غسان القيم
……………………………………………………………………………………
لقد كان صندوق العروس منذ مئات السنين بمثابة خزانة الثياب في وقتنا الحالي ..وكان من القطع الرئيسية من أثاث البيت ..حيث كان يوضع فيه أغلى وأهم مل يملكه العروسان أيام زمان ..فهو محزن البيت ومحبأ ما غلى ثمنه ومست حاجته..
صندوق العروس الذي دارت حوله الكثير من الزغاريد والحزازير الطريفة ومنها هذه الزغرودة الجميلة “ها ها جبنالكن الصندوق برزاتو ..ها ها تلت باشات تقامو بساساتو..ها ها الله يديمك يا بيّ العروس..وها ها وحط الخبز من كتير عاداتو..”
ومعنى ذلك بأن صندوق العروس جديد وغالي الثمن وثقيل من خشب ممتاز وأن أبو العريس كريم آطال الله عمره..
والاجمل هذه الحزورة الطريفة تقول :”مصّدروقاعد بالصدر يلملم الأهل والصهر ..وجواتو بانحكى الحكايا والسير ..
لقد كانت مسؤولية الحفاظ على هذا الصندوق بيد الزوجة فتستلم مفاتيحه وهذا المفتاح كان يكاد يكون وحيداً في بيوت الطين ..يومها كان يوضع هذا الصندوق في مكان لارز في صدر البيت ..واليوم خجل صندوق العروس وانزوى وأصبح للذكرى وموضع مزاح وتندر يتداوله هذا الجيل الصاعد ..
والان عل تقبل فتاة اليوم كما قبلت جدتها أو امها المعمرة أن يضم في جهازها صندوقاً خشبياً ..لا أعتثد ذلك ..كل شيء تغير وتبدل حيث أصبح هذا الصندوق للذكرى تنسج حوله الحكايات بعد أن كان في يوماً من الأيام لدى أجدادنا وآبأبنا موضع تباهي ومفخرة أيام أعراسهم وأفراحهم ..أيام الزمن الجميل رغم كل بساطة الحياة وضنكها ..غسان القيّم..
الصورة مأخوذة من متحف الاستاذ الباحث برهان حيدر التراثي في المركز الثقاقي في عين البيضا ..