بتمازج الروح مع أدواتها تتشكل المنحوتة
الثلاثاء 17 شباط 2009م
“جيهان عبد الرحمن” النحاتة التي ترسم لمخيلتها شكلاً في عمق الفراغ بين الكتلة والحالة، تعبر عن المجتمع وتراثه، تتمازج أدواتها بروحها المرحة، لصنع منحوتة بروحين في جسد واحد.
التقاها موقع eHasakeh بتاريخ 14/2/2009 وكان معها هذا اللقاء
* الإزميل- المطرقة- الخشب… العلاقة التي تربطك بهم؟
** ربما إنها حالة من التماهي اللامـرئي، قائمة بيني وبين تلك الأدوات الجــامدة، فأسبغ عليها الروح لنتشارك معا في صنع المنحوتة اللائقة بكلينا، والتي تحاكي روحينا أو غيرها من الأدوات مما يشاركني حالتي.
* للنحت مدارس وأساليب فأيها أقرب إليك وشكلت بعداً فنياً وفكرياً في أعمالك؟
** أمارس النحت بغض النظر عن الانتماء إلى أية مدرسة، مع العلم أنني قدَّمت أعمال نحتية تعبيرية وكنت متمكنة، وأيضا قدَّمت أعمال بالواقعية البحتة، ولكنني في النهاية أمارس النحت ريثما أتوصل في نهاية المطاف للالتزام بمدرسة معينة، لأكوِّن لنفسي خصوصية، وأُعلن انتمائي بشكل واضح.
* النحت لا يتوقف على خامة معينة، هل الفكرة تحدد الخامة أم العكس؟
** ذلك يعتمد على العمل الذي يختار هو نفسه المادة، ثمة فكرة تدفعني لاختيار المادة الخام التي ستعبر عن
تجسيد التراث في اعمالها |
فكرتي.
* هل يمكن وضع تصورات للتعامل مع الفراغ؟
** نعم لأن النحت بحد ذاته لعبة ما بين الكتلة والفراغ، كلاهما يتواصل مع الآخر من موقعه ومدى أهميته للعمل النحتي.
* طبيعة الكتلة تحتاج إلى جو خاص يجمعهما بالنحات، فمتى وأين تجد جيهان نفسها نحاتة؟
** النحَّات في كل أحواله وأوقاته نحَّات، وأنا أشعر بأنني دوما أمارس النحت حتى في الأوقات التي أكون فيها واقفة عن العمل، ربما في تلك اللحظة يكون ذهني منشغلا بتكوين فكرة لأجسدها في مادة ما.
* المنحوتة ارتبطت بالإنسان منذ عصوره الأولى متمثلة في بيته وأدواته؟ فأين يكمن الدور الحقيقي للنحات اتجاه التراث؟
** انتماء المرء لبيئته يحتم عليه العمل على تجسيد تراث ذلك الانتماء، ولكوني كردية أحاول قدر المستطاع تجسيد التراث الكردي بشكل أنيق ولائق وبطريقتي الخاصة، مع أنني أرفض التأطير والتقوقع ضمن انتمائي الذي يحد من تواصلي مع الآخر، فأنا مبدعة، وعلى
الحفر على النحاس |
المبدع أن يكون منفتحا على كافة الثقافات والعوالم، أمارس ما سيقدمني للناس كنحاته.
* المرأة كانت منذ الأزل ملهمة للإبداع والفن، فما رأيك عندما تكون هي نفسها منتجة لهذا الفن؟
** ربما ما ستنتجه تلك المرأة المبدعة سيكون حقيقيا بما فيه الكفاية، ولكوني امرأة هذا الأمر وحده كفيل بأن أنتج ما يعبر عن مكنونات المرأة بشكل أدق انطلاقا من تجارب خاصة وعامة، علماً أن النحت يتطلب جهداً عضلياً مضنياً وفكرياً، ولكن ذلك لم يمنعني من إنتاج أعمال صعبة ومعقدة، ثم أن النحت إبداع رفيع المستوى وليس وقفا على جنس معين من البشر، والمرأة تلهمني كمبدعة وليس كامرأة.
يذكر أن “جيهان عبد الرحمن” من مواليد مدينة “المالكية”، بلدة “ديرك”، خريجة معهد الفنون التطبيقية قسم النحت، متفرغة للعمل كنحاتة شاركت في معارض فردية ومشتركة حيث شاركت في معارض لثلاث دورات متوالية في مدينة “القامشلي” /1997/1998/1999/ ومعرض ثنائي مع الأستاذ “جاك إيليا”
نحت لاحدى الشخصيات |
في المركز الثقافي في ديريك 2000 والمعرض السنوي للفنانين السوريين ومعرض الشباب السوري كلاهما كانا عام 2004 ومعرض مشترك مع الفنانين: “لقمان أحمد” و”خضر عبد الكريم” و”سارة شيخي” في مركزي “مصياف” و”بشنين” التابعتين لمحافظة “حماة” ومعرض الجبل في “عفرين” 2005 ومعرض فناني “الحسكة” في صالة “إيبلا بحلب” 2006
ومشاركة مع فناني “الحسكة” في “الحسكة” 2007.
ولها عمل مقتنى في متحف “طه الطه” بمحافظة “الرقة”.