“بشار منافيخي”.. يوثق اللحظات الضائعة في تاريخ “دمشق”
علاقته مع “دمشق” بدأت كهواية
الثلاثاء 06 كانون الأول 2011
عشقه اللامتناهي لدمشق وعبق تاريخها دفعه ليدّون عن حيثياتها بكل دقة وإخلاص؛ لم يثنه عن هذا الهدف لا تعب جسدي أو مادي إنه الباحث التاريخي والموثق “بشار عبد الله منافيخي”.
عنه قال الموثق التاريخي “أكرم رزق”: «اهتم بشار بالموضوع الوطني الدمشقي، وثق للمقاهي والسينما والمسرح القديم والأطباء والمجاهدين الذين انخرطوا بالثورة السورية ضد المحتل الفرنسي، والزعماء والرؤساء السابقين.
يمتاز المؤرخ “منافيخي” بأنه يعمل بشكل ميداني ويتابع كل ما يخص الموضوع من خلال اللقاء مع ذوي الشأن من أقاربه، وعمله هذا يستهدف وقتاً وجهداً مادياً ومعنوياً، أسلوبه يعتمد على الأخذ من عدة مصادر وبعد تصنيفها بالذكر يقوم بإجراء تقاطعات تطفي طابعه الشخصي على الحالة التي هو بصددها.
وباعتقادي لم يأخذ الباحث “منافيخي” حقه لأن الكثير من كتبه لم تطبع وبرأيي عندما تطبع سوف ينصف هذا الباحث الكبير».
“eSyria” التقى الباحث والموثق التاريخي “بشار منافيخي” في مكتبه بتاريخ “24/11/2011” وقد بدأ حديثه قائلاً: «اهتمامي بالتوثيق بدأ مبكرا كهواية منذ المرحلة الابتدائية حيث كنت أقوم بجمع النقود والطوابع القديمة وتطور الأمر لجمع الصور القديمة لسورية ودمشق وللقلاع الأثرية ولم أتوقف عند هذا بل بدأت أجمع صور مشاهير زعماء العرب والرؤساء إضافة للأدباء والفنانين بعد ذلك قمت بجمع الصحف والمجلات والكتب القديمة النادرة، وهنا أود القول إن والدي وهو “صف ضابط” أيام الجيش الفرنسي كان يقوم بجمع الصور والنقود والطوابع وهو الذي حفزني للاهتمام بهذه الهواية.
وقد تحول التوثيق من الهوية للاحتراف عندي منذ عام /1973/ أثناء حرب تشرين التحريرية حيث قمت بتوثيق كامل الحرب وبدأت رحلة التوثيق للأحداث الهامة التي تمر بها المنطقة العربية من رحيل زعماء وملوك عرب كما وثقت للعديد منهم “الملك فهد وياسر عرفات والرئيس الراحل حافظ الأسد”، إضافة لتوثيق العديد من الأدباء كـ”نزار قباني” وللمجالس الأدبية والسياسية التي كانت تعقد
بدمشق في مطلع القرن العشرين التي كانت برعاية السيد “عبد السلام العجيلي، صدقي إسماعيل، زكي الأرسوزي”.
كما تناولت توثيق رواد المقاهي العرب الذين كانوا يزورون دمشق “محمود بيرم التونسي، الحبيب بورقيبه، رجاء النقاش”، وتوثيق صالات السينما في دمشق منذ البدايات حتى الآن وقد جمعت العديد من الصور النادرة عن صالات السينما منذ أول صالة سينما في دمشق “جناق قلعة” كانت /1916/ -والتي كانت تقع مكان مجلس الشعب حالياً- كما وثقت عن المرأة السورية من ميسلون للجلاء وقد نشر ذلك على صفحات “جريدة تشرين”».
وعن أسلوبه بالتوثيق تحدث “منافيخي”: «هو عرض تاريخي أقوم بجمع صور ومقالات وكل ما كتب عن الموضوع وأحفظه بأرشيف خاص أنا أهتم بالمواضيع التاريخية؛ حيث أتناول الموضوع بشكل كامل وميداني إضافة لاهتمامي بإجراء دراسات عن التوثيق للموضوع الذي أعمل به مستخدما الكاميرا للتصوير خلال جولاتي وهذا الموضوع يأخذ وقتا وجهدا كبيرين».
