هل تفكر بممارسة التصوير الفوتوغرافي؟ إليك هذه النصائح الذهبية للمبتدئين
26 فبراير 2017
التصوير الفوتوغرافي هو الفن المختص بالتصوير الذي يهدف إلى إيصال رسالة أو تصوير منظر طبيعي أو مشهد ما في قالب فني جميل وهادف، ويمكن أن يتم بطريقتين؛ تصوير ضوئي (كيميائي) أو تصوير رقمي.
التصوير الضوئي: ويسمى أيضاً بالتصوير المنظوري أو الفوتوغرافي، وهو عملية إنتاج صورٍ لمنظر ما بواسطة تأثيرات ضوئية؛ حيث أن الأشعة المنعكسة من المنظر تُكَوِّن خيالاً داخل مادة حسّاسة للضوء في الكاميرا ثم تُعالَج هذه المادة بعد ذلك، فينتج عنها صورة تمثل المنظر المطلوب.
التصوير الرقمي: هو شكلٌ من أشكال التصوير الضوئي الذي يستخدم التكنولوجيا الرقمية لمعالجة الصور دون المعالجة الكيميائية، حيث أن الصور الرقمية يمكن معالجتها وتخزينها ومشاركتها كما يمكن طباعتها، ولا يعتبر بديلاً عن التصوير الفلمي التقليدي حيث إنها تقنية مختلفة تماماً وله علم مستقل آخر، ويمتاز التصوير الرقمي عن الضوئي بقلة التكلفة بالإضافة إلى سرعة التقاط الأحداث وسرعة التأكد من سلامة وجودة الصورة قبل الطبع، والقدرة على تعديلها ببرامج خاصة مختلفة.
أنواع التصوير الفوتوغرافي:
تصوير الطبيعة، تصوير الحياة البرية، التصوير المعماري، تصوير حياة المدن، التصوير الليلي، التصوير بالأبيض والأسود، تصوير الأشخاص، تصوير الأزياء، التصوير التجريدي، التصوير الرياضي ، التصوير الإعلاني …إلخ، كمبتدئ؛ إليك بعض النصائح وحلول بعض المشاكل التي ستساعدك في تنمية هوايتك وتحسينها:
1. الساعة الذهبية:
إذا كنت تريد التقاط أفضل الصور معتمداً على الضوء الطبيعي، قم بضبط المنبه الخاص بك عند بزوغ الفجر، تحدث الساعة الذهبية خلال الساعة الأولى من شروق الشمس وفي الساعة الأخيرة عند غروبها، حيث توفر لك الشمس في هذا الوقت ضوءاً جميلاً وظلالاً مناسبة، وإن أغلب المصورين المحترفين يقومون بالتقاط صورهم في هذا الوقت.
ويمكنك من خلال هذا الموقع golden-hour.com أن تعرف متى تبدأ هذه الفترة باختلاف الفصول أينما كنت في العالم، وهناك أيضاً بعض التطبيقات التي يمكنك تثبيتها على جهازك المحمول للتذكير اليومي ومن أجل مساعدتك في بعض المجالات الأخرى مثل تطبيق The Photographer’s Ephemeris الذي يقدم لك توقيت الساعات الذهبية في منطقتك وأوقات شروق وغروب الشمس والقمر وحجم الظلال، وبإمكانك مثلاً أن تقوم بتزويده معلومات بأنك تريد أن تلتقط صورة لشروق الشمس في موقع محدد، وهو سيقوم بالحسابات المناسبة وإخبارك عن التوقيت الأفضل لتقوم بهذه اللقطة.
ويوجد أيضا تطبيق Photographer’s Tools الذي يقوم بمساعدتك في معرفة أوقات شروق وغروب الشمس والقمر، ويقدم لك بعض النصائح المتعلقة بالتعريض وتوازن اللون الأبيض.
2. قاعدة الأثلاث:
إن كنت في بداية مسيرتك فعليك الالتزام ببعض القواعد البسيطة حتى تظهر صورك بشكل أفضل، وإن الأداة الأساسية للتصوير هي قاعدة الأثلاث، حيث يكنك القيام بهذه القاعدة سواء عن طريق تفعيلها في الكاميرا لتظهر أمامك على الشاشة، أو أن تقوم بتقسيم الصورة التي تريد التقاطها إلى ثلاثة أثلاث بواسطة خطين بشكل أفقي وآخرين بشكل شاقولي، فإن كان لديك شيء تريد أن تبرزه وتظهره كعنصر أساسي في الصورة قم بوضعه على نقاط تقاطع هذه الخطوط حتى تبرز الاهتمام حول العنصر الرئيسي في الصورة، إذ يعتمد المصورون على هذه القاعدة منذ عقود عدة.
