يوهان سباستيان باخ، ملحّن ألماني الأصل، يُعدّ من أعظم الملحنين في حقبة الباروك، خُلّدَ اسمه عبر التاريخ بأعمالٍ تميّزت بأسلوب مميّزٍ معقّد.
دايات يوهان سباستيان باخ
وُلِدَ يوهان سباستيان باخ Johann Sebastian Bach في إيزيناخ ألمانيا، بتاريخ الحادي والعشرين من عام 1685، وسط عائلةٍ لمعَ عديدٌ من أفرادِها في مجال الموسيقى، إذ أنّ والدَه يوهان إمبروزيس Johann Ambrosius، كان موسيقيًّا في مدينة آيزيناخ، كما يُعتقد بأنّ والده هو من لقّنه أصول الموسيقى معلّمًا إيّاه العزف على الكمان.
في عمر السّابعة دخل باخ المدرسة لتلقّي التّعاليم الدينيّة، كما درس اللاتينيّة إلى جانب موادّ أُخرى. وقد أثّر المذهب اللوثريّ الذي اتبّعه باخ على العديد من أعماله الأخيرة.
فُجِعَ وهو في سنّ العاشرة بوفاة كلا والديه الأمر الذي اضطّره للانتقال والعيش مع أخيه يوهان كريستوف والذي كان يعمل حينها عازف أورغن في مدينة أودروف.
زوّد يوهان كريستوف أخيه الصّغير بالمزيد من التّعليمات الموسيقيّة وسجّله في إحدى المدارس المحليّة ليتمكّن من متابعة تعليمه، وبقيَ باخ مع أخيه إلى أن أتّم عامه الخامس عشر.
امتلك باخ صوتًا جميلًا من طبقة السوبرانو، الأمر الذي مكّنه من أن يضمنَ لنفسه مكانًا في مدرسة لونيبرغ Lüneburg، إلّا أنّ صوته سرعان ما تغيّر، مما استدعى نقله للعزف على الكمان والهاربيسكورد.
تأثّر باخ بالعديد من عازفي الأورغن من ضمنهم عازف أورغن المحليّ يُدعى George Böhm، وتابع بعمل الجاد إلى أن أصبح في عام 1703 موسيقيًّا في بلاط الدّوق Johann Ernst في فايمارWeimar، حيث كان العضو الأساسيّ في الفرقة شاغلًا دور عازف الكمان إلى جانب عزفه الأورغن في مناسباتٍ عديدةٍ.
إنجازات يوهان سباستيان باخ
تميّز باخ بقدرته على إبداعِ مقطوعاتٍ موسيقيّةٍ مفعمةٍ بمشاعرٍ مختلفةٍ، وقصّ قصصٍ في مقطوعاته مستعينًا بألحانٍ تُير أفكارًا معيّنةً في الأذهان. كما أنّه استوحى موسيقاه من كافّة أصقاع أوروبا، كالموسيقا الفرنسيّة والإيطاليّة.
واعتمد في أسلوبه على الطّباق من خلال عزف عدة ألحان سويّةً، والفوغا بتكرارٍ ذات اللحن مع تغييرٍ بسيطٍ، وبذلك أبدع مقطوعاتٍ موسيقيّةٍ مليئةٍ بالتّفاصيل.
يُعَدّ باخ واحدًا من أفضل الملحنين من حقبة الباروك، وواحدًا من أشهر أعلام الموسيقى الكلاسيكيّة عمومًا.
ذاع صيتُ باخ كونه مؤدّ محترف وعُرف بمهاراتٍ مميّزة، الأمر الذي أهلّه ليكون عازف الأورغن في الكنيسة الجديدة في مدينة آرنشتادت Arnstadt.
حيثُ كان المسؤول عن تنظيم العديد من المراسم الدّينيّة والمناسبات الخاصّة إلى جانب إعطائه للدّروس الموسيقيّة.
إلا أنّه لم ينسجم جيّدًا مع طلّابه وعاملهم بقليلٍ من الغرور، الأمر الذي دفع الكنيسة لتوبيخه لأنّ تديبه لهم لم يكن كافيًا.
