“عيد نزهان” فنان المرأة الفراتية
الأربعاء 16 كانون الأول 2009م
فنان أحبه زملاؤه فكان رئيساً لاتحاد الفنانين التشكيليين “بدير الزور” يتسم بهدوء وحياء مميزين، وهو من مواليد “دير الزور”1958، خريج المعهد الهندسي-قسم تصميم معماري عام1990، تخرج من معهد أزياء “عمّان” 1992، ومن مركز الفنون التشكيلية “بدير الزور 1982، eSyria التقى الفنان في مقر الاتحاد، وكان لنا معه هذا الحوار:
* في البداية أطلق عليكم تسمية “فنان المرأة الفراتية” هل يعود السبب لتواجد المرأة في كل لوحاتك المعروضة؟
** المرأة مفردة مهمة بالنسبة لي، فمن الناحية الإنسانية هي الأم والرحم الذي ولدت منه الإنسانية، هذا عدا عن كون المرأة الفراتية بالذات مفردة فنية غنية جدا على مستوى الشكل والمضمون، فهي جندي مجهول يعمل بشتى مجالات الحياة ودورها مغيب، بالإضافة إلى أنني بتكويني حنون جداً، مازاد من تعاطفي مع المرأة.
* لدراستك الأكاديمية دور كبير في نجاحك الفني، كيف كان ذلك؟
** لا نستطيع نسيان أن الفن يتكون من مركبتين هما الموهبة والعلم، فدراستي للأزياء أعطتني تعميقا للوحتي سواء على المستوى اللوني أو على مستوى الشكل.
والفنان يعكس بيئته ومجتمعه وتاريخه، فهو يؤرخ لمرحلته
ومكانه الذي يعيش فيه.
* كيف استطاع “عيد نزهان” بناء لغته الفنية الخاصة؟
** كل مبدع يجب أن يخرج بعد مرحلة البداية إلى مرحلة يكون فيها قد اختار المواضع التي يكون فيها قويا فنياً، وكأنه يحلل ذاته، بالإضافة إلى آراء الآخرين في أعمالي وثنائهم على نقاط معينة يجعلني أعزز هذه النقاط ومثيلاتها في أعمالي المقبلة. ومن هنا يصبح للفنان نقاط ارتكاز أو مفردات فنية يدافع عنها لأنها تشكل هويته.
* أين ترى مقتل الفنان؟
** مقتل الفنان يكمن في غياب الطموح والدأب، والغرور واعتقاده بكمال تجربته.
* يلاحظ أن لديك خصوصية في رسم عيون النساء، ما سر هذه الخصوصية؟
** من ناحية رسم شكل هذه العيون فهو مستقى من البيئة إذ تتميز القرية
التي أنتمي إليها ” قرية المسرب” ، والقرى المجاورة لها بسعة عيون بناتها وتاريخياً سعة عيون “أورنينا” مغنية المعبد خير دليل، إذ يقول الشاعر العراقي متغنياً بجمال بنات مابين النهرين:
“يالجمالك سومري/ ونظرات عينك بابلية”
وذلك فإن العين تعبر عن مكونات الشخص الداخلية، وتعكس انفعالاته، وحاولت أن أعكس من خلال رسم العين الانفعالات الداخلية سواء فيّ كفنان أو كموضوع لوحة.
* إن لديكم ثقافة فنية عالية، كيف كونتم هذه الثقافة؟
** في كل اسبوع أخصص لوحة لفنان عالمي للدراسة وأقوم بتفكيكها ودراسة الألوان والأسلوب وتوزيع العناصر في العمل الفني وترابط كل ذلك مع موضوع العمل، هذا عدا عن قراءاتي في الأدب والشعر والقصة.
كما استطلع eSyria آراء عدد من الفنانين بالفنان “عيد نزهان”
:
الفنان التشكيلي “وليد الشاهر” : «ريشة مرهفة متناغمة مع الخط واللون، مساحات لونية ممتدة رشيقة توحي بجمال الفرات الرائع».
الفنان التشكيلي “جمال شطيحي” : «من الفنانين المثابرين الذين لا يقفون عند حد معين، فقد جرب وبحث كثيراً، أسلوبه انطباعي، يهتم بالبيئة الفراتية، يمتلك حساً فنياً وثقافة فنية».