المخترع “ادوار شمعون”: الشكر لوحده لا يطعم خبزاً
الأحد 21 كانون الأول 2008م
«يعتبر الباحث والمخترع والملحن الموسيقي “ادوار شمعون” واحداً من الباحثين الذين تعمقوا في تاريح الحضارة الرافدين، والذي سعى ويسعى دائماً للتجديد والتطوير بما يبدع من آلات موسيقية، وذلك حينما استطاع أن يجدد النواقص التي لم يستطع العالم تطويره في ظل الهجمة المعولمة حالياً، وهو بحق يضيف لبنة جديدة على الثقافة الموسيقية والفنية ويعيدها إلى أصالتها وعراقتها».
هذا ما تحدث به الإعلامي “بيير إيليا البازي” لموقع eSyria بتاريخ 15/12/2008 وأضاف يقول: «لقد تركت أعماله بصمة خاصة في أعماق محبي الموسيقا وأوسم الشرق بصبغة الإبداع والقدرة على التطوير ليقولوا من هنا جاء “ادوار شمعون” ولهذا فقد استحق لقب المخترع والمبدع، بالإضافة إلى أبحاثه في مجال الشعر وانعكاسه على ثقافة التاريخ بمناطق عديدة من العالم».
موقع eSyria التقى المخترع والمبدع “ادوار شمعون” وأجرى معه الحوار التالي:
* ما الإضافات التي قدمتها لآلات الموسيقا العربية، وكيف كانت الفكرة؟
** الموسيقا العربية تفتقر إلى آلات يعزف عليها بالقوس، مثل “الكمان، والفيولا، وفيرنوسيل، الكونترباص”، فهذه الآلات تفتقر إليها الموسيقا العربية وفرقها، ولذلك عانيت من هذا الموضوع حتى جاءت اللحظة المناسبة عندما كنت في أحد الأيام جالساً في غرفتي ورأيت كمان ابني “يعقوب” بجانب الفراش وعليه قوس، وكان وتر القوس أحمر، من باب الفضول عزفت على كمان ابني “يعقوب” وفجأة نظرت إلى جانب الفراش ووجدت عودي وعليه وتر ولونه أحمر، فأخذت قوس الكمان وجربتها على عودي فاستغلظت لأن الأوتار مقاومة فجربت في عنق العود وعزفت على الوتر الأخير فأصدرت صوت بالقوس فقلت كما قال “ارخميدس”: “وجدتها” لأنني كنت أعاني من استغناء عن الآلات الموسيقية كلها: “القانون، الناي، العود، وغيرها من الآلات الموسيقية” التي اغتصب أمكنتها هذا الجهاز اللعين الذي اسمه “الأورغ” والذي شوه كل الآلات التي يعزف عليها وهو يفرض على الجمهور فرضاً.
*
بيير إيليا البازي |
ما المحاولات الجديدة التي قمت بها لتطوير الآلات الموسيقية؟
** هناك تطوير وهناك إبداع جديد لآلات التي عزفت عليها بالقوس مثل آلة عود وأسميته عود “أم كلثوم”، وهو بالأوتار الفولاذية، وعود آخر للمطربة القديرة “أسمهان”: بالأوتار المعوية العادية، وبعد ذلك عود للموسيقار الخالد “فريد الأطرش”، وعدة ألوان أخرى كعود للموسيقار “محمد عبد الوهاب” الذي عزفت عليه في دار الأوبرا المصرية بتاريخ 25/11/2004، وبالتالي قدمت الآلات الوترية بشكل لم تستطع البلاد العربية أن تقدمها بما يليق بها من جهة ومن جهة ثانية جئت بالآلات الموسيقية الأجنبية التي تستخدم القوس أيضاً والتي هي من عائلة “الكمان، والفيولا، وغيرها” من الآلات الوترية والقوسية ووضعت لها وتر إضافياً حتى أصبحت بخمسة أوتار بدلاً من أن تكون بأربعة، وهي تعزف بنفس المدرج الموسيقي العربي المعدل كالذي يعزف على العود.
