إلى جورج عشي .. وعدي بالكتابة عنك تأخر كثيرا .. لكنه أنجز . تحية . قراءة أولى : أتصفح كتاب جورج عشي الفنان التشكيلي بمعنى اجتماع الصفات واقرأ سفر الواقع المعاش بكل أبعاده في التصوير الضوئي للمكان الذي عاشه بتفاصيله وتفحص كل أوراقه الجمالية بعين الفيلسوف الثاقبة التي تجعل من الحارة أو الشارع او الأبواب المنسية حاضرة في ألق الزمان . واقلب الصفحات الجمالية كي أقرأ في أعمال التصوير الزيتي كل تلك اللحظات الحية في رحم الصورة الفوتوغرافية واسافر بين الوجوه عبر التاريخ وأنشد معها أسطورة الخلق الأولى في أدهش تجلياتها التكوينية . يترجم جورج عشي التصوير الضوئي إلى تصوير زيتي بإتقان مدهش ويقدم صورة جمالية مثقفة قل نظيرها في المشهد التشكيلي دون أن يقع في باحة التكرار او التشابه . فهو مدهش مجتهد في الحالين يكون جماله التشكيلي صامت حد النطق . قراءة ثانية : يندفع جورج الشاعر إلى رحم الأغنية ليخرج منها بقصيدة ذات جدائل مغزولة بخفق المحبة . وهو الطفل في قرية ضهر صفرا التي تحمل وشاح الجمال وتحنو على بحر يقبل أطرافها المغسولة بالاصداف التي تبوح الحكايا دون توقف . هو الطفل الذي لايتوقف عن الدهشة في محراب الجمال ولازال الطفل الذي لايتوقف عن الادهاش . قراءة انطباعية : منابع الفنان جورج عشي كثيرة ومياهه الجمالية غزيرة، هو المتعدد في القول المنطوق والقول الذي لاينطق ، هو النهر الشامل الذي يجري في سهول الجمال الباهر ، هو الإنسان الذي يضمر الجمال ويفصح عن المحبة .