.بقلم المصور صلاح حيدر
الصورة لغة مشتركة بين شعوب الارض يفهمها المتلقي بكل بساطه ، وبدون مترجم فمحتواها يشرح مضمونها ورسالتها .
التصوير علم وفن ، اعتمد القواعد والنظريات العلمية والفنية في منهاجه الاكاديمي …بين الاونة والاخرى يثار موضوع قواعد التصوير بين مؤيد ومعارض ، ويبدا السجال العقيم بين الطرفين لكن دون الوصول لنتيجة بدحر هذه القواعد الفنية والعلمية والجمالية.
يقول رائد التصوير العربي المرحوم اللواء عبد الفتاح رياض ((ردا على هولاء الذين يستنكرون وجود القواعد في الفن – ظاهريا – دون التقيد بها ، نقول ان القواعد لاتوقف ملكات الابتكار او تكبت حرية المواهب الفردية في الانتاج الفني ، بل هي وسيلة لارشاد الفنان الحديث العهد وتوجيهه وتحسين طريق تعبيره ، اي انها من قبيل النصائح التي يقدمها من لهم خبره سابقة الى جيل جديد من الفنانين ، وفي دراستها معاونة له لينهج الاتجاهات الصحيحة في التكوين الفني ، بل هي معيار له للتحقق من صحة عمله))
عندما يطرح كبار المصورين العرب ارائهم حول قواعد التصوير ، ياتي احد هواة التصوير ليدافع عن الحداثة وتجاوز القواعد وكانه مُنظِّر لها وفي حقيقة الامر هو سمع او قرا هذاالكلام في اماكن اخرى دون التحري او التدقيق عن صحة المعلومة ومصادرها .
عندما يريد احد ان يتحدث عن الغاء قواعد التصوير او اهمالها لابد له ان يعرفها جيدا ماهي هذه القواعد ولماذا نتجاوزها وعلينا ان نكتشف بانفسنا الحقيقة .
من يريد ان يضمن فوزه باحد جوائز المسابقات المحترمه عليه ان يتبع قواعد التصوير فهي الدليل الذي تعتمدة لجان الجوري في المسابقات .
التقدم التقني في عالم التصوير وانتقال الصورة من الفلم التقليدي إلى الفلم الالكتروني( الرقمي ) فتح لنا افاق كبيرة لم نكن نحلم بها في يوم من الايام , وقد يتصور البعض واهما” ، إن هذه التكنولوجيا قد الغت قوانين ونظريات التصوير السابقة .
هذه النظرة الساذجة للقواعد بمفهومها العام تدلل على عدم فهم واستيعاب التصوير الرقمي الحديث الذي منحنا مرونة لم نكن نحلم بها في التقاط وتنفيذ ومعالجة الصور لنقدمها للجميع باخرج فني متميز لنقدم صورة للانسانية تحمل معاني جميله يستمتع بها المتلقي .
يستعين بعض الهواة بما قاله صديقه او ما قرأه في صفحات الفيس بوك التي تعد بعشرات الالاف لكن تعود لاشخاص وليس لمؤسسات او نوادي او جمعيات رسمية، ومن هنا لا يعتد بصحة اقوال من يقولها ،
كلنا قرانا ما كتبه بعض المتفيقهين والمتفلسفين عندما راحوا يطعنون بصورة الجائزة الكبرى لمسابقة حمدان بن راشد الدولية للتصوير والتي فاز بها المصور الصيني فويانغ ، وكيف انبرى بعضهم يفسر ويطعن ويدعي ويقرر دون اي راى علمي يستند لدليل او مستند يثبت صحة كلامه سوى التبرع بالانتقاص والاستهزاء من الجائزة ومن هيئة التحكيم في اكبر مسابقاتنا العربية التي جمعت مصوري العالم حول الفوتوغراف العربي .
يحز بالنفس ان يقلد بعض الهواة ، لهولاء المتفيقهين عندما يدعون ان الدفاع عن قواعد التصوير هو حماية من الحرس القديم لمناصبهم او كراسيهم ، فمنذ متى والفنان الفوتوغرافي الملتزم الذي يحافظ على اصول الفوتوغراف من الضياع بانه من الحرس القديم وهل المصور العربي المحترف له كرسي او منصب يحافظ عليه ، ام ان اعمال المصور او مكانته الفنيه او العلميه او الادبية هي التي تجعله بالمكانة التي يستحقها .
بعض الهواة يطالب بالحداثة والخروج عن القواعد ويرفع شعار ان لا قواعد في التصوير ! ولا اعرف ما هي الصورة التي سيقدمونها لنا بما يتلائم وافكارهم ؟
انا اوجه السؤال لهولاء كيف سيصورون المنظر الطبيعي اذا طلب منهم ذلك خارج القواعد وكيف سيصورون الاشخاص في داخل وخارج الاستوديو ، وكيف يصورون الانسان والطبيعه والمرأة والطفل وكيف سيقدمون صورا تتسم بالحداثة عن التصوير الفني – التصوير الجوي – التصوير البري – التصوير تحت الماء – التصوير العلمي – التصوير الحربي – التصوير الجنائي – التصوير الاعلاني – التصوير الفلكي – تصوير الماكرو- التصوير المعماري وكيف سيقدمون صور الطبيعه الصامته وتصوير المنشآت وفي كل اقسام التصوير …
اننا لا نسمح بالمهازل التي ستطيح بالفوتوغراف العربي وتجعله في اسفل السافلين ارضاء لاناس اميين جهله لا يفقهون من علم وفن التصوير الا الاسم فقط .
ان اراد هولاء الاميين ان يجعلوا قاعدة صوب وصور هي التي تقود الفوتوغراف العربي ، فانا اقول لا مكانة لهم بين الفنانين من المصورين العرب الذين يقدمون الصورة المشرقة للمصور العربي .
لم نمنع اي هاوي تصوير من ان يقدم اي صورة باي شكل من الاشكال الحديثة ليقدمها للجمهور ويشاهد ردود افعالهم حولها
نحن نتابع بشغف التطور العلمي والفني في كل دول العالم ونشاهد تجارب كبار المصورين بالعالم ، لكن لا نتقبل العبث الفوتوغرافي على انه فن ، يجب ان نلغي القواعد من اجله .
تابعنا التصوير التجريدي وشاهدنا اجمل صوره ، وشاهدنا التصوير السيريالي ونقلتنا صوره الى الفضاءات الخيالية التي يحلم بها الانسان
استمتعنا كثيرا بصور الدجتال ارت وقدرناها واخذت مكانتها في مجتمع المصورين الفنانين .
فهمنا واستوعبنا التصوير المفاهيمي بصورة الجميلة المتميزة ، لكن لا تقولوا لنا اتركوا القواعد ، لانها هي الاصل .
من يريد ان يستغل الصورة ليعبر عن مشاعره ويحولها الى الوان من الفلسفة الضوئية ليعتبرها كصرخة استنكار او سخرية باي شكل كان ومن يريد تاويل بعض الصور التي تحمل معنى مبطن ، ومن يريد اعتماد الخيال والاوهام لدى المصور ، وتجسيدها من خلال الكاميرا لتقديمها بصورة تحمل معاني ودلالات حتى وان كانت تعكس النفسيه التي يفكر بها المصور من الفرح او الحزن او الخيالات الامتناهية فالمجال مفتوح له ليقدم للمجتمع صوره .
لكن لا تتقربوا لقواعد التصوير وتطالبون بتجاوزها ونسيانها .
نصيحتي للجميع اقرأو، التصوير كعلم وفن لتنهلوا منه اجمل القواعد والاساسيات لتقدموا اجمل الصور.