في عام 1705 حصل باخ على إجازةٍ رسميّةٍ من الكنيسة لبضعة أسابيعٍ، حيث أراد السفرإلى لوبيك Lübeck بغية الاستماع إلى عازف الأورغن المشهور Dietrich Buxtehude، إلّا أنّه مدّد إقامته دون أن يُعلمَ أي أحدٍ في آرنشتادت Arnstadt، متجاهلًا المدّة التي كانت قد حدّدتها الكنيسة.
في عام 1707، انتقل من آرنشتادت إلى مولهاوزن Mühlhausen، ليصبح هناك عازف الأورغن في كنيسة القديس بليس (St. Blaise)، وكان سعيدًا جدًا لقيامه بتلك الخطوة، إلّا أنّ الأمور لم تسر بالمنحى الجيّد الذي كان قد خطّط له باخ مسبقًا.
فقد ألّف هناك العديد من المقطوعات المعقّدة، الأمر الذي تعارض مع أفكار قسّ الكنيسة والذي يرى بأنّ الموسيقا التي تُؤلّف للكنيسة يجب أن تتّسم بالبساطة.
ومن أشهر الأعمال التي أنتجها باخ في تلك الفترة هي Gottes Zeit ist die allerbeste Zeit والمعروفة أيضًا باسم Actus Tragicus.
بعد أن قضى باخ عامًا كاملًا في مولهاوزن، عُيّنَ كعازف أورغن في بلاط الدوق فيلهِلم إرنست (Wilhelm Ernst) في فايمار.
وكتب العديد من المؤلّفات للكنيسة، كما أنّه ألّف خلال إقامته في فايمار مقطوعة Toccata and Fugue in D Minor والتي تُعدّ اليوم واحدةً من أكثر مقاطع الأورغن شيوعًا.
كما لحّن أيضًا مقطوعة Herz und Mund und Tat أي القلب، والفم والفعل.
في عام 1717، عرض الأمير ليوبولد Leopold من آنهالت كوتن (Anhalt-Cöthen) على باخ فرصة عملٍ، وقبل باخ بفرصة العمل تلك إلّا أنّ الدّوق فيلهلم إرنست لم يقبل بالتّخلي عنه حتى أنّه قام بحبسه لعدّة أسابيع بعد أن حاول باخ المغادرة عاصيًا أوامره.
تمّ إطلاق سراحه في أوائل كانون الأول، وسُمِحَ له بالذّهاب إلى كوتن. حيث بدأ بعمله كعازفٍ على آلة الكمان لدى الأمير ليوبولد، الأمير المولَع بالموسيقى.
في كولتون كرّس باخ أغلب وقته للآلات الموسيقيّة، فألّف العديد من الألحان للأوركيسترا بالإضافة إلى ألحانٍ راقصةٍ للعزف الجماعيّ، كما كتب العديد من المقطوعات لآلاتٍ منفردة، وتُعَدّ الأعمال التي ألّفها للكمان من أفضل أعماله على الإطلاق.
عكست أعمالُ باخ إيمانه العميق بالدّين، حيث كان يكتب على أوراقه الموسيقيّة الأحرف الثّلاث I.NJ وهي الأحرف الأولى من الجملة اللاتينيّة In Nomine Jesu أي باسم المسيح.
ألّف في عام 1721 سلسلةً من حفلات الأوركيسترا Brandenburg Concertos بخطوةِ منه لمدح دوق براندنبورغ، لتُصبحَ هذه المؤلّفات فيما بعد من أرقى وأعظم أعماله على الإطلاق.
في نفس العام تزوّج الأمير ليوبولد، وأفقدته زوجته الجديدة الاهتمام بالموسيقى.
وتمكّن باخ في تلك الفترة من إنهاء كتابه الأوّل The Well-Tempered Clavier والذي جمع فيه العديد من القطعِ الموسيقيّة بغية تعليم الطّلاب بعض الطّرق والأساليب في العزف الموسيقيّ.
انتهى المطاف بإنهاء الأمير لأوركيسترا باخ عام 1723، الأمر الذي اضطّره للبحث عن عملٍ جديدٍ بدلًا من التّركيز على الموسيقى.
بعد أن تقدّم للعديد من الأعمال في لايبزيغ، أبرم باخ عقدًا ليصبحَ عازف الأورغن والمدرّس الجديد في كنيسة القدّيس توماس، حيث طُلِب منه التّعليم في مدرسة توماس كجزءٍ من العقد السابق.
