“شغلان شيخ علي”.. عشق الحرية فأسرته الكاميرا

كسار مرعي –الثلاثاء 26 تشرين الأول 2010م

هو رجل متعدد المواهب إلا أن التصوير قد نحاه عن عشق الكثير من الأمور ليفوز بقلبه، قصته مع الكاميرا لا تترجمها الكلمات إلا أن الصورة تبوح بما في وجدانه، أعطى من حياته المفعمة بالنشاط الكثير لفن التصوير، لكن التصوير أيضاً لم يبخل عليه حيث جعلته الصورة رجلاً يُشارُ إليه بالبنان.

تكبير الصورة

الفنان “شعلان الشيخ علي” مصور ضوئي له سيرة حافلة في هذا المضمار، التقاه موقع eHasakeh ليحدثنا عن علاقته بفن التصوير فكان الحوار التالي:

* ماذا تقول عن فن التصوير الضوئي؟

** التصوير الضوئي هو تصوير الواقع وتوثيقه حسب رؤية المصور الضوئي، وهذه اللقطات تتبع واقع الفنان والظرف الذي التقطت به الصورة، بالنسبة لي يقع التصوير مني موقع الروح من الجسد فأنا لا أتخيل نفسي دون الكاميرا فكأنما أصبحت سلاحي ومن دونها أخال نفسي أعزل.

* برأيك هل يتقاطع الفن الضوئي مع أي نوع من العلوم كما في النحت مع الهندسة والكاريكاتير مع علم النفس؟

** نعم يوجد هناك تقاطعات لجميع الفنون وتشترك في فكرة واحدة وهو الفن من أجل الفن ومن أجل توصيل الفكرة للمتلقي وهي رسالة، تقدم للمتلقي حسب رؤية المصور، واللقطة ليست الرؤية الصحيحة دائما بل هي وجهة نظر تُعبر عن ملتقطها.

* الفن هو أخذ لقطة إبداعية فمن الذي يحددها الفنان نفسه أم الكاميرا ذاتها؟

** الفنان والكاميرا معاً وهذه هي التشاركية الفعلية في اللوحة الفنية فكلاهما يُكمِّل الآخر.

* كيف لك أن تحدد أن هذه الصورة احترافية ولا يمكن للشخص العادي أن يلتقطها؟

** من خلال الزاوية والموضوع وأبعاده من كل الجهات ودقة الصورة، وفي حال وجود مصور ثان لا يمكن أخذ نفس اللقطة معاً، فدقة التعامل مع الزاوية الاحترافية أمر مهم وقد تحرمك من هذه المتعة بضعة أمتار عن موقع الحدث.

* هل يدخل التصوير في النقد أم إنه يقتصر على الواقعية أم إنه يذهب لتقديم الحلول

تكبير الصورة
تكريم شعلان من قبل والي ميردين

وكيف؟

** يدخل التصوير في النقد بل ربما تكون الصورة في بعض الأحيان أمهر من أمهر النقاد، فهي تُخلد اللحظة التي ربما تغيب عن الذهن الإنساني ومن هنا يمكن أن تكون الصورة عاملاً جوهرياً من عوامل النقد.

* من الذي يحدد الآخر الصورة أم الموضوع كيف يتم ذلك ومتى؟

** الموضوع مهم جداً للفنان وعلى أساس الموضوع يبني فكرته في أخذ الصور.

* معرضك الأخير ركزت فيه على البيئة التي ترعرعت فيها ما سبب اللجوء لذلك؟

** لكوني ابن الريف وابن بيئة جميلة على شاطئ الخابور وهي قرية “الشيخ علي” اجتمعت فيها كل هذه الألوان والصفات، من جمال الغروب إلى حركة الفلاحين وغناء السنابل وابتسامة القطن وغناء الطيور، كل هذه الأمور مجتمعة جعلتني أشعر بالامتنان الذي لا يكاد يفارقني لهذه القرية، لذلك تراني أتذكرها دائماً في فني كنوع من رد الجميل.

