“حمود عواد المحاسن”.. إبداع التصوير بألوان الشمس
الاثنين 14 تموز 2014م -بيروت
عشق الفنان “حمود عواد المحاسن” الكاميرا فكانت معه أينما تحرك، وحرص على تطوير موهبته من خلال حضور المعارض واللقاءات المتكررة بالمتخصصين والخبراء إلى أن امتهن الحرفة وأصبح المصور الصحفي الذي أراد.
مدونة وطن “eSyria” التقت المصور “المحاسن” عبر موقع التواصل الاجتماعي، بتاريخ 28 حزيران 2014، فتحدث عن بدايته مع فن التصوير قائلاً: «أبصرت النور في قرية وادعة على ضفاف “نهر الفرات” في مدينة “الرقة” تسمى “المرابيط”، إلا أنني لم أعش فيها كثيراً كبقية زملائي، فقد تبعت الكاميرا لتأخذني دوماً إلى المجهول، فمنذ زمن بعيد أخذت عيناي مكان العدسة وجعلت تنظر إلى كل شيء من منظور مختلف خصوصاً أنني كنت أعمل قبل التصوير في مسرح الطفل، وما كان علي إلا أن أضع كل شيء في نصابه، فتركت لعيني مهامها وأطلقت العنان للكاميرا، كان هذا عام 2005 وتحديداً في “الملتقى الإعلامي الدولي الأول” الذي أقيم في “القنيطرة”، حيث لقيت دعماً كبيراً من عدد من الأشخاص، ومنهم المخرج “باسل داغر”، والصحفي “محي الدين موسى”، والمصور “عبود حمام”، وكان الأخير يعطيني دروساً في فن التصوير الفوتوغرافي، لأنه كان يدرس هذا الفن في المعهد التطبيقي للتصوير في العاصمة “دمشق”، وكل هذه المعطيات حفزتني وجعلتني أنطلق بعيداً بالطموح».
ويتابع: «ولأن التصوير بحد ذاته عالمٌ جميل ومختلف، قررت أن أغوص في أعماقه، خصوصاً أن هناك من يدعمني ويشجعني، بل ويقدم
توثيق الحياة الريفية |
لي الرؤيا الحقيقية للصورة على طبق من ذهب، فالتصوير هو عالم مختلف وحساس، ومن المرجح ألا يخدمك الحظ مرتين للقطة ذاتها، لذا يجب أن يكون المصور فطناً ومتنبهاً بالحد الكافي، ويجب أن يبقى باحثاً عن اللقطة التي سيتفرد بها عن الآخرين، أو يشعر بأنها تلبي طموحه أو تشبع الذائقة الفنية لديه، وعلى العموم أنا أعمل جاهداً على تطوير نفسي، من خلال حضور المعارض واللقاءات المتكررة بالمتخصصين والخبراء، وأهم من هذا وذاك فأنا لا أجد حرجاً في السؤال عن أي شيء».
ويضيف: «بعد عناء مع الصورة التي أحب، تحولت إلى مهنة التصوير الصحفي، التي يمكن أن تلبي طموح أي ممتهن للتصوير، وأنا شخصياً أجد في “فن التصوير الصحفي” متعة خاصة منقطعة النظير، إذ يجب على المصور حسب رؤيتي أن يكون قناصاً ماهراً بكل ما للكلمة من معنى، حتى يتمكن من أن يحمل هذا اللقب، وفي عالم الصحافة يتعامل المصور مع أجزاء الثانية، وهنا يكمن دوره الفعلي والإبداعي.
بداياتي كانت مع جريدة “الجولان” عام 2006، واستمر عملي معها لغاية 2009، وكنت أعمل مصوراً لجريدة “الدبور” الخاصة في نفس الفترة، ثم انتقلت للعمل مع مجلة
من القنيطرة |
“المجتمع”، ومع ذوي الاحتياجات الخاصة 2009 – 2012. بعد هذه الفترة انتقلت للعيش في “بيروت” وبدأت مشروع أول معرض فني خاص لكنني لم أتمكن من تنفيذ كل ما أرغب، لأني تمكنت من توثيق 13 صورة من أصل 40 صورة، وأحلم أن أكمل باقي الصور في غضون السنوات المقبلة».
ويختم “المحاسن”: «على الرغم من قصر المدة التي دخلت فيها عالم التصوير، إلا أنني حصلت على الكثير من شهادات التقدير، من خلال المشاركات الفنية في المعارض والفعاليات والملتقيات، ومنها شهادة تقدير عام 2009، وتقدير من معرض المصورين العرب في “الأردن”، وتقدير من فرع شبيبه “القنيطرة”، ومن جريدتي “الجولان، والدبور” للتميز في نقل الأخبار، والفعاليات التي أقيمت على مدار سنوات عملي معهم، كما كانت لي مشاركة في مهرجان “المحبة” و”مهرجان الباسل” لثلاث سنوات على التوالي، أما الشهادة التي أعطيها لنفسي فهي صورة لأمٍ تحضر الطعام لأطفالها والعاصفة الثلجية على أشدها».
الفنان التشكيلي “عبود سلمان” قال عنه: «هو مصور صحفي مبدع بألوان شمس الفرات، يجيد التقاط الصور في شتى مناحي الحياة، ويعيد ترتيب الضوء على جماليات المشهد الطبيعي بواقعية احترافية، خرج هذا الفنان من محافظة
الأزهار بعدسة ماركو |
“الرقة” حاملاً أحلامه وأحلام من عاش بينهم ليعيد لنا تفاصيل الصورة الجمالية الكامنة في بيادر الحصاد وسنابل القمح في سهوب وادي الفرات، لتواكب عشق هذا الفنان للكلمة المصورة في عالم الصحافة القابل للتطوير والتجديد والإبداع، و”ماركو” كما يعرفه الكثيرون بهذا الاسم سعى ويسعى دائماً إلى تطوير أدواته وجماليات أعماله الفنية التي لا تتوقف عند حدود التصوير الضوئي، بل تتعداه إلى مناخات جمالية تشكيلية أخرى».