الفضول والشغف، وربما المصادفات قادت إلى إقامة المعرض المدهش «وحوش صغيرة» للمصور الإماراتي يوسف الحبشي، ليكون أول معرض شخصي لمصور مشغول باستكشاف العوالم الدقيقة للحشرات، عوالم مسكونة بالدهشة والدقة.
المعرض الذي افتتح مساء أمس الأول في مساحة المشروع في جامعة نيويورك أبوظبي، ويستمر حتى 24 من الشهر الحالي، يعرض خلاصة تجربة الحبشي في تصوير عيون أنواع مختلفة من الحشرات الموجودة في البيئة الإماراتية، بعد أن قادت المصادفة إلى التعرف على البروفسور كلود ديسبلان أستاذ علوم الأحياء في جامعة نيويورك أبوظبي. فقد اعتاد الحبشي على مشاركة صوره على موقع «فليكر»، وهي صور تضج بالألوان والأشكال الدقيقة غير المرئية على رؤوس الحشرات، مثل الذباب والبعوض والبق والعناكب والخنافس، وغيرها من كائنات صغيرة.
وقال الحبشي، والذي يعمل محلل نظم معلومات في جهة حكومية، لـ«الاتحاد» «بدأت الدخول إلى هذا العالم بسبب فضولي لاستكشاف المجهول، فمعدات التصوير العادية لم تكن تسمح باستكشاف العوالم الدقيقة للحشرات، ومثل غرفة مظلمة حاولت الإضاءة داخلها طورت من اهتمامي باستخدام معدات خاصة تسمح بتصوير هذا العالم متناهي الصغر، مع أن اهتمامي بالعلوم سطحي جداً، لكني مهتم باستكشاف الجمال في عالم ينظر إليه بأنه قبيح أو مقزز».
يستعين الحبشي بالعدسات المكبرة ليلتقط روعة التفاصيل المخفية التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ويعمل في استوديو خاص بصور الماكرو أو المصغرات، ويعتني بشكل خاص بالإضاءة، والاهتزازات وعمق الميدان، ليتقن «عملا صعبا ودقيقا ويتطلب تركيزا فائقا» كما يصف.
وكانت إحدى صور الحبشي المنشورة على الإنترنت قد أثارت اهتمام البروفسور ديسبلان المهتم بدراسة عيون الحشرات، وببحثه عن مصدر الصورة تعرف على الحبشي الذي يقيم معه في نفس المدينة، وقاد هذا الأمر إلى التعاون لإقامة المعرض. وقال إن «المعرض هو باكورة التعاون بيننا، وندرس إقامة مشاريع أخرى في المستقبل، مثل إصدار كتاب مرجعي أساسي للصور الدقيقة للانتومولوجي أو علم الحشرات».
وقدم البروفسور ديسبلان في المعرض شرحاً بصرياً عن أهمية صور الحبشي التي تكشف دقائق تكوين عيون الحشرات، والتي تمكّن من دراسة سلوكها واكتشاف الأنماط المتكررة في تركيبات بصرياتها والأساليب التي تتبعها لحماية نفسها عند الخطر، أو عند التزاوج، وكشف أنه أصبح يستخدم الكثير من صوره في المحاضرات والعروض التقديمية في الجامعة، قائلاً: «ندرس الفروقات بينها والنمط المتكرر من سلوكياتها، وهذا يمكننا من معرفة الكثير عن العالم من حولنا».
يوسف الحبشي.. إستكشاف الجمال في القبح!
إيمان محمد (أبوظبي)