المعرض يضم 16 لوحة منجزة بالزيت على القماش .. عنوان المعرض ” كَ مكان ” يحكي عن الأثر المتراكم للمشاعر التي يختبرها الإنسان .. كل شعور يترك ندبة أو علامة .. ومجموع الندب يعطي شكل مدينة أو مكان .. فكل شخص فينا يحمل داخله مكان مختلف عن الآخر .
من معرض التشكيلي الشاب
أحمد الوعري في غاليري آرت هاوس بدمشق عام 2016م
14 كانون الأول 2016م
افتتح التشكيلي الشاب أحمد الوعري مساء الإثنين 12 كانون الأول معرضه الفردي الثالث في غاليري آرت هاوس بدمشق ضم مجموعة من أعماله تجاوزت الـ 20 لوحة بالألوان الزيتية تنتمي في دقة تفاصيلها إلى المدرسة الواقعية دون أن يغفل عامل الإبهار الذي لعب عليه بإتقان رغم حداثة التجربة التي يخوضها.
وفي حديث لـ «اكتشف سورية» مع التشكيلي أحمد الوعري عن معرضه قال: «استطيع اختصار معرضي هذا بـ”سلطة الأفكار” فكما نعلم أن الأفكار شيء معنوي قمت بتجسيدها في حالات إنسانية لا ترتقي لمستوى التشخيص نمر بها جميعاً بشكل يومي وفي حالة تمت مراقبتها ستخلق قيداً يحاصرنا دون أن ندري، قمت بتحويلها من حالتها المعنوية إلى مادية عبرت عنها بلاصق شفاف لفّ هذه الأجساد الإنسانية، تارة مشدوداً وأخرى متهدلاً حسب ما نحمله من أفكار، إلا أنها في سعي دائم للإنعتاق والتحرر منها».
وعن اختلاف تجربته اليوم عما سبقها في معارضه قال: «اعمل اليوم على مشروع موّحد يحمل ذات الفكرة بينما جاءت معارضي السابقة أكثر تنوعاً، يعود ذلك للتجربة التي يخوضها الفنان في أعماقه والعمل على إخراج مكنوناته عن طريق الإرتقاء بأدواته، حتى لو كانت الواقعيه هي الأسلوب الذي يتبعه، فكثيرا ما تتهم الواقعية بالمباشرة والتلقائية وأعتقد أنه رأياً مغلوطاً تماماً..».
التشكيلي غسان النعنع قال عن تجربة الوعري: «تنتمي الأعمال المعروضة للفن المعاصر اعتمد فيها أحمد على فن المطابقة أو ما نسميه بـ«الفوتوغراف» حيث تأخذ اللوحة أهميتها في درجة مقاربتها للفكرة المراد العمل عليها؛ قد تكون أحيانا صورة فوتوغرافية ما، واعتقد أنه اعتمد على الصورة في نقل الفكرة كشفت عنه النسب الحسابية المتفاوتة في دقتها التي أتت في بعضها أكبر من حجمها الطبيعي، قد يكون تم توظيفها عن عَمّد .. أعمال جميلة بالمجمل يحتاج معها “الوعري” لصقل تجربته بالاستمرارية والبحث الجاد».
التشكيلية عنايت البخاري في رأيها عن المعرض قالت لـ«اكتشف سورية»: «أرى في الأعمال المعروضة حرفية عالية وقيمة جمالية تحمل لمسة من الشاعرية .. تصب في اتجاه الفن الحديث ذو الطابع الغربي نتيجة التقنية العالية المستخدمة في اللوحات .. تجربة الوعري هذه تستحق المتابعة والتشجيع».
«اكتشف سورية» التقى الفنان بسام كوسا خلال حضور المعرض وقال لنا: «هذه زيارتي الأولى لمعرض التشكيلي الشاب أحمد الوعري الذي اعتبره من حيث المبدأ معرضاً قيماً رغم استخدامه المتكرر لأسلوب الفوتوغرافيك إلا أن طرح الفكرة جاء بتقنية عالية تنم عن موهبة واعدة، اعتقد انه في أعماله القادمة سيتخلى الوعري عن جزء كبير من استخدام أسلوب الفوتوغرافيك لأن حالة الكاميرا التي أتخم بها معرضه اليوم يمكن أن تستنفذ نفسها بسرعة قياسية .. “الوعري” مشروع جدير بالإهتمام يملك قدرة السيطرة على اللوحة تقنياً من ناحية اللون والضوء، واعتقد بأنه مستقبلاً سيدخل لعوالم أكثر وأكبر من الأسلوب الذي يتبعه اليوم بسبب تمكنه من أدواته وامتلاكه ذهناً منفتحاً على كل جديد».
أحمد الوعري من مواليد مدينة حمص 1990، شارك في العديد من معارض اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين فضلا عن معارض فردية منها بحمص في تشرين الثاني عام 2013 ومعرض في اللاذقية عام 2014.
يذكر أن المعرض يستمر لغاية 12 كانون الثاني 2017، من الساعة 5 إلى 8 مساءً بغاليري آرت هاوس بدمشق.
زين .ص الزين | تصوير:عبدالله رضا – اكتشف سورية