وبطبيعة الحال، بمجرد أن تتقن الأساسيات في التصوير تصبح حراً في كسر هذه القاعدة.
3. توازن اللون الأبيض:
لا بد وأن واجهتك مشاكل توازن اللون الأبيض وأنت تقوم بالتقليب في الصور لتجد في إحدى الصور مسحة زرقاء أو برتقالية مزعجة، وذلك لأن توازن اللون الأبيض في الكاميرا لم يكن مضبوطاً بشكل صحيح نتيجة اختيار وضع خاطئ لظروف الإضاءة، أو أن تكون الكاميرا مضبوطة على الوضع التلقائي لتوازن اللون الأبيض.
سأشرح آلية عمل توازن الأبيض في الكاميرا:
إن ضبط توازن اللون الأبيض في الكاميرا الرقمية يرتبط بدرجة حرارة اللون، فإذا كانت ألوان المكان المتواجد فيه ذات حرارة عالية تقوم الكاميرا بإضافة الألوان الباردة كاللون الأزرق على الصورة، وعندما تكون درجة حرارة لون المكان منخفضة تقوم الكاميرا بإضافة ألوان دافئة كالبرتقالي أو الأحمر من أجل ضبط توازن اللون الأبيض، وتعديل الألوان الموجودة في المكان للوصول إلى الدرجة المناسبة من اللون الأبيض وبالتالي تعديل جميع الألوان في الصورة.
توجد في الكاميرا أوضاع تلقائية تقوم بتعديل اللون الأبيض حسب طبيعة الإضاءة الموجودة في المكان (الضوء الطبيعي، ومصابيح الفلورسنت، ومصابيح التنغستن أو وجود الغيوم) فإذا كان المكان الذي تريد تصويره ألوانه حارة أو دافئة عليك اختيار وضع الضوء الطبيعي أو وضع مصابيح التنغستن لتعديل الألوان وإعادة توازن اللون الأبيض، ولكن في حال لم تستطع الكاميرا معرفة الضبط الصحيح أو إذا كنت متواجداً في مكان يوجد فيه أكثر من مصدر ضوء يجب عليك القيام بضبط اللون الأبيض بنفسك، وهذا ما سيقدم لك أفضل النتائج. وبالإضافة إلى أن جميع المصورين المحترفين يقومون بضبط اللون الأبيض بنفسهم.
الضوء الطبيعي، ومصابيح الفلورسنت، ومصابيح التنغستن أو وجود الغيوم
لضبط توازن اللون الأبيض بشكل يدوي عليك الدخول إلى إعدادات اللون الأبيض WB ومن ثم تقوم باختيار الضبط بشكل يدوي custom أو pre وثم تقوم بتوجيه الكاميرا نحو ورقة بيضاء أو أي شيء ذو لون أبيض نقي ثم تقوم بالضغط على زر الغالق لتتمكن الكاميرا من معرفة حالة اللون الأبيض الموجود في المكان لتقوم بموازنته في الصورة.
وكذلك الأمر هنا بمجرد أن تتقن هذه العملية بإمكانك كسر هذه القاعدة لتلتقط بعض الصور الجميلة، مثلاً إن كنت تقوم بتصوير مشهد لغروب الشمس بإمكانك أن تقوم بضبط الكاميرا على وضع ”مصابيح الفلوريسنت“ حتى تزيد نسبة اللون الأحمر في الصورة وتظهر الشمس أكثر إحمراراً.
أو إذا كنت تقوم بالتقاط صورة للبحر بإمكانك ضبط الكاميرا على وضع ”إضاءة النهار“ أو ”مصابيح التنغستن“ لتزيد نسبة اللون الأزرق في الصورة ويظهر البحر والسماء بلون أزرق صافي وجميل.
4. مثلث التعريض:
يتعلق مثلث التعريض بثلاث عناصر وهي:
أ. فتحة العدسة Aperture: وهي عبارة عن فتحة نستطيع التحكم بحجمها لنتحكم بكمية الضوء الداخلة للكاميرا، وبالتالي عندما تكون فتحة العدسة كبيرة ستدخل كمية ضوء كبيرة والعكس صحيح، يرمز لمقدار فتحة العدسة في الكاميرا بالرمز F بالقسمة على رقم، حيث كلما كان هذا الرقم كبيراً تكون فتحة العدسة صغيرة وكلما كان هذا الرقم صغيراً كلما كانت الفتحة أكبر.
