رغم فوز مصوريْن من قطاع غزة بالجائزتين الأولى والثانية في مهرجان الشارقة للصورة العربية، فإنهما لم يتمكنا من الخروج من غزة لاستلامهما، بسبب إغلاق معبر رفح ورفض الاحتلال الإسرائيلي السماح لهما بالسفر عبر المعبر الإسرائيلي أيضا.
أيمن الجرجاوي-غزة
شعور عميق بالقهر عاشه المصور الصحفي الفلسطيني مجدي قريقع حينما أُعلن في دولة الإمارات العربية المتحدة فوزه بجائزة الشارقة للصورة العربية للعام 2014، وهو لم يتمكن من الخروج من قطاع غزة نتيجة إغلاق السلطات المصرية معبر رفح البري منذ أكثر من شهر.
المصور قريقع فاز بالجائزة الأولى في مسابقة الشارقة للصورة العربية عن محور الصورة الصحفية، بصورة لأم فلسطينية مشردة تغسّل طفليها داخل مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة.
وتظهر الصورة الفائزة -التي التقطت في 14 يوليو/تموز الماضي- أمًّا فلسطينيةً مشردةً من شرق مدينة غزة تقوم بتغسيل أبنائها بطريقة بدائية للغاية داخل فصل دراسي اتخذته العائلة ملجأ بعد هروبها من القصف الإسرائيلي في منطقتها.
ويقول قريقع للجزيرة نت إن الصورة تلفتُ إلى أن مدارس “أونروا” التي تمكث فيها مئات العائلات المشردة غير مهيأة للسكن، ويتخذ اللاجئون من غرفها الصفية مكانًا لقضاء جميع احتياجاتهم.
قريقع (34 عامًا) -الذي يعمل مصورًا حرًا- فضّل أن تكون مشاركته في المسابقة بصورة تعبر عن رغبة الشعب الفلسطيني بالاستمرار في الحياة في ظل العدوان الإسرائيلي بعيدًا عن صور الشهداء والأشلاء والتدمير.
قريقع: منعي من السفر أكبر مثال على العقاب الجماعي الذي يمارس بحق شعبنا (الجزيرة) |
إضاعة الفرصة
وتبدو علامات الحسرة جلية على وجه قريقع وهو يتحدث عن عدم تمكنه من السفر إلى إمارة الشارقة لاستلام الجائزة؛ نظرًا لإغلاق معبر رفح، وعدم موافقة الاحتلال الإسرائيلي على خروجه من القطاع عبر معبر بيت حانون/إيرز رغم تقديمه طلبًا بذلك عبر وزارة الشؤون المدنية الفلسطينية بالتنسيق مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين.
حرمان المصور قريقع من السفر، وإضاعة فرصة انتظرها لسنوات، دفعته لمطالبة المجتمع الدولي بالنظر إلى وضع الفلسطينيين في القطاع، “فمنعي من السفر أكبر مثال على العقاب الجماعي الذي يمارس بحق شعبنا”.
وشهد محور الصورة الصحفية بالجائزة هيمنة فلسطينية؛ فبالإضافة إلى قريقع، حصد المصور الصحفي علي جاد الله من غزة الجائزة الثانية، بينما حصد المصور عبد الكريم مصطيف من الضفة الغربية الجائزة الثالثة، وحصد المصور بلال التلاوي من غزة الجائزة الرابعة.
صورة علي جاد الله الفائزة بالجائزة الثانية في مسابقة الشارقة للصورة العربية (الجزيرة) |
قُبلة وداع
المصور جاد الله صاحب الصورة الفائزة بالمركز الثاني، شعر بفخر كبير حينما جاءته رسالة إلكترونية أعلمته بفوزه لأنه أسهم في رفع اسم بلده فلسطين في المحافل الدولية، كما يقول للجزيرة نت، لكن شعورًا بالظلم انتابه في الوقت نفسه لعدم تمكنه من التواجد بجانب صورته الفائزة.
جاد الله (24 عاما) -الذي يعمل مصورًا حرًا ومع العديد من وكالات الأنباء العالمية- فاز بصورة “مؤلمة” توثّق وداع طفلة صغيرة لأخيها الشهيد الطفل خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
وتظهر في الصورة الطفلة أنسام (9 سنوات) تطبع قُبلة أخيرة على وجنة شقيقها الشهيد الطفل سامح جنيد (4 سنوات) خلال نظرة الوداع في منزل العائلة بمخيم جباليا شمال القطاع يوم 28 يوليو/تموز 2014، بعد استشهاده برصاص دبابة إسرائيلية عندما كان في حديقة منزله أثناء العدوان.
وحالت الأسباب نفسها التي منعت المصور قريقع من مغادرة قطاع غزة دون مغادرة جاد الله، “وهو ما يوجب على العالم النظر إلى معاناة سكان غزة ومصوريها”، وفق المصور الذي يضيف “غزة تريد حقوقها في كل شيء؛ في العيش بكرامة، والسفر بحرية”.
واستقبلت لجنة مسابقة جائزة الشارقة للصورة العربية خمسة آلاف عمل للمشاركة فيها من جميع الدول العربية، بعد فتح باب التقديم للجائزة لثلاثة أشهر، كما أوضح اتحاد المصورين العرب.
وتوزعت الأعمال على محاور المسابقة في مجالات الصورة الصحفية، والتصوير المقرب، وصور الطبيعة، وصور الوجوه، والأزياء العربية، والتصوير المفاهيمي، والتصوير المعماري، إضافة إلى “ثيمة” متخصصة في معالم الشارقة السياحية.