“إسماعيل الطه” والتصوير الفوتوغرافي
الأربعاء 01 تموز 2009م
«التصوير الفوتوغرافي حرفة متعددة الأغراض والمناهج وليس واجبنا حصرها بغرض أو منهج واحد، والسلوك الإبداعي حسب تعريف “غيل بورد” ليس تفكيراً مزاجياً، وإنما هو نظر المألوف بطريقة أو من زوايا غير مألوفة ثم تطوير هذا الفن ليتحول الى فكرة ثم الى تصحيح ثم الى إبداع قابل للتطبيق».
بهذه الكلمات افتتح الإعلامي والفنان الضوئي “إسماعيل الطه” حديثه لموقع eHasakeh بتاريخ 20/6/2009 حيث أجرينا معه اللقاء التالي.
* بدايات “إسماعيل الطه” الفنية مع الكاميرا؟
** الحقيقة لابد من الرجوع إلى بعض ذكرياتي مع هـذا الفن الجميل الذي أسميناه ذات مناسبة “عندما يتوقف الزمن”.. وبالتأكيد هناك آخرون قد سبقوني والله أعلم بهذه التسمية. ورغم أنني لا أتمكن من تحديد بداية حمل الكاميرا وقد تكون هي لحظة تكوين معرفتي بالأشياء التي من حولي لكن استطيع أن اجزم لحظة توثيق الحالة الأولى في حياتي الصحفية كإنسان هاو بالمرحلة الإعدادية بمدرسة “أبي تمام” بمدينة “الحسكة” برفقة “نوح خليل” عضو المكتب التنفيذي للإدارة المحلية والمحامي “حمودة صباغ” عضو مجلس الشعب الحالي، والصديق “دحام مرعي” حالياً مدير إحدى الثانويات، ولكن حالة التوثيق جاءت من خلال قيامنا بزيارة كوحدة شبيبة إلى المشفى الوطني الذي كان حينها مقابل دار المحافظة بتاريخ 17/11/1974.
أما الفضل فيما بعد فجاء للأستاذ “محمد خير الوادي” المدير العام لصحيفة “تشرين” الأسبق ورئيس تحريرها بعام 1991 حينما قال لنا بعد الاحتراف بالصحافة عليكم أن تدبروا أموركم وتختاروا الصور التي تناسب موضوعاتكم، ونمت التجربة بالاعتماد على الذات في تأمين صور فوتوغرافية للمقالات والأخبار الصحفية، ومن خلال الزيارات للمواقع الأثرية داخل سورية وخارجها واللقاء مع فنانين كبار أمثال “أيوب سعدية” و”يوسف لوقا” وآخرين استهوتني المعارض الضوئية، وجميعها أي المعارض كانت بمبادرة ذاتية إلى حين جاءتني دعوة ذات مرة من الأستاذ “أحمد الحسين” مدير المركز الثقافي في “الحسكة” الأسبق ومازلت أحتفظ بتلك الدعوى التي تحمل الرقم 24/ص تاريخ 21/7/1997.
* المواضيع التي تعالجها أو تلتقطها
محافظ الحسكة صبحي حرب في معرض اسماعيل الطه |
كاميرا “الطه”؟
** أن معظم اللقطات تتعلق موضوعاتها بالتراث الشعبي وبالآثار في معظم المحافظات، وكما أسلفت حاجتي كصحفي للمعلومة الموثقة فإن اهتمامي بالصور لكي تكون الدليل على موضوعاتي فإنها حققت ذات يوم وعلى سبيل المثال لا الحصر إنصافاً لأسرة كادت أن تشرد وحقها يضيع بعد أن نفذ المخطط التنظيمي بدوار “ختو” ساحة الشهيد “فواز جولي” بمنطقة “الناصرة” بمدينة “الحسكة” ولكن الصورة الفوتوغرافية التي تمكنت من التقاطها في أثناء تنفيذ المخطط أنصفت تلك الأسرة، واستند عليها السيد “صبحي حرب” المحافظ الأسبق وطلب من البلدية تخصيصهم بمقسم عقاري عوضاً عن المهدوم!!
*هل هناك فرق بين التصوير الفوتوغرافي والتشكيلي؟!
