“يعقوب بحو”.. إبداع التصوير عن طريق المصادفة

عبد العظيم العبد الله –الثلاثاء 11 آذار 2014مالقامشلي

أخذ التصوير وحب الكاميرا وقته ومشاعره منذ سنوات عمره الأولى، فأخلص له وأتقن كل تعاليمه وأبدع في كل عناوين جماله، ليكون من أهم مصوري مدينة “القامشلي” بعد مشوار حافل وطويل.

تكبير الصورة

مدوّنة وطن “eSyria” وبتاريخ 7 آذار 2014 التقت المصور “يعقوب بحو” ليقلب لنا عن سيرته الفنية بسنواتها الطويلة، وكانت بداية الحديث بالكلمات الآتية: «ارتبطت بالكاميرا وحملتها عام 1974 عندما كنتُ طالباً في دار المعلمين بمدينة “حمص”، ولازمتُ الكاميرا التي كانت مخصصة للمعهد بشكل يومي، ودائماً ما كنت ألتقط صوراً مع زملائي وأصدقائي في المعهد بتلك الكاميرا، ويوماً بعد يوم ازداد الحب والعلاقة بيني وبين آلة التصوير، فقمتُ بشراء كاميرا صغيرة بأربعين ليرة سورية، جعلتها الرفيق والأنيس، وكان جميع الطلبة يرغبون في أخذ الصور من خلال آلتي، ولذلك كانوا يقدمون لي مبلغاً زهيداً عن كل صورة لأقوم بتحميضها وتخليد صورهم، وبحكم عشقي للرسم منذ الصغر كان ذلك دافعاً لي لامتهان فن التصوير وحبّه منذ اللحظات الأولى، فكان قراري أن أمتهن فن التصوير، ولذلك عام 1975 قررت شراء كاميرا أحدث مع فلاشة بـ325 ليرة سورية، وخلال سنواتي الأربع هناك كان شغلي وهمي معرفة العناوين المهمة في فن التصوير وساعدني في ذلك أحد مصوري مدينة “حمص”».

ويتابع عن مشواره الفني: «عام 1976 بدأت المباشرة بالمهنة وذلك عندما استأجرت غرفة مع حمام صغير

تكبير الصورة
الطبيعة تسحره بالكاميرا

فقط وبمبلغ 85 ليرة سورية، وخصصت الحمام غرفة للتحميض لأن ظلامها يساعد في تحميض الصور، وأثناء ممارستي المهنة لم أكن أتردد بأخذ كل معلومة مهما كان نوعها من المصورين بالمدينة التي أدرس فيها، وكنتُ أطبق كلامهم النظري على التصوير العملي، رويداً ورويداً بدأت علامات التميّز والتألق تظهر على صوري فقمت بشراء عدة كاملة للتصوير بمبلغ 500 ليرة سورية، وساعدتني معرفتي بفن الرسم فكنتُ أقوم بتلوين الصور لمن يرغب، ومع نهايات عام 1977 عدت إلى مدينتي “القامشلي” وكان توجهي إلى أقدم مصور في المدينة “كابي حبش” لآخذ منه كل ما له علاقة بالتصوير، وساعدني كثيراً في ذلك، وكانت الأشهر الثلاثة كافية لأبهر المصور “كابي” وغيره، وفي عام 1979 توجهت إلى بلدة “رأس العين” وعملت بالتصوير لمدة عامين ورافقني شقيقي وقمت بتعليمه لمدة عام كامل بعد أن كان أمياً بالتصوير».

وتابع: «كانت لدي تجربة في مدينة “اللاذقية” والعمل بفن التصوير هناك، ودائماً كان الإعجاب هو حصتي، عام 1981 كان الاستقرار بممارسة المهنة في “القامشلي” وطلبني المصور “كابي حبش” للعمل معه، وبالفعل كانت لنا تجربة عمل معاً لمدة أربع سنوات، وبدأت تعليم إخوتي الستة فن التصوير، حتى شقيقي المهندس حمّلته آلة الكاميرا، وكلهم أصبحوا مصورين، وكنتُ أسير مع كل التقنيات والأجهزة التي تدخل فن التصوير حتى على مستوى الأجهزة الضخمة ومختبرات التحميض على مستوى عال، وأنا أول من أدخل مونتاج أفلام الفيديو إلى المنطقة، حتى التصوير بكاميرتين وأكثر كان من إبداعي، إضافة إلى إخوتي قمت بتعليم العديد من الشباب ممن يعشقون الكاميرا، وخلال السنوات الطويلة لم أترك حفلة أو مناسبة وطنية أو شعبية إلا وخلدتها بالتصوير، إضافة إلى المهرجانات والاحتفالات والمعسرات العديدة، وكل فعالية كانت تقام بمدينتي كنتُ حاضراً لتصويرها، أما عام 1997 فكانت سنة التوقف عن حمل الكاميرا وذلك بسبب إصابتي بالروماتيزم».

وختم حديثه وقال: «لقد تركت التصوير الميداني ولكنني مازلت مع التصوير التقني الحديث الذي بدأ عن طريق الحواسيب منذ عام 2003، علماً أن ذلك يزعجني لأن التصوير بالكاميرا أفضل وأجمل، والإبداع فيه واضح للعيان، فالطبيعة ومناظر الكون الرائعة هي التي أخذت مشاعري وخلدتها بكاميراتي، فعندما دخلت المدينة كنّا سبعة مصورين فقط، والآن بفضل الحواسيب أصبحنا أكثر من 200 مصور في “القامشلي” فقط، ولذلك يبقى للماضي بالنسبة لي نكهته وذكرياته الرائعة، فالمصور يحتاج إلى إحساس جميل وأنامل مرهفة وإبداع على الصورة دون أجهزة بل من المخيلة».

السيد “وصفي جميل” أحد مصوري الماضي في المدينة تحدّث عن زميله قائلاً: «فرض “يعقوب” اسماً مهماً في عالم التصوير، وميزته أنه أبدع في أكثر من مدينة ومحافظة، فإخلاصه للمهنة وحبه للآلة وعشقه للطبيعة وتواجد صفات أخرى كالرغبة في التعلم والإصرار عليه، كلها كانت عناوين نجاحه».

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.