* لست أكاديمياً في فن التصوير فبماذا يتفوق عليك الأكاديميون؟

** فن التصوير الضوئي هو فن عملي ومكتسب وأجمل ما فيه أنه يُلهمك في كل يوم شيء جديد، لهذا يمكن أن تكون مصوراً ناجحاً دون أن تملك شهادة علمية ولكن لو تمكن الإنسان من الحصول على درجة علمية فهذا سيكون مبلغ المنى.

* هل هناك علاقة بين جودة الصورة ونوع الكاميرا وجودتها؟

** بالتأكيد فالكاميرا الجيدة حتماً ستفرز صوراً جيدة ومتقنة إلى حد كبير، وإلا لما تباينت الأسماء بين الاحترافية ونصفها في الكاميرات، فلك شيء في الكاميرا وجودتها علاقة بجودة الصورة.

* ما أفضل الأوقات التي تساعد على أن تكون اللقطة صحيحة

تكبير الصورة
شعلان مشاركا في قمة الدوحة

فنياً؟

** قبل الغروب وبعد شروق الشمس بقليل وأحيانا يجب أن تخلق الجو المناسب لأنك مخرج اللوحة في النهاية وهنا تكمن حرفية المصور.

* ما الفرق بين الصورة الفنية والصورة التوثيقية؟

** الصورة الفنية تعتمد على الإبداع والابتكار أما الصورة التوثيقية فتعتمد على الواقع بشكل مباشر دون إضافات فنية.

* كاميرات الديجيتال أو كما يسميها العلم “الرقمية” ماذا أضافت على فن التصوير؟

** أضافت الكثير وأخذت الكثير أضافت الدقة واللون والوقت وأخذت متعة التحميض والترقب وفرحة الانتظار بالإضافة للأبيض والأسود.

* كيف ترى المستوى الذي وصل إليه فن التصوير الضوئي في “الحسكة”؟

** مستوى جيد يمكن وصفه بالمستوى المتقدم والدليل هو ما أفرزته الحركة الفنية من أسماء لامعة في سماء فن التصوير الضوئي، مثل “سمير حاج حسين” و”ندى الشيخ” و”سليمان عباوي” وآخرين لا مجال لذكرهم.

* ما الدورات التي خضعت لها؟

** دورات متعددة ولكن كل معرض داخل وخارج القطر هي بمثابة دورة حقيقية وفعلية، وأخص بالشكر الفنانين “عبد القادر شعيب” و”طه الطه”، لإقامتهم مسابقات التصوير الضوئي على المستوى العالمي في محافظة “الرقة” والرحلة النهرية وهذه هي الدورة الحقيقية.

* ماذا عن المعارض الفردية والجماعية التي أقمتها؟

**كانت الانطلاقة بمعرض للتصوير الضوئي في جمهورية أرمينيا شاركت فيه بـ 40 صورة من الحجم الكبير، كانت الصور في مجملها تحكي خصوصية التراث الجزراوي إضافة لصور لبعض الكنائس الأرمينية، كما شاركت مجموعة من الفنانين وأقمنا معرضاً لتجمع فناني “الحسكة” عام 1994 م جاءت مشاركتي بخمس لوحات، بعدها شاركت بعدة معارض في “القامشلي” و”الحسكة” ثم

تكبير الصورة
شعلان يصور الواقع الريفي في المحافظة

شاركت بمعرض دولي في الأردن عام 2000م، وحازت إحدى الصور على المركز الأول وهي صورة /جمل في البادية/، ولي العديد من المعارض التي لايتسع المجال لذكرها.

الفنان “سمير حاج حسين” يقول: «يتمتع “الشيخ علي” بذهن متقد يساعده في تحديد الزاوية الاحترافية للصورة، هذه النقطة وحدها تكفي للقول عنه إنه مصور محترف، وقد استفاد من التجارب التي خاضها فهو يعمل دائماً على تطوير نفسه وتطوير آليات العمل عنده، له الكثير من الصور التي تستوقفني كفنان فهو رجل مثقف يقدس العمل بروح الفريق ويجهد في مساعدة الآخرين، وينتابني الفخر عندما يذكر أمامي اسمه في المعارض».

بقي أن نذكر أن الفنان “شعلان الشيخ علي” من مواليد 1969 “تل غرة”.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.