وهنا بدأ باخ بالعمل الجادّ، فقد طُلِبَ منه تأليف موسيقى جديدة كلّ أسبوعٍ بغرض إحياء المراسم الدّينيّة، فألّف Christmas Oratorio وهي عبارة عن سلسلةٍ من ستّ مقطوعاتٍ موسيقيّةٍ تمثّل روحَ الأعياد.
كما كتب العديد من المؤلفات الموسيقيّة التي كانت مستوحاة من تفسيراته الموسيقيّة للإنجيل، مستخدمًا جوقةً أحيانًا، الإلقاء المُصاحَب بالموسيقا (recitatives)، والتّعبير عن شعور الشّخصية (arias) أحيانًا أخرى.
عُرٍفَت تلك المجموعة باسم Passion والتي كان Passion According to St. Matthew أشهرها، حيث قام بكتابتها عام 1727 أو عام 1729 (التّاريخ غير مُؤكّد) حيث روى فيها الإصحاح السّادس والعشرين والسّابع والعشرين من إنجيل متّى، وتمّ تأديتها خلال مراسم الجمعة العظيمة.
بالحديث عن أعماله الدّينيّة، تُعدّ مقطوعة Mass in B minor أفضلها على الإطلاق، وطوّر عام 1733 أقسامًا منها عُرٍفَت باسم Kyrie and Gloria، والتي قدّمها للنّاخب عن ولاية ساكسونيا.
أشهر أقوال يوهان سباستيان باخ
حياة يوهان سباستيان باخ الشخصية
كان باخ مُخلصًا لعائلته، التي أسّسها بزواجه من ابنة عمّه ماريا باربرا باخ Maria Barbara Bach، ورُزٍق منها سبعة أولاد، مات البعض منهم وهم رُضّع.
توفّيت زوجته ماريا عام 1720 عندما كان باخ مسافرًا مع الأمير ليوبولد.
ليتزوّج في العام التّالي من مغنّية اسمها آنا ماغدلينا Anna Magdalena ، وأنجب منها ثلاثة عشر طفلًا.
عُرف عنه حب مشاركته الموسيقى مع أولاده، فأصبح اثنان من أبناءه لزوجته الأولى ماريا، وليام Wilhelm Friedemann Bach وكارل Carl Philipp Emanuel Bach مؤلفين موسيقيّين.
وفاة يوهان سباستيان باخ
بدأت مع حلول عام 1740 معاناة باخ مع بصره، إلّا أنّه استمرّ بالعمل بالرّغم من مشاكل الرؤية التي اعترضته. كما أنّه تمكّن من السّفر وقدّم العديد من العروض الموسيقيّة، منها عرضًا قدّمه أمام فريديريك الأعظم ملك بروسيا عام 1747.
بدأ باخ في عام 1749 بعمله الجديد والذي حمل اسم The Art of Fugue إلّا أنّه لم يتمكّن من إتمامه حيث خضع حينها لعمليّة لتصحيح نظره، ولسوء الحظّ لم تجرٍ العمليّة كما هو متوقّعٌ، لينتهي المطاف به بالعمى الكليّ.
لاحقًا من عام 1750 عانى باخ من أزمةٍ قلبيّةٍ أنهت حياته في الثّامن والعشرين تمّوز.
يُمكن القولُ بأنّ شهرة باخ جاءت من كونه عازفًا أكثر من كونه ملحّنًا، ولم يُنشَر من أعماله إلا القليل خلال حياته، ومع ذلك شُهدَ له ببراعته من قبل العديد من الموسيقيّين الذين جاؤوا بعده، أمثال موزارت وبيتهوفن.
سَطع اسم باخ مجدّدًا في عام 1829 عندما قام الملحّن الألماني فيلِكس مينديلسون Felix Mendelssohn، بإحياءِ مقطوعته Passion According to St. Matthew.
حقائق سريعة عن يوهان سباستيان باخ
أعطاه الأمير السويديّ فريديريك خاتمًا من الألماس وذلك بعد أن أُذهِلَ بأدائه عام 1714.
حظيَ باخ عام 1700 على منحةٍ دراسيّةٍ من مدرسة مايكل في لونيبرغ بسبب صوته الجميل.
ألّف باخ معظم أعماله على الآلات الموسيقيّة خلال فترة إقامته في كوتن.
