لقد تحول القطار بواسطة التكنيك (تصوير العناصر السريعة) الى لوحة بخطوطها الدلالية الرمزية التي تحيلنا الى خطوط الحياة المختلفة وهما خطان مستقيمان يتجاوران ولا يلتقيان.
وذلك الإنسان بطل القصة كانه يسترجع ذكريات قطار العمر في لحظة تامل ووقوف الذي قلت خياراته منتظرآ القادم مما تبقى من رشفة العمر.
لقد بدات بالخلفية لانها كانت العامل الفاعل والمرتكز البنائي للقصة حيث كان لها الدور الفعال لأخراج المشهد من الرتابة والتكرار إلى بناء قصصي دعم العنصر البشري وهو في أستغراقه.
تمركز الموضوع في لقطة سينمائية في الوسط المائل لليمين قليلآ وهذا تمازج ذكي من المصور حين جعله هكذا لينسجم مع جهة النظر التي قلنا عليها( القادم مما تبقى من رشفة العمر) حيث اعتمدنا على جهة اليمين وهي الجهة وحسب المفاهيم التكوينية جهة العطاء والقدوم والوصل والترقب وهي أقرب للمسح العيني(النظر)من جهة اليسار التي مثلت الماضي والراحل بدلالة التلاشي نهاية الكادر (الظلام) والظلام هنا هي المنطقة السالفة مما مضى دون معرفة تفاصيلها والغير مهمة للعنصر البطل فرغم مضي الأيام متسارعة إلا أن نظره نحو اليمين الذي انعدم فيه الظلام وكان النور والإضاءة وبيان التفاصيل في أوجها.
مما يعني انه متشبث بهذه الحياة يحدوه الأمل بقادم الأيام على الرغم من سرعة جريان ذلك العمر الذي نعيشه مرة واحدة.
التكنيك هنا والفهم العام لأصل الفكرة كان له الدور الفعال فنجد الفوكس جيد وثابت على الثقل الاكبر مما اعطى دلالة أن هذا هو الموضوع الرئيسي وفق الدلالات التكوينية وبمقدمة سمحت ان ندخل للعمل بتامل دون تشتت ما.
الأقتطاع يميل الى المستطيل وهو ما جعل الكادر يشبه اللقطة السينمائية لتزيد المفاهيم مفهوم داعم لمجموع العمل الضوئي من قبل الأستاذ AbdelAzim Altaghloby.
كم من الوقت أستغرق بناء هذا المشهد بهذه الكثافة الفنية؟!
أستغرق جزء من الثانية، إلا انه كان مختمرآ فكرآ ووعيآ وقادآ أرتسم في جزء جزء من الثانية لتنطلق الالتقاطة بميدانها المعرفي الرحب.