سعيد شيمي ، أول عربي ينقل التصوير السينمائي لتحت الماء
صاحب وجه بشوش ، وإطلالة وديعة . يفاجىء الجميع بمدى ولعه بالسينما وبالمتابعة الشغوفة لعلوم التصوير السينمائي التي ما زالت مستمرة معه للآن . رغممرور عشرات السنوات على عمله وبالتالي خبرته في مجال التصوير السينمائي . ترك دراسة التاريخ ، حتى يتفرغ لدراسة وممارسة فن التصوير السينمائي ، الذي أبدع فيه . صور المئات من الأفلام الروائية والوثائقية ، وهو مخرج هاو لفيلمين وثائقيين كما يقول وكذلك استاذ محاضر في العديد من المعاهد السينمائية ، ومؤلف سينمائي ل 18 كتابا في فنون السينما . تحدثت عنه الأقلام الصحفية والنقدية ، وكان منها ما يلي : ” مصور سينمائي مصري، ولد في منطقة عابدين بمدينة القاهرة في عام 1943، إلتحق بكلية الآداب بجامعة القاهرة لمدة ثلاثة أعوام ثم ترك الدراسة بها وإلتحق بالمعهد العالي السينما وحصل علي الدبلوم في عام 1971 وحصل كذلك علي دبلوم مدرسة التصوير الحديث الأمريكية بعد دراسة لمدة عامين ونصف بالمراسلة في عام 1969. قام بتصوير العديد من الأفلام لجمعية الفيلم بالقاهرة، كما عمل مديرًا للتصوير في عشرات الأفلام، منها: (الرصاصة لا تزال في جيبي، عنتر شايل سيفه، العار، اﻹمبراطور، الطريق إلى إيلات، جزيرة الشيطان). في غرفته بمنزل الأسرة بعابدين، كُتب ومجلات وأبحاث مُكدسة في كل مكان عن فن التصوير، ينشغل بها طوال الوقت، يقضي يومه في قراءة كل ما يتعلق بالأمر دون أن يشعر بالملل، يتخيل نفسه ممسكا بكاميرا تقتنص لحظات مميزة من الحياة، أو يصور مشاهد من أفلام عظيمة تبقى أبد الدهر، ينغمس في شغفه رافضا أن يُقلل أحدهم من ولعه بالتصوير واعتباره مجرد هواية. من هنا قرر “سعيد شيمي” الذي ولد في 23 مارس 1943 ترك دراسته في كلية الآداب قسم تاريخ. والالتحاق بمعهد السينما. رأى أن روحه ستجد ضالتها هناك، وأحلامه الكبيرة في عالم التصوير ستتحقق من تلك النقطة.
قبل أن يتقدم “شيمي” لمعهد السينما، كان قد أرضى جزء من فضوله عن التصوير السينمائي بانضمامه إلى جمعية الفيلم في فترة الستينيات، اندفع مع محبوبته الكاميرا في تصوير 5 أفلام للهواه من مقاس 8 مللي من بينهم فيلم “شهر الصيام”، وبدى واضحا لمن حوله أن موهبته تنمو وتنضج وتفصح عن نفسها في وقت قصير، وأنه لهذا الفتى مستقبل كبير في صناعة السينما، غير أن لجنة قبول المتقدمين للمعهد العالي للسينما كان لهم رأي آخر غريب. رفضوا انضمامه للمعهد 5 مرات متتالية. قبل أن ينجح أخيرا في إقناعهم بكونه يستحق الفرصة.
تزامن صعود نِجم “شيمي” كمصور محترف في الوسط الفني مع ازدياد وهج السينما التسجيلية، قام بتصوير أكثر من 70 فيلما تسجيليا خلال فترة الستينيات والسبعينيات، تعرف خلالها على أفضل المخرجين في جيله من بينهم عاطف الطيب ومحمد خان وغيرهم، صاروا أصدقاء، لديهم رؤية واحدة، فِكر مشترك، هموم متشابهة، وطموح وأحلام لصناعة السينما والوطن، جعلت الطريق ممهد أمامهم للعمل سويا في أعمال صارت فيما بعد من العلامات المضيئة في تاريخ السينما المصرية.