فيديوهات ووثائقيات عن يوهان سباستيان باخ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نبذة عن يوهان سباستيان باخ
وُلِدَ الملحّن الموسيقيّ يوهان سباستيان باخ في الحادي والعشرين من آذار عام 1685 في آيزيناخ الواقعة في مدينة تورنغن Thuringia في ألمانيا، لعائلةٍ مرموقةٍ عُرفت بباعٍ طويل في المجال الموسيقيّ حيث برز في تاريخها موسيقيّونَ عدّة.
عمل باخ عازفَ أورغن رئيسيّ في العديد من المناسبات، ليُبدع فيما بعد العديد من المقاطع الموسيقيّة الخالدة منها Toccata وFugue in D minor.
أما بالنّسبة لمقطوعاته Mass in B Mino ،Brandenburg Concerto، وThe Well-Tempered Clavier فتُعَدّ من أفضل ما قدّمه على الإطلاق.
تُوفّي باخ في مدينة لايبزيغ، ألمانيا في الثّامن والعشرين من تمّوز عام 1750، واليوم هو واحد من أعظم الملحّنين على الإطلاق.
يوهان سباستيان باخ
يوهان سباستيان باخ | |
---|---|
(بالألمانية: Johann Sebastian Bach) | |
يورتريه لـ “يوهان سباستيان باخ” من أعمال هاوسمان سنة 1748
|
|
|
|
معلومات شخصية | |
الميلاد | 21 مارس 1685 إيزيناخ، ألمانيا |
الوفاة | 28 يوليو 1750 (65 سنة) لايبزيغ، ألمانيا |
سبب الوفاة | سكتة |
الديانة | لوثرية[1] |
مشكلة صحية | عمى[2] |
الزوجة | آنا باش (3 ديسمبر 1721–) ماريا باش (17 أكتوبر 1707–1720) |
أبناء | ويلهلم باش، وكارل فيليب إيمانويل باخ، ويوهان كريستيان باخ، وغوتفريد باش، ويوهان باش، وغوتفريد باش، وماريا صوفيا باش، ويوهان باش، وريجينا سوسانا باش، وجوانا كارولينا باش، وريجينا جوانا باش، ويوهان أوقست ابراهام باش، وكريستيان غوتليب باش |
عدد الأولاد | 20 |
الأب | يوهان باش |
الأم | إليزابيث ليمرهيرت |
أخوة وأخوات |
يوهان باش، ويوهان باش
|
الحياة العملية | |
تعلم لدى | يوهان باش |
المهنة | ملحن[3]، وعازف الأرغن، وعازف هاربسكورد، وعازف كمان، وموزع، ومخرج جوقة، وعالم موسيقى، ومعلم موسيقى، وموسيقي |
اللغة الأم | الألمانية |
اللغات المحكية أو المكتوبة | الألمانية[4] |
موظف في | أغسطس الثالث ملك بولندا |
تأثر بـ | أنطونيو فيفالدي، ويوهان باتشيلبيل |
التيار | موسيقى باروكية |
التوقيع | |
المواقع | |
IMDB | صفحته على IMDB |
تعديل |
يوهان سباستيان باخ (بالألمانية: Johann Sebastian Bach) ع أرغن ومؤلف موسيقي ألماني ولد في 1685 ورحل في 1750 ميلادية يعتبر أحد أكبر عباقرة الموسيقى الكلاسيكية في التاريخ الغربي.
حياته:
ولد سنة 1685 م في إيزيناخ. تعلم في بلدته، وتلقى دراسته للموسيقى في الوقت ذاته عن أبيه يوهان أمبروزيس (عازف كمان). تابع يوهان بعد وفاة والده دراسة العزف على الكلافان والأورغان مع أخيه الأكبر يوهان كريستوف.
