Saad Hashmi | HIPA
فوتوغرافيا
الكاميرا .. والارتباط بحواس البشر
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي
بينما تتجوّل في أفياء ألبوم الصور الخاصة بأحد المصورين، الصور هنا مرتّبة ومُنسّقة بشكلٍ مميّز، نفس الكاميرا المستخدمة .. نفس الأبعاد .. نفس المصور .. وربما نفس جلسة التصوير .. لكن سؤالاً يفرض نفسه! ألم تلاحظ الفارق الكبير في ردود فعلك بين صورةٍ وأخرى؟ الوقت الذي اخترت منحه لصورةٍ ما بالمقارنة مع باقي الصور! الانطباع المرسوم على وجهك انعكاساً للمعنى الذي اصطدمتَ به منبثقاً من الصورة .. والشعور الذي تملّكَكَ حيالها.
للصور سيّالات عصبية تربطها بمراكز الإحساس عند البشر، وتضعها في تماس مباشر مع حواسهم المختلفة وتفاعلاتهم العصبية المعقّدة. وقد يسأل سائل: هل ينطبق هذا على كل الصور بالمطلق؟ بالطبع لا. هذا يعتمد على حجم الكثافة الحسيّة لكل لصورة، والمتجاوب طرداً مع احترافية المصور وإبداعه. لكن من زاويةٍ أخرى هناك بعض الصور التي تقلب الكَيَان وتقرع جرس الانتباه الشديد لدى الحواس البشرية مجتمعة، رغم أنها صورة سيئة بالمعايير الفنية، لكنها تساوى الملايين بالنسبة لذاكرة أحدهم، وقد يكون فقيراً يشكو العوز .. لكنه يعتبرها أحد كنوزه.
للصور طاقة استدراجٍ عصبيّ نافذة، ذات قدرةٍ تشخيصيةٍ عجيبة، فعند تأمّلكِ بعض الصور واستشعارك أنك تعيش داخل أحداث الصورة لدقيقة، قد تنظر حولك نظرةً غير عابئة! فلا تجد أيّاً من مثيرات الإحساس! فتفضّل اللعب بهاتفك حتى تنقضي تلك الدقيقة!
بينما وجودك في قلب بعض الصور، قد يصيبك بالدوخة والذهول والصدمة، والعديد من المشاعر الفائرة الأخرى. بعض الصور تقرأها كروايةٍ ممتعة، وبعضها تُعتبر بمثابة أدوية تخفّف آلام المشاعر والذاكرة. بعض أنواع الصور تستطيع تمييز رائحتها وطعمها، وسماع أصواتها بوضوح. وهناك ذلك النوع من الصور الذي تعتبره أغلى من شهادات التكريم والتقدير والتخرّج والخبرة.
فلاش
كلما تعمّقت العلاقة بين إبداعك وحرفيّتك .. زاد تأثير أعمالك المباشر على الحواس البشرية