إذ لا بد أن نذكر هنا رسالة مرسلة من الملك الحثي الى ملك أوغاريت لم يذكر أسمه يطلب منه فيها الإنتباه الى الحبوب القادمة من بلاد موكيش والمنوى إرسالها الى “خاتي ” عبر أورا في كيليكية..وذكر بأن الموضوع “عاجل جداً” وهو قضية “حياة أو موت”..
ربما يشير هنا إلى حدوث مجاعة قاسية كانت تعانيها بلاد الاناضول وتظهر أورا كميناء لاستيراد الحبوب..
وفي نص آخر من “بوغازكوي” له علاقة أيضاً بمجاعة حدثت في خاتي ..وعلى الرغم من ان المجاعة في خاتي لم يكن حدثاً فريداً وإن تزويد قلب المنطقة الحثية بالمواد الغذائية كان مصحوباً ببعض الإشكالات خلال الفنرة الأخيرة من حياة الإمبراطوية ..
لا شك أن الوضع السياسي في آسية الصغري و الصراعات الداخلية في خاتي مهدت لهذا الوضع..
وكانت مملكة اوغاريت مركزاً كبيراً لشحن مواد غذائية إضافية من سورية الى أورا في مدينة كيليكية السورية أو إلى أماكن أخرى تعبر منها المواصلات سلسلة جبال طورس ..وهذا ما أكده نص مرسل الى ملك أوغاريت لم يذكر أسمه من شخص يدعى “bgn”والذي كان أحدد الوجهاء الكبار لدى الدولة الحثية..
هكذا كانت اوغاريت عبر تاريخها المديد دولة منغتحة على كل العالم نقدم العون والمساعدة الى كل جيرانها والدول التي كانت تقيم معها علاقات سياسية وتجارية ..
هكذا هي سورية كانت عبر تاريخها المديد وستبقى وطناً للمحبة والسلام وطناً للخلود السرمدي
عاشق أوغاريت ..غسان القيّم..