وعن مصادر معلوماته يقول: «بجهد شخصي كنت أحاول جمع كل المعلومات من خلال زياراتي لمكتب التوثيق التاريخي والمكتبة الظاهرية ومكتبة الأسد ومكتبة جامعة دمشق والمكتبات الخاصة أما الصور فأحصل عليها من اقتنائي لمجموعة من الجرائد والمجلات القديمة».
ويؤكد السيد “منافيخي” أنه بعد أن وثق لحرب تشرين التحريرية تحول لكتابة الدراسات والبحوث وأهم ما كتب “قلعة أرواد معتقل الأحرار، وطنيون منفيون في عهد الانتداب، المشاركون بمعركة ميسلون، عمل الفنان حكمت محسن، أحمد وصفي زكريا، مكتب عنبر” إضافة لموسوعة عن الرحالة الأجانب الذين زاروا الوطن العربي والرحالة العرب الذين جابوا العالم وقد بلغت الموسوعة “3000” صفحة.
وأضاف: «لقد تحولت بعض الأعمال لمشروع كتاب توثيقي مثال “رحلة الطيب صلاح الدين
القاسمي من دمشق إلى تبوك 1916، دور السينما في دمشق تاريخ وحكايات، ومقاهي دمشق ومنتدياتها الأدبية والسياسية، المشاركون بمعركة ميسلون”، وأسعى مستقبلا لطبع هذه الكتب بعد حصولي على موافقة وزارة الإعلام».
أما عن مشاركاته في المعارض فيقول “منافيخي”: «شاركت في العديد من المعارض “معارض التوثيق القومي 1988-2005، معارض التوثيق الوطني بالمركز الثقافي باليرموك 2005-2009، معارض جمعية التراث الشعبي بالمركز الثقافي جوبر، مشاركة في احتفالية “من ميسلون إلى الجلاء” 2006 المركز الثقافي كفرسوسة، المعرض الوثائقي بمناسبة الذكرى التسعين لوعد بلفور بالمركز الثقافي أبو رمانة 2007 وغيرها..».
وعن نشاطاته الأخرى إلى جانب التوثيق يتابع الحديث: «أقوم بإلقاء المحاضرات في المراكز الثقافية عن الشخصيات الوطنية والأدبية “نازك العابد، وثريا الحافظ، وماري عجمي” وغيرهن..، ولي العديد من المشاركات الإعلامية التلفزيونية والإذاعية كمؤلف عن الأماكن الثقافية والأثرية في دمشق وقد نشر لي العديد من المواضيع في عدد من الصحف والمجلات العربية “رحلات للقدس في عيون الإمبراطور الألماني غليوم الثاني مجلة زهرة المدائن، رمضان تقاليد وعادات، رحلة لجرجي زيدان، إضافة لـ/24/ مقالة بملحق الثورة الثقافي عن المقاهي بدمشق ومنتدياتها الأدبية والشاعر “نزار قباني، والأسماء المستعارة للكتاب ودور السينما تاريخ وحكايات” وغيرها..».
وعن خططه المستقبلية يقول السيد “بشار”: «حالياً أفكر بالتحضير لإقامة معرض عن أرواد والوطنيين الذين تم نفيهم إليها، أما بالنسبة للبحوث فأحاول إنهاء العديد من البحوث التي بدأتها ومنها مقاهي دمشق».
أما عن التكريم الذي قدم له فتحدث بالقول: «حصلت على عدد من شهادات التقدير والأوسمة من قبل مركز المعلومات القومي وعدد من المراكز الثقافية وجمعية التراث الشعبي».
ويختتم “منافيخي” حديثه عن معاني هذا العمل
رفقة زملائه في الفريق التوثيقي لتاريخ دمشق |
بالنسبة له: «هذا العمل هو إشباع لرغبتي في هوايتي للتاريخ والتوثيق وأنا أكتب شيئا للأجيال القادمة، وجهدي هو جهد فردي وما أتمناه دعم الجهات المسؤولة لي وطموحي جمع هذه البحوث والدراسات ضمن كتاب يحفظ تاريخ البلد».
يذكر أن الباحث التاريخي “بشار عبد الله منافيخي” من مواليد دمشق 1959، وهو عضو في جمعية المكتبات والوثائق وجمعية التراث الشعبي إضافة لكونه محرراً في عدد من الصحف والمجلات المحلية والعربية.
ألف مع عدد من رفاقه الباحثين فريق عمل توثيقي متخصص أقاموا العديد من المعارض وهم “حسان مؤيد العظم، صلاح صلوحة، أكرم رزق، علي خلف، بشار منافيخي”.