فرن حجري…. يختصر قصة تراث الجزيرة
الأربعاء 16 تشرين الأول 2013
يحتضن فرن حجري في مدينة “القامشلي” تراث “الجزيرة” السوريّة من أدوات ووسائل عديدة تتجاوز /100/ قطعة، عمر البعض منها تجاوز القرن، ولها علاقة وطيدة بالأرض والجيل والإنسان.
مدوّنة وطن “eSyria” وبتاريخ 11/10/2013 زارت فرن “دمشق” في مدينة “القامشلي” للتعرف عن قرب على الأدوات التراثية القديمة التي وضعت في الفرن ليكون بمثابة معرض لها، ويكون شاهداً وحاضراً للأجيال الحالية. هذا ما بيّنه صاحب الفرن والفكرة السيّد “أندراوس ملكي” وأضاف:
«من شدّة تعلقي بما أفرزه الماضي البعيد فقد جعلت هوايتي وهدفي الحفاظ عليها بكل الوسائل، ففي الفرن أكثر من /100/ قطعة من: (الأباريق ودلات القهوة وأدوات الطبخ وعشرات القطع التي لها علاقة بالأرض الزراعية ومحتويات ولوازم الفلاح القديمة)، طبعاً البعض من هذه الأدوات من صنع والدي والحفاظ عليها من المقدسات، والبعض الآخر قمت بشرائه، وأنا في تجوال دائم على الريف القريب والبعيد في سبيل الحصول على مادة تراثية تاريخية، وكل من يسمع بوجود مادة قديمة وتراثية يخبرني بها لأقوم بشرائها، وبدوري أقوم بوضعها بتنسيق وترتيب في الفرن ليشاهد هذه القطع زوار الفرن للاستمتاع برؤيتها، والكثيرون حاولوا وساوموا على شراء بعض القطع لكنني لا أبيع أبداً ولا تحت ضغط أي ظرف».
الزائر “خليل محمد” كان موجوداً في الفرن وأراد إبداء إعجابه به فقال: «كان
تواصل مع المعرض |
حلمي منذ زمن معرفة هذه الأدوات عن قرب، وجدتها وتعرفت عليها في هذا الفرن، والمبادرة بحد ذاتها كريمة وطيبة من صاحبها، وأنا سعيد جداً برؤية أدوات الصيد القديمة إلى جانب أدوات الطرب، ويجاورها مذياع قديم جداً، وفي الطرف الآخر بعض الأعمال اليدوية التي كانت من اهتمام النساء، إضافة إلى المطحنة القديمة من خلال أدواتها في الزمن البعيد، باعتقادي يجب أن تبقى هذه الأدوات أمام مرأى الأجيال الحالية واللاحقة باستمرار».
الباحث التاريخي “جوزيف أنطي” أكّد وجوده الدائم في هذا المكان ليكون قريباً من جمال الماضي، وتحدّث عن أهمية تلك المواد في إحدى بقاع “الجزيرة” السورية فقال: «كلما بحثنا في دفاتر “الجزيرة” السوريّة وجدنا أنّ لها مواد في غاية الأهمية، وبقيت بين أيدينا تشهد على عظمة الإنسان الذي يعشق التطوير والتطويع حيث وصل في
الباحث “جوزيف أنطي” |
النهاية إلى شيء أبدع فيه وسعى إلى تحقيق الإنتاج الأفضل، وزيارة أحد الهواة إلى مدينتي للبحث والاهتمام ولم شمل الماضي، تستحق الثناء (ولو المعنوي)، فوجدنا عالماً ممتعاً ومتنوعاً من الأدوات التي استخدمها الإنسان في البر والنهر والجبل، هناك أدوات وصل عمرها إلى /200/ عام، وتتبين لنا أهميتها للإنسان كــ”المنجل” وهي بمثابة الحصادة حالياً، وهناك “دلاء” الماء المطاطي، وتحضر عنده أدوات القلي المتعددة لأغلبية الحبوب، ونجد أيضاً جميع أدوات الإنارة في السابق سواء القنديل أو “الفانوس” وهناك “اللوكس” وأشكالها مختلفة».
وتابع “أنطي”: «”التنور و”الصاج” و”الجاروش” لطحن الحبوب كلها وغيرها العشرات من الأدوات، وبذلك نحن أمام العديد من الأدوات التراثية التي تجعلنا نقول إن الإنسان هو السيد على الأرض فقد استثمرها نباتياً وحيوانياً، ونعمل خلال هذه الفترة بتنسيق وجهد ليقام معرض تراثي في المركز الثقافي بـ”القامشلي” لعرض هذه المواد التي أمامنا».