** بالطبع ورغم اختلاف النقاد على اختلاف مشاربهم واتجاهاتهم النقدية فإن الفرق واسع وأحياناً متقارب فأحياناً تقرأ دراسة نقدية أو مقالة عن فنان تشكيلي وبعد أكثر من نصف حجم الدراسة ليتبين لك أن المقالة عن فنان ضوئي وأحياناً بالعكس.. وهنا لا أريد أن أضع حدوداً بين المدرستين التشكيلية والضوئية رغم أنني تعمقت بهذه الأبحاث وأصبح لدي عدة مؤلفات عن أبحاث علم الجمال.
*ما المعارض التي شاركت بها؟
** بالنسبة لعدد المعارض الموثقة تزيد عن 32 معرضاً أما خارج القطر فهناك معرضان الأول في جمهورية مصر العربية في مدينة الإسكندرية والثاني في يرفان عاصمة أرمينيا.
* الجوائز التي حصلت عليها؟
** كان ذلك في مهرجان الشبيبة المركزي الأخير ب”الحسكة” وحصلت على المركز الثاني وكان المركز الأول لزميلي الفنان “يوسف لوقا” من بين 17 مصوراً ضوئياً، وعربياً، الجائزة التقديرية في صيف 2003 بالإسكندرية والمعرض يتعلق بالبيئة.
* ما
الغروب بعدسة الطه |
الخطط المستقبلية للفنان “الطه”؟
** إن قضية الأدب والتعامل مع القصة القصيرة وفنون الصحافة عامة أخذتني بعض الشيء من الفوتوغراف ولا أدري ماذا يخبئ القدر!!
* هل هناك صعوبات في العمل الفني؟
** أعتقد أنه عمل لا يخضع لأهواء خارجية أو وصائية وهو فن نابع من الوجدان ويعود الأمر للشخص أو الفنان فقط..
* كلمة أخيرة للفنان ” إسماعيل الطه”؟
** لابد من التذكير بأن كتاباً وناقدين وأدباء كتبوا عن معارضي الفنية فأعتذر منهم جميعاً لأنني لم أتمكن بهذا الحوار التطرق إلى مشاعرهم وكتاباتهم سواء بمذكراتهم أو عبر وسائل الإعلام وعلي أن أذكر أهم المعارض في حياتي منها معارض وطنية وأخرى تتعلق بالمشاركة مع المنظمات الشعبية وعيد الصحفيين بشكل سنوي، وكذلك المعرض الفني الخاص والعام بنفس الوقت لتكريم الأديبة الراحلة الدكتورة “هيام ضويحي” بمناسبة مرور أربعين يوماً على رحيلها.
قالوا في معارض الفنان الصحفي “إسماعيل الطه”:
الدكتور “خلف الجراد” سفيرنا الحالي في الصين قال: «أتمنى أن يواصل هذا النمط من الفن.. الذي يعكس شفافية وحساً صحفياً ورهافة فنية واستغراقاً في التراث والبيئة المحلية والفلكلور الشعبي وذلك بتاريخ 28/8/1996».
الفنان “صبري روفائيل” رحمه الله جاء في مذكراته بتاريخ 26/8/1996: «لا أقدر أن أقول أمام لوحات الفنان الصحفي إسماعيل الطه بصالة المعارض بالمركز الثقافي في “الحسكة” سوى تحية إلى يد تبدع وتبني، تبدع بالعدسة وتبني بقلم جريء».
الفنان السوري المعروف “أيوب سعدية” صاحب موسوعة “المواقع السياحية” في “دمشق” و”حمص” قال بتاريخ 27/7/2003 أمام اللوحات بمعرض “عناق النيل” و”الخابور”: «نتمنى للزميل الفنان “أبو هيثم” المزيد من العطاء
كذلك جزيرة السمك |
والإبداع في فنه الضوئي وخاصة أن له باعا طويلا وعميقا في مجال الفلسفة الجمالية وعلم الجمال مما يوفر له إضافة للإبداع تناول الزوايا الجميلة وهذا ما لا يستطيع أحداً غيره الوصل إليه».
الدكتور “أحمد الدريس” مدير الثقافة في “الحسكة” قال: «الكاميرا عين الفنان ونافذة قلبه التي تطل أحاسيسه الدافقة منها على العالم بكل جماله وصراعاته وتناقضاته. والفنان في هذا المعرض كان حاضر الحس متألق الوجدان اقتنص لحظات لها نكهتها الإبداعية التي تنم عن ذائقة فنية ندر أن يتحلى بها كثير ممن يدعون التعامل مع الفن أو يحسبون أنهم قد ارتقوا في سلمه وأصبحوا سادة من أسياده».