيقية لبعض المشروعات المستقبلية

فلن يفكروا في الإتصال بك مرة اخرى لأنهم سوف يبحثون عن الشخص الذي رفض تقاضي 500 دولار

من البداية.

المبدع لديه رؤيته وثقته بنفسه وشفافيته الخاصة عن نواياهم وخدماتهم هل تستحق أم لا،

إذا كنت محبا للحياة وتعمل من أجل الإبداع فمن السهل أن تعمل من أجل ذلك ولهذا فإن عملك

مقابل لا شئ من الدولارات يسمح لك بحفظ مميزاتك للمرة القادمة التي سيتوفر لديهم مشروع ذو أرباح حقيقية.

فأنت لم تنسحب، فقد أخبرتهم بالإبقاء على 500 دولار الخاصة بهم وهم يفكرون بك ليس كشخص يائس

على استعداد للعمل من أجل أي شئ، ولكن كموهبة حقيقية ويعلمون قيمة عملك.

– لا مشكلة في رفض العمل

قل دوما “لا” بلطف، فهذه مهارة عليك تعلمها، أن تكون مشاكسا لأن المقابل ضعيف أو الأشخاص سيئين

أو الوظيفة ليست لطيفة، وإظهار ذلك الجانب من رأيك للشخص أو المجموعة التي تتقدم اليهم لتعيينك

يعد كتذكرة عودة إلى آخر الصفوف، فالأشخاص يقومون بتحريك الوظائف ربما يحب شخص ما عملك،

 ولكنهم لا يملكون إلا ميزانيات ضعيفة.. وفجأة يتم التعاقد معك.

لذا كن لطيفا وكن ايجابيا ومهذبا، حتى إذا كنت تعتقد أن الوظيفة قد تقودك إلى الجنون…

قم بشرح كيف أنك تقدر أن يتم التواصل معك ولكنك غير قادرا على الخوض في المشروع بسبب ضعف ميزانيتهم،

أو أنك ليس لديك القدرة على الخوض في ذلك، أو أن وقتك محجوز بشكل كامل ولو كان متاحا أن تقدم اليهم اقتراحا

بخصوص كيفية إيجاد شخصا مناسبا (مقدمة عن شخص ما، أو موقع يمكنهم من خلاله إيجاد شخص ما، أو غير ذلك فلتفعل)،

كونك أحمقا ليس مناسبا على الإطلاق أولا، يمكن أن يضرك ذلك فسمعتك هي كل ما تمتلك.

وثانيا والسبب الحقيقي كونك ضعيفا هو ضعف، ويفهمه الناس.

* مفهوم الـ Portfolio

عن طريق العمل الذي قمنا به ومع من عملنا فإن الصفحة التى تعرض عليها اعمالك نوع من التوثيق لما ذكرناه أعلاه،

فهي مجموعة من الإثباتات (المنتجات التي قمت بها، المواقع التي قمت بتصميمها، الأشياء المعروفة التي عملت عليها)

وهو ما يظهر إنطلاقة فيما قمت بالعمل عليه، سواء كان ملف أدبي أو حساب Soundcloud أو قناة يوتيوب

أو شركة ساهمت في إنشائها أو مجموعة صور قمت بالتقاطها وتصاميم عملت عليها، فإن هذه الصفحة تعتبر

بطاقتك الشخصية او سيرتك الذاتية في المجالات التي تعمل فيها.

– أفكار ختامية عن النجاح

وقتك وحياتك هي مواردك وهذه أشياء حرفيا لا يمكن أن تباع أو تشترى من قبل أي شخص وبأي ثمن

ونظرا لأننا محدودين بـ 24 ساعة في اليوم و365 يوم في السنة فإن عليك أن تتأنى جدا في أختيار مشروعاتك

التي ستقوم بإستثمار أفضل مواردك فيها.

وفي نواح كثيرة فأنت سيرتك المهنية وسيرتك المهنية هي أنت، المدرسة لا تعد بنفس الأهمية التي كانت عليه

في وقت سابق بخصوص هذا الأمر، لذا ادرس كل مشروع بحرص وعناية وفر اقصى حد من العناية بمسار حياتك

والشوريل الذي تعرض عليه اعمالك، ولا تضيع ثانية واحدة من الوقت الذي لديك على هذا الكوكب.