النصوص الكتابية المكتشفة في موقع /رأس الشمرة التي تحتوي ترجماتها على الأساطير الأوغاريتية ..فتحت أعيننا على حقيقة رائعة ..هي إن الكثير من الأفكار والصور الدينية التي تجلّت في هذه الوثائق كان لها اثر كبير على اللاهوت الحديث من جهة وعلى الدين الشعبي العام من جهة أخرى….
هذه الأساطير تنبهنا الى ان الآلهة السورية القديمة لم تكن آلهة محلية فحسب بل آلهة كونية ..وإن البعل السوري بطل هذه الاساطير إله العاصفة والخصب ..
المعروف في جميع أنحاء الهلال الخصيب والحضارات المجاورة ..وان عبادته قد دامت في العصور اللاحقة ..وانه بصفة الاله الذي يموت ويبعث الى الحياة مجدداً قد ترك أثراً لايمحى على المسيحية…
في رأي المؤلفين ان عودة بعل الى المعرفة التاريخية بعد اكتشافات /رأس الشمرة/ ونصوصها ..كان من أهم الاحداث الفكرية في القرن العشرين…
ولكننا نلاحظ مع الاسف ان المؤرخين اجمالاً بما فيهم من كتبوا اطروحات علمية عن أوغاريت وأساطيرها لم يلاحظوا هذا التواصل التاريخي بين بعل القديم واللاهوت الحديث ..أو أنهم تعمدوا آلا يعالجوا هذا الموضوع الذي قد يدخلهم في مأزق حضاري وديني..
احدى المحاولات لربط عبادة بعل القديم مع الممارسات الدينية المعاصرة هي في خطاب القاه المفكر /انطوان سعادة/ في بلدة /دير الغزال/ في البقاع في عيد مار جرجس في /23/نيسان /1948/م..تناول ذكرى القديس ليشير الى رمزية /مار جرجس/ أي رمز الشخصية المقدسة الفتية القوية التي تصرع التنين ..بأن هذا القديس أي مار جرجس ..هو رمز سوري قديم قبل أن يدعى مار جرجس..كان يدعى بعل في طوره الأول ..وفي طوره الثاني دعي مار جرجس ..وفي طوره الثالث دعي الخضر في الاسلام…
سيبقى بعل أوغاريت السوري ..هذا البعيد القريب منا كأقرب مايكون القرب ..الحاضر بثقافتنا وفي تراثنا السوري العتيق…
عاشق أوغاريت ..غسّان القيّم..