في الثمانينيات شارك حينذاك في الفيلم الأول لـ “الطيب” رغم عدم إعجابه بالسيناريو لكنه اكتشف خلال التصوير أنه يعمل مع مخرج مميز يُمسك جيدا بأدواته ولديه قدرة كبيرة على توجيه أبطال عمله وإعادة اكتشاف مناطق جديدة في أدائهم، فضلا عن اهتمامه بتكوين الصورة وكيفية تنفيذ المشهد وإتاحة الفرصة لمن معه في الابتكار للخروج بأفضل نتيجة ممكنة، ومن بعدها توالت الأعمال فاشتركا سويا في “سواق الأتوبيس، التخشيبة، البريء، الحب فوق هضبة الهرم، ملف في الآداب، ضد الحكومة”. وحينما سُئل “الطيب” عن واقعية أفلامه وتصويره دائما في الشوارع قال إنه يملك مدير تصوير عبقري اسمه “سعيد شيمي”.
لـ”شيمي” أيضًا تجربة مهمة مع المخرج “محمد خان” بدأت منذ عمله الأول في “ضربة الشمس” ثم “طائر على الطريق” وفيلمهما العظيم “الحريف” من بطولة عادل إمام وشارك “الطيب” في الإنتاج. ولم يتوقف عطائه في الصناعة في تطويره لحركة الكاميرا أو ميله للتجريب والخروج بأفكار مختلفة في تصوير المشاهد السينمائية، فقد أصبح أول مصور مصري يقوم بالتصوير تحت الماء. فعلها في فيلم “حالة تلبس” عام 1986 للمخرج بركات. بعد أن تعلم الغوص لعدة أشهر من أجل تنفيذ المشاهد دون مساعدة.
المصور صاحب الأداء الساحر عبر تاريخه لم يكتفِ بتلقي المعلومات اللازمة عن التصوير وتطبيقها في أفلامه فقط، فقد قرر تمريرها للأجيال الأخرى والمهتمين بهذا الفن، فاستغل قدرته الجيدة على الكتابة بأسلوب اخاذ وسلس وبسيط، وقام بنشر العديد من الكتب عن تاريخ التصوير والمعدات المستخدمة في السينما منذ بدايتها وسيرته مع أبرز المخرجين في جيله منها “أفلامي مع عاطف الطيب و التصوير السينمائي تحت الماء وتاريخ التصوير السينمائي في مصر”، فضلا عن تدريسه للتصوير في عدد من المعاهد والجامعات المصرية.
هو شاعر الكاميرا وأحد عشاقها ومن أكبر مديرى التصوير السينمائى فى مصر، ومن أوائل مديرى التصوير الذين خاضوا تجربة التصوير تحت الماء، وقد أثرى المكتبة السينمائية بعدد كبير من مؤلفاته، وخلال ندوة تكريمه بمهرجان الاسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة التى عقدت بقصر الثقافة، تبارى السينمائيون فى تناول الدور المهم الذى لعبه سعيد شيمى فى السينما المصرية من خلال مشوار طويل قام خلاله بتصوير نحو 74 فيلم تسجيلى، 108 فيلم روائى، كما أصدر 18 كتابا تمثل مراجع مهمة لكل دارسى السينما، وخاض تجربة الاخراج السينمائى بفيلمين قصيرين.
انا مصور محترف ومخرج هاو، خطواته الأولى بدأت حينما قرأ وهو طالب عن قرار الدولة بانشاء معهد متخخص لتدريس السينما سارع بتقديم اوراقه لكن تم رفض قبوله على مدى ثلاث سنوات فاتجه لدراسة التاريخ بكلية الآداب، وانضم لجمعية الفيلم التى تعرف فيها على الناقد السينمائى أحمد الحضرى الذى أقنعه بتقديم أوراقه من جديد للمعهد فنجح متصدرا المركز الأول وظل يحصل على تقدير عال طوال سنوات الدراسة، وقد بدأ مشواره مع التصوير من خلال الفيلم التسجيلى التى تعلم منها كيف يتعامل مع الفيلم وفقا للامكانات المتاحة، ثم اتجه الى الأفلام الروائية وقد أعطته تجربته التسجيلية دفعة كبيرة ليحدث تغييرا نوعيا فى الأفلام حينما خرج بالكاميرا الى الشارع لتصبح أكثر واقعية، بعد أن كانت أغلب مشاهدها فى الاستديو.
