……………………………………………………………………………………
تحت فناع الكون الساكن أمام البصر حركة لاتهدأ من موت وحياة.. وخصب وجدب..الصراع الأبدي الذي لاينتهي إنه الصراع لاستمرار الخصب في الأرض والأنسان والحيوان…
لقد صورت الأسطورة الأوغاريتية /بعل وموت/ هذه الحركة الدؤوبة بين النقيض
فخلقت صراعاً بين إله الموت وإله الحياة ..وبين القوة التي تهدم والقوة التي تبني..
ولعل هذه الأسطورة الأوغاريتية تقدم لنا أكثر أشكال هذا الصراع وضوحاً ودرامية..
ففي هذه الأسطورة التي دونت في عهد الملك الأوغاريتي ذائع الصيت المثقف /نقماد الثاني /بيد الكاتب /إيلو ملكو/
حيث نرى إن هذا الصراع الذي يطفو على سطحها ليس في حقيقته وغاياته إلا تعاوناً بين القوتين من أجل حفظ الوجود ومنعه من العودة الى هاوية السكون والعدم وهذا ما تعبر عنه الأسطورة..
وفي ذلك كله إشارة الى مراحل عملية حصاد القمح بالمنجل ثم تذريته بالغربال فطحنه وخبزه وتوفير بعضه لدفنه تحت التراب من أجل الموسم القادم الجديد…
وما تريده الأسطورة ان تقوله: هو إن الإله /موت/ هو حبوب القمح اليابسة التي تهاوت تحت مناجل الحصادين لتقديمها غذاء للبشر ودفن بعضها من أجل إعطاء الحياة الجديدة في فصل الربيع القادم..وإن الاله /موت/ ليس إلا الوجه الآخر للإله /بعل/ الذي يمثل سنابل القمح الخضراء ..فموت هو /بعل /الميت
وبعل هو موت الحي…
أوغاريت التي تعيش مع كل فلاح يزرع أرضه قمحاً وينتظر المطر ليقول أن أرضه هي أرض بعل..
عاشق أوغاريت..غسان القيم..
إعادة
يا لأوغاريت العشق والنور
دمت باحثاً عن الجمال وعاشقاً لأوغاريت العشق أستاذ غسان