يقدم متحف الفن الحديث والمعاصر “مقام” MACAM في عاليتا – جبيل أعمال فنّانَين موهوبَين – جوسلين صعب وأكلياس صوراص(Achilleas Souras).
يحتفي المعرض الأوّل Retrospective of films by Jocelyne Saab، وهو معرض استيعاديّ، بأعمال الفنانة والمخرجة السينمائية اللبنانية البارزة جوسلين صعب في حين يضمّ الثاني تركيبة للفنّان المراهق الصاعد أكلياس صوراص(Achilleas Souras).
لا تحتاج “جوسلين صعب” إلى أيّ مقدّمات، فهي أيقونة في مجال صناعة الأفلام كرّست نفسها لتسليط الضوء على حالات الظلم حول العالم من خلال أعمالها المبتكرة، وغالباً ما كانت تخاطر بحياتها بهدف ذلك. وفي الوقت الذي ركزّت فيه بداية على الحرب الأهليّة اللبنانية، فقد توسّعت بأعمالها لتصوّر الاضطرابات، والأزمات والصراعات في المنطقة وخارجها لتلتقط وتنقل لحظات أثبتت أنّها من التاريخ.
هذا المعرض الإستيعادي، الذي يقام للمرّة الأولى تحت شعار “عصر فنّ الفيديو” تحت إشراف “ماتيلدا روكسيل”، يسلّط الضوء على مسيرة “جوسلين صعب” المهنيّة فيتيح للجمهور استكشاف – أو إعادة استكشاف – بعض أبرز أعمالها، منها الصور الفوتوغرافية والفيديوهات التي شوهدت سابقاً في مختلف المعارض حول العالم.
من بين الأعمال المعروضة، يمكن للزائرين استكشاف سلسلة The Reversal of Occidentalism التي تدخل في العلاقة المضطربة والغامضة بين الشرق والغرب في ما يتعلّق بمسائل أساسية كالسياسة والأخلاق الاجتماعية، من خلال استخدام دميات الباربي. وفي مجموعة أخرى منفصلة بعنوان Soft Architecture، تلتقط “صعب” بمهارة ضوء الصحراء على خيم البدو فتُمتّعنا بنظرة ساحرة إلى الحياة البدويّة. تترافق الصور الفوتوغرافية بعروض فيديو تثير بعض أبرز قضايا الساعة، بمشاركة مجموعة فنّانين معاصرين وناشطين ثقافيّين: Café du Genre وعدم المساواةبين الجنسين؛ Imaginary Postcard ومفهوم المنفى؛ A Dollar a Day وتصوير الأطفال اللاجئين في وسائل الإعلام المحلية.
يأتي موضوع النازحين وكيفيّة مساعدتهم أيضاً أساسياً في تركيبة أكلياس صوراص(Achilleas Souras) التي تمّ افتتاحها بمناسبة “اليوم العالمي للّاجئين” وبدعم من “المفوضية السامية للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين” (UNHCR).
تحت عنوان Save Our Souls، يعبّر المشروع عن ردّة فعل الفنّان الشاب تجاه أزمة اللاجئين العالمية الحالية. فيقترح أكلياس صوراص(Achilleas Souras)، الذي ولد في لندن ويقيم ويدرس حالياً في أثينا، إعادة استخدام سترة النجاة التي أصبحت رمزاً بصرياً لأزمة اللاجئين في وسائل الإعلام، كوسيلة لتأمين مراكز إيواء عمليّة وغير مكلفة ومؤقتة، على شكل أكواخ الإسكيمو، للنازحين.