معرض فني بعمّان.. يحاكي الحضارة البابلية
احتضن معرض “بلاد ما بين النهرين” ثلاثا وعشرين لوحة فنية بريشة الفنانة العراقية شيماء أحمد زيدان، الذي افتتحه الأمين العام لوزارة الثقافة الروائي والمسرحي هزاع البراري بالمركز الثقافي الملكي في عمان.
اشتمل المعرض على لوحات زيتية واكريليك، تسرد الحضارة البابلية بكل تفاصيلها من أول شاعرة في تاريخ العراقي “انخيدو-انا”، والتي تعني الكاهنة العليان، الى آلهة الحب والحرب والجمال عند السومريين “إنانا”، و”ملحمة جلجامش” و”اورنينا” السومري، وبوابة عشتار.
كما تضمن المعرض لوحات تجمع بين الكتابة المسمارية، التي ظهرت في جنوب وادي الرافدين بالعراق عند السومريين للتعبير بها عن اللغة السومرية، واللغة الأكادية التي كان يتكلمها البابليون والآشوريون، بحسب الفنانة شيماء زيدان.
واشتمل المعرض على لوحات مثل “مسلة العقبان”، “مسلة حمورابي” التي تحتوي على “282” مادة تعالج مختلف شؤون الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وعلى “القيثارة السومرية”، هي أقدم آلة موسيقية عرفها التاريخ، كما قالت الفنانة.
الأمين العام قال: “المعرض بما يتضمنه من لوحات تحاكي الحضارة البابلية التي هي من أشهر الحضارات في التاريخ، تكشف لنا أن صاحبة هذا المعرض تملك طاقة فنية إبداعية تسخرها لخدمة هذه الحضارة العريقة، كما المعرض يركز على إبراز الحضارة العراقية القديمة”.
وأشار البراري إلى المزج في هذه اللوحات ما بين الحضارة والخيول العربية التي تدلل على الأصالة؛ حيث أدخلت الفنانة الخيل في أغلب لوحاتها الفنية، وهذا المزج بين التاريخ وأصالة يبين أن الفنانة تعي مشروعها الفني والفكرة.
فيما قالت الفنانة شيماء زيدان “هذا المعرض توثيق تاريخ بلادي في لوحاتي، مع إضافة رؤيتي الفنية من خلال استخدام المدارس الواقعية والتعبيرية في اللوحات الفنية”.
وبينت زيدان أنها وظفت في لوحاتها التي رسمت أغلبها بالزيت، الخيول العربية لما لها من جمال وأصالة وشموخ يضاهي شموخ بلاد العراق، موضحة أن الفن هو رسالة سامية، وبلادي العراق منذ فجر الحضارة البشرية تجسد الفن؛ حيث إنني حاولت أن أسلط الضوء على حضارة ما بين النهرين.
وأضافت زيدان “حضارة ما بين النهرين تعد من أول المراكز الحضارية في العالم وأشهر حضارتها هي: سومر، اكد، بابل، الشور، كلدان”، لافتة إلى أن ما قام به العراقيون القدامى من إنجازات مهدت لتطور البشرية بدءا من الكتابة على ألواح الطين والإنجازات العملية والأدبية والملاحم البطولية والأساطير والقصص الملحمية.
وأشارت زيدان الى أن لوحاتها تتضمن الحضارة العراقية القديمة، وجزءا من العراق الحديث مثل “لوحة بغداد الحديثة التي يظهر فيها أحد جسور بغداد المعروفة” ورسمتها بالزيت على القماش.
المعرض الذي يجسد حضارة ضاربة في عمق التاريخ منذ أن نشأت البشرية هي “حضارة ما بين النهرين”، فقد أبهرت اللوحات جمهور المعرض الذي قرأ وشاهد تاريخ العراق في الماضي والحاضر في اللوحات التي يتراوح عرضها ما بين 70 و100 سم.
الفنانة زيدان التي حصلت على درجة الماجستير من جامعة اليرموك، شاركت في العديد من المعارض التشكيلية، ويعد هذا المعرض الشخصي الأول لها، وقد أشارت الى أنها استعانت في معرضها بكتب التاريخ التي تتحدث عن حضارة ما بين النهرين، حتى ترسم هذه اللوحات، ومن هذه الكتب: “صولات انهيدوانا”، “مقدمة في أدب العراق القديم”، “سومر فنونها وحضارتها”، “ألواح سومر”.