“سليم حانا”..الفن يستقطب كامل الجهد والوقت
الجمعة 12 تموز 2013
كان قدره أن يعلن حبّه وانضمامه للساحة الفنيّة منذ الطفولة، إذ بدأ ممثلاً على مسرح المدرسة الابتدائية، ثم ترك الدراسة وأعلن وفاءه وتفرغه الكامل للفن، وشكَّل أكثر من فرقة مسرحية حتى استقر في جمعية أنصار المسرح، وقدّم عدداً من المسرحيات لاتزال في الذاكرة.
“مدوّنة وطن eSyria” وبتاريخ 6/7/2013 التقت عدداً ممن عاصر حياة الفنان الراحل “سليم داؤود حانا” وكانت البداية مع السيد “أنيس مديوايه” وكان من أقرب المقربين له ففتح لنا صفحاته وبدأها بالقول التالي: «هو من مواليد مدينة القامشلي. بدأ العمل المسرحي عام 1934 في مرحلة الطفولة (المسرح المدرسي)، ومنذ سنوات عمره الأولى كان من روّاد المكتبة بشكل شبه دائم، وبعد رحلة قصيرة على مقاعد الدراسة تركها ليعطي الفن المسرحي كامل الوقت والجهد، وألف بجهد خاص منه فرقة مسرحية كانت أول مسرح عرفته محافظة “الحسكة”، وبتعاون مثمر مع نخبة من رواد الأدب والفن في المحافظة، وحملت الفرقة اسم “جمعية أنصار المسرح”».
ويتابع: «احتك في بداياته مع عدد من الأسماء المهمة على الساحة الفنية ومنهم: “جان الكسان، جورج خرموش، نديم مرعشلي”، وكانت لديه مؤهلات الفنان الناجح، وتقبل مع إطلالته كل النصائح والأفكار التي تصنع الفنان، فقدم
الباحث جوزيف انطي |
العديد من المسرحيات وكان أغلبها من تأليفهِ وإخراجهِ وتمثيلهِ، ومن المسرحيات التي قام بتمثيلها على خشبة المسرح بالقامشلي: “رجالات الجزيرة، سفاك الدماء، الخبز الأسود، على الدروب دماء”، وكانت مكتبتي هي من تولت طباعة ونشر تلك المسرحيات، ومع منتصف الخمسينيات قرر ترك مدينته وتوجه إلى العاصمة “دمشق”، وأصبح عضواً بالمسرح القومي عام 1961م واشترك بما يقارب 72 مسرحية، وقام بتأسيس نقابة الفنانين مع عدد من زملائه، كانت أغلب مسرحياته يغلب عليها الطابع الاجتماعي».
ويضيف: «قدم بعض مسرحياته خارج الوطن منها: “محاكمة عبد السلام عارف، مسرحية سفك الدماء، يسرى والقلوب، عيد الشهداء، بور سعيد، العروس، قتلت ولدي، والملك الصغير” ومسرحيات بعناوين أخرى نالت الكثير من الاحترام والإعجاب، ولديه أيضاً أفلام سينمائية عديدة منها: “اللص الظريف، الصعاليك، فندق الأحلام، النصابين الثلاثة”، وكانت للفنان “سليم حانا” مشاركة واسعة مع الفنانين “دريد لحام ونهاد قلعي” في أعمالهما الفنية،
السيد انيس مديوايه |
وخاصة التلفزيونية والسينمائية، أمّا المسلسل الشهير “مقالب غوار” فكانت حصته حاضرة بالتمثيل مع تلك النخبة الفنية والأسماء اللامعة على مستوى الوطن العربي».
وختم حديثه فقال: «ربما تكون أعماله ومشاركاته قليلة نسبياً، لكنه فرض اسماً مهماً على الساحة الفنية، وقدّم الكثير من البصمات الفنية الطيبة وكان خير سفير وممثل لمدينته في قلب العاصمة، وفي الستينيات من عمره أصيب بمرض عضال وفارق الحياة وأنهى مشواره الفني بموته عام 1986، تاركاً ثلاثة شباب يحملون اسمه ولا يزالون في العاصمة “دمشق”، وكانت له وقفات عديدة على منابر التكريم ومن عدّة جهات للمسرح والدراما بشكل عام».
أمّا الباحث “جوزيف أنطي” فتحدّث عن المرحوم “سليم” بالقول التالي: «يحضر اسمه في صفحات التاريخ وبكل مودة واحترام، ويبقى له بصمة نقية في الساحة الفنية، فلذلك من واجبنا أن نعمل على صون مثل هذه الأسماء حتى تبقى في الأذهان، وتكون داعمة ومساندة لأجيال وأجيال، وسنعمل مع المركز الثقافي بالمدينة على إحياء هذا الاسم وغيره لتكون حاضرة عند مجتمع “القامشلي” بالدرجة الأولى».
أحد هواة المسرح “بالقامشلي” الشاب “سعيد محمد” قال عن الفنان “سليم”: «يبقى قدوة طيبة لنا، ونعمل على جني وتعلم ثقافته الفنية ومتابعة نهجه الفني الطيب، الذي يحمل الكثير والعديد من الثناء والاحترام».