“شعلان الشيخ علي”: العدسة عشقي الدائم
-الجمعة 06 شباط 2009م
لم تستطع أثقال الحياة أن تحد من قوته وعنفوانه وبقيت ابتسامته الجميلة مرسومة على ثغره، بل كانت سبباً بسؤال يسمعه من الكثيرين لدوامها، فنان مرهف الحس حاكت صوره الوجدان ودغدغت المشاعر.
ابن ريف “الحسكة” الجميل ومنه كانت بداية ولوجه في عالم الدراسة والمعرفة حتى حصل على أهلية التعليم ومن ثم إجازة في إدارة الأعمال ودبلوم برمجة لغوية وحالياً في مدرج السنة الرابعة لكلية “التربية”، كما هو مصور صحفي معتمد لعدة صحف محلية وعالمية مثل: “المغترب العربي” و”البعث” و”الرياضية” و”سالب موجب” و”الفرات” و”دوحة الخابور” غيرها.
أنه المصور “شعلان الشيخ علي” الذي التقاه موقع eHasakeh بتاريخ 26/1/2009 وأجرى معه هذا الحوار:
* كيف كانت البدايات؟
** كنت مولعاً بكاميرات التصوير منذ الصغر، وكنت أملك واحدة ولشغفي الزائد بها كنت ألتقط صوراً كثيرة لأصدقائي الذين يسبحون بالنهر ولقريتي الجميلة “تل غرة” التي تغفو على ذراع نهر “الخابور”، كما كنت أصور معاناة الفلاح بأرضه والنساء وهن يملأن الماء ويخبزن على التنور، ولاقت صوري إعجاب الأهل والأصدقاء ما دفعني لصقل موهبتي الفنية أكثر وبعد مضي عدة سنوات أي بعام /1994/ قمنا بمعرض سُمي آنذاك “تجمع فناني الحسكة” ومن هنا كانت الانطلاقة الأولى لي في عالم فن التصوير الضوئي.
* كيف كان اختيارك لهذا الفن
يصافح والي مدينة ماردين التركية |
ومن له الفضل في تكوين شخصيتك؟
** عظمة خلق الكون بأشيائه الجميلة والمختلفة ورسمه كان يشكل لي هاجساً كبيراً، من هنا كان معلمي الأول الوجود والطبيعة والناس أي المحيط الجغرافي والاجتماعي فهو المدرسة التي تعلمت منها وسأتعلم منها الكثير.
* ما المعارض والمسابقات التي شاركت بها في سورية وخارجها؟
** أقمت وشاركت بعدة معارض ومسابقات منها معرض في “أرمينيا” عام /2005م/ ومسابقة “الهيئة السورية لشؤون الأسرة” عام /2005م/ وحصلت على المركز الثالث كما شاركت بمعرض بـ”الأردن” تحت رعاية اتحاد شبيبة الثورة عام /2004/ وحصلت إحدى صوري على جائزة أفضل لقطة وكانت عبارة عن صورة “جمل” في “البادية السورية تدمر” وشاركت أيضا بمعرض التراث العربي بـ”دمشق” ومعرض “طه الطه” عام /2006/ في “الرقة” ومسابقة مجلة “الفيصلي” و”العربي الكويتية” بالإضافة للعديد من المعارض في محافظة “الحسكة” وبمناسبات مختلفة.
* هل التصوير الضوئي رسالة خالدة للأجيال؟
** نعم، لأن الكاميرا حين ترصد واقعة في زمن معين فإن هذه الواقعة ستصبح جزءاً من الذاكرة ورصيداً للأجيال القادمة ونحن نلمس هذا في الأماكن
الصورة الفائزة |
القديمة التي تبدلت الآن، كما أن الفن بشكل عام هو أنبل الرسالات الإنسانية ولو لم يكن كذلك لما احتفظ التاريخ بعظماء الفن الذين زينوا المجتمع بالجمال والصدق واحترام القيم النبيلة، فالتصوير الضوئي ينقل لك الأشياء شكلاً ودلالة ليرى ناظره ما يكون وما يجب أن يكون ونأمل من خلال تصويرنا أن نعطي المعايير الحميدة لمجتمع تسوده الرفعة والسمو.
* ما علاقتك بالمرأة والأرض والطفل؟
** هذا محور فعّال، فما ذكرته يعد بنية الفنون وبنفس الوقت غايته وإذا أهملنا القاعدة فمن الصعب الصعود إلى الذروة والهرم فالمرأة هي الطبيعة بفصولها المتناقضة حيث تحمل الجمال والحب إلى جانب الشقاء، والأرض هي ولادة الجماليات، لأنها الحضن الإلهي لكل مفرزات الطبيعة والطفل هو الأساس والهدف وكلما عززناه قطعنا حصاداً زاخراً بالمعرفة.
* كيف ترى التصوير الضوئي اليوم؟
** يحظى التصوير الضوئي اليوم بمكانة رفيعة من بين الفنون لأنه الأرضية البسيطة للفنون العظمى ولأنه يتصف بالواقعية التعبيرية بروح التجريد بعيداً عن الزخارف المنمقة لذا فهو قريب جداً إلى ناظرة يعانق الموجود البشري، ولا
جمال المخلوقات |
أنكر هنا أحتضان مديرية “الثقافة” بـ”الحسكة” وخاصة المركز الثقافي بـ”الحسكة” للكثير من المعارض بل أعطتها مكانة مناسبة كما كان لمنظمة “اتحاد شبيبة الثورة” فرع “الحسكة” دور كبير وفعال في مسيرتي الفنية.
* ما دور التصوير الضوئي في إعلام المقاومة؟
** الإعلام كله سلاح هام في معركة المواجهة مع العدو والصورة خير سلاح لأنها أكثر تأثيراً من الكلمة، وحين ترصد الكاميرا صور المقاوم وإصراره فإنها ترسخ ثقافة التحدي والصمود.