“وصفي إبراهيم”.. جمال الصورة من جمال المدينة
الخميس 17 كانون الثاني 2013
«التصوير الفني أجمل لوحات الحياة، فيها كلّ معاني الإبداع والتألق، ويلامس الإحساس والوجدان في أعلى مراتبه ودرجاته، والمصوّر (الفنان) هو الذي يرسم ويضفي على الجمال جمالاً مضاعفاً، وروحه تبقى في حالة عطاء وسخاء».
هذا ما بدأ الحديث به أحد أقدم مصوّري مدينة “القامشلي” السيّد “وصفي إبراهيم” والذي تحدّث لمدوّنة وطن eSyria بتاريخ 10/1/2013 حيث قال: «قضيت خمسين عاماً في ميادين فن التصوير الذي أحببته حبّاً كبيراً منذ ان كنت في العاشرة من عمري، وملكت مشاعري تلك الصور الجميلة واللوحات المعبّرة، فبدأت من بداياتي في التجول على المصورين ومحلاتهم والذين لم يتجاوز عددهم الثلاثة حينها، ووضعت في حساباتي أن أكون مصوراً ناجحاً فبدأت على الفور بإتقان كل ضوابط وأسس المصور الناجح وذلك بوجودي عند أحد مصوّري المدينة، وبقيت على ذلك الحال بالكسب والاكتساب على مدار أربع سنوات متواصلة، ودفعت ضريبة ذلك بتركي المدرسة في المرحلة الإعداديّة».
ويضيف: «اكتسبت كل ما هو مفيد ومهم للمصوّر
ريف القامشلي وما تضمه أجمل ذكريات المصور |
خلال تلك المدة، وكان توجهي في بداية عملي التصويري بالريف بكل ما فيه من جمال وحركة وخيرات، حتّى الريبورتاجات كانت منه فعملت عدّة مواضيع فنية تصويرية على الحصاد ومراحله وخصوصية تربية الماشية وغيرها بريف “القامشلي”، ورغم عمري الصغير في فن التصوير نلت علامة الثناء والإعجاب من محافظ “الحسكة” عام 1962 وذلك على مشاركتي المتميّزة في معرض للحبوب أقيم في الحديقة العامة بمدينة “القامشلي”».
وتابع: «فن التصوير يحتاج إلى موضوع لتكون الصورة احترافيّة، ما يتطلب الدقة والتركيز، وترسيخ أفكار المشاهدة في الذهن، وقبل كل هذا وذاك يجب التكيّف والاندماج مع الآلة، وتلك مسؤولية المصوّر الناجح، ولظروف البيئة دور مهم في التقاط الصورة المبدعة، فقمت بافتتاح محل للتصوير في “القامشلي” عام 1975.
يلازم الكاميرا رغم اعتزاله التصوير |
ورغم أن عمليات التصوير والتحميض القديمة كانت مرهقة وشاقة ويدوية كنت أقوم بها وحدي دون طلب أي مساعدة لأني فضلت أن أقوم بنفسي بجميع تلك المراحل الصعبة والمجهدة وفي نفس الوقت الممتعة، ورغم بدائية عملنا فقد كنا نقوم بتجديد وتحديث صور قديمة جدّاً، وهو ما كان يتطلب جهداً مضاعفاً، لم أكن أهدأ في مجال عملي بل كنت ألتقط صوراً لأي مشهد ما ساعدني في تخليد صور كثيرة وعديدة لشوارع وأحياء وتراث مدينتنا، وخلال السنوات الخمسين شاركت في جميع الفعاليات والمناسبات التي كانت تتطلب التصوير الفوتوغرافي».
ويختم قائلاً: «تركت التصوير ميدانياً عام 2007 وسيبقى في قلبي دائماً وأبداً، وتركي له بسبب كبر سني إلا أني مازلت أقف معجباً أمام أية صورة مميزة لدى مروري بأحد محلات التصوير الحالية».
المصور “زاكار أحمد” قال: «كان السيد “وصفي” ولا يزال اسماً مهماً في عالم التصوير بمدينتنا، كان لبقاً ويتحلى بالذوق الفني الجميل والإحساس الإبداعي المميز، فبات حالة مهمة حتّى تاريخه في مسيرة التصوير بالمدينة».