منذ شاهد سعيد شيمى أحد أفلام النجمة ايستر وليامز فى خمسينات القرن الماضى والتى جرى تصوير بعض مشاهدها تحت الماء وهو يحلم بالتصوير تحت الماء، وحين ذهب الى سيناء بعد تحريرها لتصوير فيلم «اعدام ميت» مع المخرج على عبد الخالق، ذهب الى مراكز الغوص والتقى ببعض مدربى الغوص الأجانب وقرر أن يتدرب على الغوص هو والمخرج الراحل نادر جلال وتحدث شيمى عن ذلك قائلا: حين تعلمت الغوص حدث لى مايشبه الانبهار من هذا السحر البديع، وصرت أكثر اصرارا على ضرورة تجربة التصوير تحت الماء، وعملت على تطوير الكاميرا مع المصور الكبير أوهان، وفى عام 1982 صورت فيلم «استغاثة من العالم الآخر» وكان يتضمن عدة مشاهد تحت الماء وقمت بعمل صندوق زجاجى والتصوير فى حمام سباحة، وقد تطورت الكاميرات بشكل رهيب وصارت الصغيرة منها قادرة على التصوير السينمائى والفيديو والتصوير تحت الماء، وهو يحتاج تدريب وفهم لان الخطأ فيه قد يفقد المصور حياته.
تحدث المخرج هشام النحاس قائلا أن سعيد شيمى يستحق التكريم وأكثر لانجازه فى مجال التصوير على عدة محاور، الاول لاحداثه النقلة النوعية فى السينما واخراجها من الديكورات الى الشارع لتصبح أصدق واكثر واقعية وهو الدور الذى لعبه ومدير التصوير محمود عبد السميع، وروى النحاس عن عمل سعيد شيمى معه فى فيلم «آياد عربية» مؤكدا انه مستعد للتضحية بحياته من أجل تصوير المشهد كما يراه أشاد الناقد ياقوت الديب بقدرات شيمى المتعددة لدرجة ان ينجح فى اصدار 18 كتابا عن السينما صارت مرجعا هاما لكل طلاب ومحبى التصوير السينمائى، مضيفا انه يعتبره خمسة فنانين فى فنان واحد، فيما قال الناقد الكبير أحمد الحضرى ان سعيد شيمى صاحب مبادرات عديدة سواء فى تصوير افلامه التسجيلية والروائية الطويلة أو فى اتجاهه للتدريس ليساهم فى توجيه أجيال عديدة من مصورى السينما الموهوبين، وفى نهاية ندوة تكريمه تم عرض الفيلم التسجيلى «حكاية من الزمن الجميل» الذى اخرجه سعيد شيمى وصوره ابنه مدير التصوير شريف شيمى والفيلم يروى بطولة محمد مهران البطل الفدائى المصرى خلال حرب 1956”.
ــــــــــــــــــــــــ
سعيد شيمى مؤلفا .. أصدر 22 كتابا عن السينما
ومن أبرز الكتب التى قام شيمى بتأليفها «التصوير تحت الماء» و«الباحث عن الجمال» عن مدير التصوير سمير فرج و«الصورة السينمائية من السينما الصامتة الى الرقمية» و«كلاكيت اول مرة» و«سحر الألوان من اللوحة إلى الشاشة»، وكتاب اتجاهات الإبداع.. الصورة السينمائية المصرية تتناول مسيرة 3 مصورين هم عبد الحليم نصر، وعبدالعزيز فهمى ووحيد فريد
وأكد سعيد شيمى أن أول كتاب قام بتأليفه هو «التصوير السينمائى تحت الماء» عام 1996، أما آخر كتاب فكان عن المخرج الكبير الراحل محمد خان الذى كانت تربطنى به علاقة صداقة وطيدة منذ الطفولة، وعملنا معا فى عدد من الأفلام، والكتاب يحمل عنوان «قميص محمد خان الحرير» وتم توزيع الكتاب خلال الاحتفالية التى أقيمت لتكريمه مؤخرا
وأضاف شيمى لـ «الأهرام» أنه حرص على توثيق رحلته مع السينما من خلال هذه الكتب حتى تستفيد منها الأجيال الجديدة، وعلى سبيل المثال كتاب «سحر الألوان من اللوحة إلى الشاشة» والذى يرصد علاقة الألوان ببعضها البعض وبدايات التصوير الملون فى السينما
وشدد سعيد شيمى قائلا «أنا مصور محترف ومخرج هاوٍ، وقد كانت بدايتى مع التصوير من خلال الفيلم التسجيلى، ثم اتجهت للأفلام الروائية ، مشيرا إلى أنه صور 108 افلام روائية طويلة و75 فيلما قصيرا وتسجيليا، كما قام بتصوير 6مسلسلات وأفلام تحت الماء منها «جحيم تحت الماء» و الطريق الى ايلات»