وفي سنة 1703 م عمل مدة قصيرة كعازف كمان في أوركسترا دوق فايمار. وبعد أشهر قليلة أصبح عازف أورغن في كنيسة ارنشتادت، حيث بدأ كتابة أول مؤلفاته الموسيقية الدينية. وفي سنة 1707 م انتقل إلى مدينة مولهاوزن كعازف أورغن في كنيستها، وبعد عودته إلى فايمار كتب أول أعماله الشهيرة للأورغان مثل “المغناة” (التوكاتا) “الفوغا” (الشلل). وفي عام 1716 م ترك فايمار ليصبح قائد فرقة موسيقى الحجرة عند الأمير ليوبولد في مدينة أنهالت-كوتن، حيث كان الأمير نفسه يعزف على فيولا الساق في الفرقة الموسيقية بقيادة يوهان سباستيان نفسه. وفي هذه المدينة استطاع أن يتحرر من الخدمة الكنسية متابعًا التأليف الموسيقي للآلات، فكتب معظم الأعمال المهمة له ومنها ست حوريات براندنبورغيه سنة 1721 م، سميت كذلك لأنها كانت مكرسة لأمير براندنبورغ.
وفي سنة 1723 م استقر في مدينة لايبزيغ لمدة ربع قرن قام بعدة رحلات فنية قصيرة إلى بعض المدن الألمانية تعرّف في أثنائها على أشهر الموسيقيين فيها آن ذاك، كما التقي الملك فريدريك الكبير سنة 1747 م وقدّم له قطعة هدية موسيقية وهي ذات موضوع من تأليف الملك ذاته. قبل نهاية حياة باخ بوقت قصير، بدأ بصره يضعف تدريجيا حتى أنه كان فاقد البصر تقريبا حتى وفاته، دفن في كنيسة القديس يوحنا ثم نقل ما تبقى من رفاته سنة 1894 م إلى كنيسة سان توماس ولاءً له وتقديرًا.
مؤلّفاته
ألّف جوهان سباستيان في جميع أنواع الصيغ المويسيقية المعروفة في زمنه، عدا الأوبرا، وكان مذهبه الديني البروتستانتي الألماني أساسا لمعظم أعماله الموسيقية. ونتاجه الفني زاخر بعشرات المئات من القطع الموسيقية المختلفة الصيغة، كما كتب نحو خمسين مغناة دنيوية.
ولموسيقى الأورغن عند يوهان سباستيان عناية خاصة، إذ ألّف لهذه الآلة الكثير من القطع الموسيقية من نوع الفانتزي والبريلود والفوغة والسوناتا. وكان أيضًا ذا اهتمام شديد بالآلات من ذوات الملامس ولا سيما الكلافان منها، فقد كتب لها الكثير من القطع الموسيقية لآلة واحدة أو عدة آلات منها معا في كثير من الصيغ المختلفة.
من أشهر اعماله على الارغن التوكاتا والفوجا. ومن أهم الأعمال التي كتبها لهذه الآلة هما الجزءان بعنوان الكلافان المعدل جيدا ألفهما على التوالي سنة 1722 و1744 ميلادية ونشرا سنة 1799 م. ويحتوي كل جزء منها على 24 بريلود وفوغه في السلالم الأربع والعشرين-الكبيرة والصغرى- في السلم المعدل الذي أصبح أساسا لجميع أنواع الموسيقى العالمية. ومن أعمال يوهان المهمة للآلات أيضا كتاب فن الفوغة ألفه في أواخر حياته (1749 – 1750) ولم ينجزه، وهو يتألف من قطع موسيقية من نوع الأتباع (الكانون) والفوغة، لم تكن مخصصة لآلة موسيقية أو لمجموعة آلية ما.
عُدت موسيقى يوهان سباستيان باخ في القرن الثامن عشر معقدة وقديمة الأسلوب مقارنة مع الأشكال الموسيقية الجديدة المقدمة من قبل الموسيقيين الآخرين. ويعود الفضل إلى مندلسون الذي اكتشف عام 1829 ميلادية عبقرية سباستيان في مؤلفاته الآلام كما هي عند القديس ماثيو التي أُلّفت قبل قرن من ذلك. وعلى أثر ذلك قدره جميع الموسيقيين، وأدى هذا العمل وكثير من المؤلفات الأخرى له إلى تأسيس جمعيات موسيقية كثيرة تحمل اسمه منها جمعية باخ في لندن سنة 1870 م، وتأسست كذلك في لايبزيغ سنة 1805 ميلادية جمعية باخ التي باشرت بنشر جميع أعماله الموسيقية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. ويمكن القول، أن طبيعة القديم والجديد في موسيقى يوهان سباستيان بارزة المعالم وتؤسس تميزا تاريخيا بقي متبعا حتى القرن العشرين.