“ريشان”: 70 ألف قطعة حجرية صنعت منها مدرج “كولوسيوم”
الأحد 08 أيار 2011م
الموهبة لابد أن تبدع في أي مجال كان، وفي الفن التشكيلي بشكل خاص لابد لها من إنجاز يثبت وجودها ومدى حرفيتها، والموهبة التي يتمتع بها النحات “ريشان يوسف” أثبتت وجودها من خلال أعمال كثيرة، وأهمها العمل الذي قام بتصميمه لإنجاز مدرج “كولوسيوم رومانيو”.
موقع eHasakeh بتاريخ 22/3/2011 التقى الفنان “ريشان يوسف” ليتحدث عن بداياته الفنية قائلاً: «أعمل في معمل للرخام الواقعة على طريق “الدرباسية” في مدينتي “عامودا” منذ ما يقارب العشرون عاماً، بالإضافة إلى هوايتي في الفن كالرسم والنحت وبالأخص المجسمات المعمارية، منذ الصغر كنت أعشق الرسم والعمل على صنع مجسمات معمارية من الرخام، ومعظم لوحاتي الفنية هي من الواقع المحيط بي، فقد تأثرت ببيئة “عامودا” كثيراً وخاصة حقولها وبساتينها وتلالها وأحيائها التي تنفح منها رائحة الحب والطرفة والثقافة، وكذلك تأثيري بالكتب التاريخية وخاصة العصر الروماني منها».
عن أعماله الفسيفسائية يقول “ريشان”: «أعمالي الفسيفسائية مأخوذة من التاريخ وخاصة الكنائس القديمة منها، أما الأعمال المعمارية التي عملت فهي عدة أعمال من القطع الصغيرة من الحجر، وهي أيضاً مأخوذة من التاريخ وخاصة العمارة الرومانية المنتشرة في عدة مناطق من العالم».
عن الأدوات المستخدمة في أعماله الحجرية أضاف “ريشان” قائلاً: «سأبدأ معك نقطة الصفر وهي المادة الخام،
مجسم كولوسيوم |
حيث نملك معمل للرخام في “عامودا” منذ أكثر من عشرين عاماً، والقطع الرخامية والحجرية المتبقية بعد القص أجمعها، ومن ثم ابدأ بجمع مخططات معمارية للعمل الذي أود القيام به من الكتب التاريخية أو الانترنت، وبعد أن يكتمل معي المخطط وحتى إن كان نصفه فإني أبدأ بلصق تلك الأحجار وقطع الرخام ليتكون لدي بالنهاية لوحة معمارية من بناء أو قلعة أو مدرج روماني وتكون صورة طبق الأصل عن البناء القديم، أما الأدوات المستخدمة فهي أدوات النحات عامة وأحياناً أستعمل آلات القص في المعمل وأيضاً مواد للاصقة في عمل المجسمات واللوحات الفسيفسائية».
عن عمله لمدرج “كولوسيوم رومانوم” يقول “ريشان”: «بدأت العمل به في عام 2006 وانتهيت بلصق آخر قطعة منه عام 2009، واستغرق معي العمل هذه المدة كونه كان العمل دقيقاً جداً، ومنذ الصغر كنت أحب هذه الأعمال إلى جانب موهبة الرسم والنحت، وأخذت التصميم المعماري من كتب تاريخية، بالإضافة إلى مشاهدتي لفيلم
مدرج بصرى من اعمال ريشان |
“المصارع”، ورأيت مدرج “كولوسيوم” في ذلك الفيلم وكانت نقطة تحول لدي، وصممت بأن أقدم عملاً يماثل هذا المدرج التاريخي.
هذا العمل المؤلف من أربعة طوابق، بالإضافة إلى القبو الذي هو بالأساس كان يستخدم كواليس للمسرح وحلبة المصارعة، حيث تم لصق 70000 قطعة حجرية صغيرة في مجسم “كولوسيوم”، بالإضافة إلى 1500 قوس روماني، أما الأعمدة ذات الزخرفة الرومانية فكان عددها 1000 عمود، وعملي هذا أقدمه لعامة الناس لمعرفة مدى براعة الرومانيين في فنون العمارة، وبالنهاية عملي هذا ليس معروضاً للبيع».
يقول “ريشان” عن الفرق بين الرسم والنحت: «كل موهوب في الفن التشكيلي يبدأ عادة بالرسم كون أدواته بسيطة ومتوفرة، أما أدوات النحت مختلفة فهي أدوات صلبة قاسية ولا يستطيع أياً كان استخدامها، فالرسام ليس بالضرورة أن يكون نحاتاً ولكن لابد للنحات من أن رساماً ليصل إلى النحت».
الفنان “أنور الحامدي” قال عن “ريشان”: «عند اطلاعي على عمله لمدرج “كولوسيوم”، تبين لي بأن له لمسات فنية دقيقة، حيث مواده التي يستخدمها هي الحجر، وبأحجام دقيقة وصغيرة، يستطيع من خلال لصقها الانفراد بتحفة فنية مميزة جداً، فهو ابن “عامودا” تلك المدينة التي تلد كل يوم فناناً أو أديباً، وتفتخر بأبنائها ويفتخرون بها».
بقي أن نذكر أن “ريشان يوسف” مواليد “عامودا” 1988يعمل مع عائلته في معمل للرخام بعامودا.