اسماعيل خلف أفضل مخرج…
الخميس 27 آذار 2008م
حصل المخرج المسرحي اسماعيل خلف من الحسكة، على جائزة أفضل إخراج في مهرجان الشام لمسرح الهواة، وهو من أبرز الذين عملوا وكان لهم حضورهم المؤثر والمميز في العمل المسرحي في محافظة الحسكة، سواء من خلال الأعمال المسرحية التي قدمها، أو مشاركته في المهرجانات الفنية التي أقيمت على مستوى القطر.
إضافة إلى كتاباته الأدبية ومساهماته في بعض الأعمال التلفزيونية، ولاسيما تأليف عدد من سلسلة «مرايا» للفنان ياسر العظمة، وهو نال عدة جوائز على مستوى المحافظة والقطر.
وبمناسبة عمله الجديد «قبل أن يبزغ القمر» ehasakeh التقاه وهو تحدث بداية عن فرقته المسرحية فقال: تأسست الفرقة بداية الثمانينيات من القرن المنصرم، وكنا مجموعة من الشبان في بداية المرحلة الثانوية، وكان اسمها فرقة المسرح الجوال، وأذكر أنني أخرجت أول عمل للفرقة وأنا طالب في المرحلة الثانوية، وكان اسمه «الغرباء» لعلي عقلة عرسان، وهذا العرض قدمناه في أكثر من عشرين قرية في محافظة الحسكة على مدار عامين، ثم قدمنا «الغرباء» و«أغنية المعول والقنبلة» في المهرجان المسرحي الفرعي الأول عام 1985، وقدمنا «سيرة شحاتة» ومنذ ذلك العام لم نتوقف، وشاركنا في أغلب المهرجانات الشبيبية والجامعية ومهرجانات المحافظات، بحيث لم تبق محافظة لم نقدم فيها عرضاً أو عرضين، ابتداء من دير الزور وانتهاءً بدرعا والسويداء، حتى بلغ عدد أعمال الفرقة 38 عملاً مسرحياً.
وتابع خلف: رافقني خلال هذه الرحلة مجموعة من الأصدقاء أذكر منهم: محمود صالح وعبدالله الزاهد وعبد الغني السلطان، إضافة إلى مجموعة من الوجوه الجديدة، وقد كان لنا نصيب دائم من جوائز المهرجانات، ما كان يشكل حافزاً لدينا لتقديم الأفضل، ولعل أهم جائزة بالنسبة لنا هي أننا استطعنا أن نقدم انطباعاً جميلاً عن المسرح في الحسكة، يعكس البعد الثقافي لهذه المحافظة.
حول رؤيته للمسرح قال خلف: المسرح هو تعبير عن كثير من مشكلات الحياة الإنسانية وأزماتها، والمسرح كفن يحتوي على درجة عالية من التخيل، فهو شكل من أشكال التعبير عن المشاعر والأحاسيس البشرية، لقد قال مارون النقاش عام 1850: المرسح ظاهره مزاح وباطنه إصلاح، وعندما ننظر نظرة شمولية للمسرح، لا يمكننا أن نغفل دور الجمهور الذي هو أهم عنصر يتجه إليه برسالته، ومن وجهة نظري أن الصدق في أية محاولة هو جزء من النجاح، وكذلك التجديد الذي يشمل الشكل والمضمون،
من المسرحيات التي أخرجها |
فالتجديد هو انعكاس للمجتمع وليس مجرد نزوة.
وبالنسبة لأولويات عناصر العرض المسرحي قال: الممثل هو أهم عنصر من عناصر المسرح الناجح، والمسرح الذي يحاول تجاهل الممثل ويتعامل معه على أنه قطعة إكسسوار، هو من وجهة نظري مسرح ميت، ولعلي أذكر في هذا السياق ما يقول غروتوفسكي : كلما سألني أحدهم عن معنى المسرح الجوهري أصاب بالغثيان، المسرح ليس الديكور ولا النص ولا الإضاءة ولا حتى المنصة، المسرح هو شطب جميع هذه العناصر باستثناء الممثل المقدس.
وعن أهمية المهرجانات المسرحية قال خلف: لقد كشفت هذه المهرجانات عن قدرات مسرحية فائقة على مستوى التأليف والإخراج والتمثيل، وهذه القدرات وفق الإمكانات المتاحة لها، تساهم مساهمة جادة في رفد المسرح السوري بدماء جديدة، وليس صحيحاً ما يدعيه البعض بأن الجمهور لا يشاهد المسرح الجاد، ولكن وبكل صراحة: مسرح المنظمات هو مسرح محارب إعلامياً، وهناك تجاهل كامل من أجهزة الإعلام له، ونادراً ما يشاهد تغطية لمهرجان من مهرجانات المنظمات، في الوقت الذي تكتب فيه عشرات المقالات عن عرض متواضع في العاصمة.
وعن متطلبات المسرحيين في الحسكة قال خلف: في العموم لا تختلف عن متطلبات كل المسرحيين في القطر، وأعتقد أن الفترة القادمة ستكون أفضل مما هي عليه، هناك بعض التباشير بدأت تلوح في الأفق، أهمها إحساسنا وانطباعنا أن هناك إيماناً من وزارة الثقافة برسالة مسرح الهواة الثقافية والفنية، وهناك سعي لأن يكون جزءاً هاماً من الحياة، وإذا سلمنا جميعاً بأن مجتمعنا يتطور، فمن حقنا أن نتوقع تطوراً في عروضنا المسرحية، والمسرحيون في المحافظة لا يسعهم إلا أن يطالبوا ببذل جهد مخلص حقيقي لاستمرارية المسرح، والمحافظة على تجدده وحيويته، فالحسكة محافظة لها مقام مهم في تاريخ الثقافة، فاسمها مرتبط بحدود المنطقة التي ولدت عليها أعرق الحضارات التي عرفها الجنس البشري، وبكل تأكيد فإن واقع الحياة الثقافية اليوم لا يعكس حقيقة هذا المقام الذي كانت عليه، رغم كل الجهود الصادقة والمخلصة التي تبذل للنهوض بالواقع الثقافي.