* ما الآلات الموسيقية التي ابتكرتها؟
** لقد ابتكرت اثنتي عشرة آلة موسيقية عربية وترية ويمكن لكل عازف على العود أن يعزف عليها بالريشة والقوس فوراً لأنها بلمسات العود ومنها:
العروبة “العود الربابة”، ويعزف عليها بالريشة كالعود وبالقوس كالربابة، وكذلك “الكمان السوري” وهو الكمان المعروف ذاته ولكنه بأوتار أربعة مزدوجة “ثمانية” لعزف الهارموني بأسلوب أفضل من الكمان الغربي، ثم “شآم” وهي آلة العروبة نفسها ولكنها بأوتار فولاذية، وعود “هدى” وهو “شآم” وبحجم أصغر وبأوتار فولاذية وعادية، وعود باسم المطرب الكبير “وديع الصافي” وهو العروبة وبأوتار مشتركة
المخترع ادوار شمعون |
فولاذية وعربية، وعود باسم الموسيقار الخالد “فريد الأطرش” وهو بأوتار معوية عادية، وعود باسم المطربة القديرة والنادرة “أسمهان” وهو بأوتار فولاذية مفردة غليظة، وعود باسم الموسيقار الكبير “محمد عبد الوهاب” وهو بأوتار عليا فولاذية وأوتار دنيا عربية، وكمان باسم سيدة الغناء العربي “أم كلثوم” وهو مصغر العود وبأوتار فولاذية مفردة خمسة، وكمان المطربة صاحبة الصوت الملائكي”فيروز” وهو مثل كمان “أم كلثوم” ولكنه بأوتار العود المفردة، وكمان “هيروشيما” وهو مثل كمان “فيروز” ولكنه أكبر حجماً وأرسلته إلى متحف “هيروشيما” باليابان في 31/8/2006، ووضع في قاعة خاصة بهذا الكمان، والقيثارة السورية “نغم” وهي بحجم العود العادي وأوتارها مفردة عادية غير فولاذية وتقوم مقام الغيتار الأوروبي وتمتاز عليه بأنها يعزف عليها أنغاماً عربية شرقية.
* ما الصعوبات التي واجهتها وهل حصلت على نتائج تذكر؟
** بالنسبة للصعوبات واجهت صعوبات كثيرة داخل نقابة الفنانين وخارجها علماً بأنني عضواً فيها، ولكن أكثر صعوبة تواجهني هي الأزمة المادية التي لم أستطع أن أكمل مشواري في تقديم الكثير من الآلات الموسيقية لأن المادة تقف حائلاً في تقدمي وليس هناك من يرعى براءة الاختراع سوى أنهم يقدمون لك لوحات شكر وتقدير من هنا وهناك وهل الشكر والتقدير يطعم المرء خبزاً أو يوفر له المواد الأولية التي يستطيع من خلالها تقديم الأفضل لديه من الإبداع، إذ حصلت على شهادة وبراءة الاختراع عن آلة العروبة برقم 4785 تاريخ 5/7/1998 والميدالية الذهبية
براءة الاختراع |
بمعرض الباسل العاشر للاختراع بدمشق بذلك العام وحزت شهادات مشاركة وتقدير في كل معرض أشترك فيه منذ عام 1997 ولتاريخه في سورية وخارجها، ولقد مُنحتُ الميدالية الذهبية مع شهادة أحسن اختراع وجائزة الأمم المتحدة من مؤسسة الوايبو الدولية في شهر نيسان عام 2001، وتم تكريمي من قبل جامعة الدول العربية بدرع مهرجان الرواد العرب بالقاهرة في 6/10/2002 وكذلك نقابة الفنانين السوريين بالميدالية الذهبية في 24/7/2003 وكذلك كرمتني دار الأوبرا المصرية أثناء مهرجان ومؤتمر الموسيقا العربية الثالث عشر بشهادة تقدير في القاهرة في 29/11/2004.
* ما الجديد الذي تقوم بعمله هذه الأيام، بعد أن أصبح الاختراع جزء من حياتك اليومي؟
** نعم بالفعل أصبح الاختراع هاجسي وهو يأخذ مني التفكير اليومي، ولكن كما قلق لك ما يكبح جماحي هو توفير المادة لشراء الاحتياجات من المواد، ومع ذلك فإنني بتواضع أعمل حالياً، لأنني في الندوة الحفاظ على التراث الموسيقي العربي الذي جرت بدار الأاسد للثقافة والفنون بتاريخ 22-24/6/2004 وبعدما عزفت على العود الذي أسميته “وديع الصافي” بالقوس والريشة تعهدت أن أجعل التخت الموسيقي العربي المؤلف من “العود والناي والقانون والطبلة أو الإيقاع” فقط الأوركسترا عربية وعالمية وما زلت أقوم بابتكارات موسيقية وأكشف بالوسائل الثقافية والفكرية كل ما أستطيع القيام به حسب إمكانياتي المادية المتواضعة، إذ حالياً أقوم بتطوير آلة الرباب لأجعلها بخمس أوتار بعد إن كانت خلال آلاف السنين بوتر واحد وعلى الأسس العلمية الصحيحة وضمن السلم الموسيقي العربي.