ب. سرعة الغالق Speed Shutter: هو الوقت الذي يأخذه غالق الكاميرا بالبقاء مفتوحاً حتى تصل كمية كافية من الضوء إلى حساس الكاميرا أو فيلم الكاميرا حتى يظهر تأثيرها في صورتك، أي يتحكم بمدة دخول الضوء إلى الكاميرا وهذا الوقت قد يحدد بالثانية أو أجزاء من الثانية وإن هذه السرعات تختلف من كاميرا إلى أخرى.
صورة توضح تأثير سرعة الغالق على الهدف المتحرك، حيث أن الصورة الموجودة على اليمين تكون سرعة الغالق فيها بطيئة لتلتقط مسار الحركة كاملاً، بينما يكون الغالق سريعاً في الصورة الموجودة على اليسار.
ج. حساسية الضوء ISO: هي كمية الضوء التي تصل إلى مستشعر الضوء في الكاميرا حتى يجمعها ويقوم بتكوين الصورة، يمكن أن تقوم بضبطها بشكل تلقائي من إعدادات الكاميرا أو بشكل يدوي حيث يقوم المصور بضبط اتساع فتحة العدسة وسرعة الغالق وحساسية الضوء للوصول إلى النتيجة المرغوبة.
صورة توضح التأثيرات الناتجة عن زيادة حساسية حساس الضوء ISO
لكن يجب أن تعلم أن زيادة اتساع فتحة العدسة يزيد من حساسية الضوء بينما يقلل من عمق الحقل (هو المسافة داخل الصورة التي تكون فيها الأشياء واقعة في بؤرة العدسة فتكون واضحة وحادة التفاصيل، وإظهار الخلفية مبهمة التفاصيل)، وإبطاء سرعة الغالق يزيد التعريض ولكن يتسبب في اهتزاز الصور التي تحتوي على حركة، وزيادة نسبة حساسية الضوء ISO تؤدي أيضا إلى زيادة الـNoise أو التحبب وبالتالي تقليل التباين.
صورة توضح التأثيرات المختلفة الناتجة عن التغيير في حساسية الضوء وسرعة الغالق وفتحة العدسة
5. الاستقرار:
واحدة من أكثر المشاكل شيوعاً التي يواجهها المصورون المبتدئون هي اهتزاز الكاميرا، ففي معظم الكاميرات الرقمية يمكنك تفعيل خاصية منع اهتزاز الكاميرا حيث قد تساعدك قليلاً عند وجود إضاءة كافية، ولكن قد تبدو الصور في الإضاءة الخافتة أو الليلة ضبابية بعض الشيء بسبب الاهتزاز عند التقاطها وعدم وجود ضوء كافي حتى يتمكن حساس الضوء من التقاطه، أو عند وجود حركة غير مرغوب فيها سواء أكانت من المصور أو من موضوع التصوير نفسه.
يمكنك حل هذه المشكلة بعدة طرق كاستخدام فلاش الكاميرا حيث أن الضوء الموجه يزيد من حساسية حساس الضوء تجاه الموضوع المراد تصويره ليستطيع أخذ جميع النقاط المضيئة فيه وبالتالي يعيطه ثباتاً وتفاصيلاً أكثر، ولكن يجب أن تحرص على ألا يؤثر الفلاش على الصورة ويقوم بتشويهها، بينما الطريقة الأكثر فعالية بالإضافة للتقيد بما ذكر هو أن تستخدم حاملات الكاميرات، والتي سوف تعطيك المزيد من السيطرة والثبات في التقاط الصور، وبالإضافة إلى ذلك يمكن أن تساعدك إبطاء سرعة الغالق وبالتالي زيادة التعريض على حل هذه المشكلة من أجل أخذ تفاصيل أكثر للصورة.
6. معالجة الصور:
قد تكتفي كمصورٍ أو هاوٍ بالتقاط الصور الطبيعية وتركها من دون تعديل، لكن جزءاً من متعة التصوير يكمن في التلاعب بالصور وتعديلها بعد الالتقاط، سواء كان ذلك تعديلاً بسيط أو تغييراً كبيراً، مثل تحويل صورة ملونة إلى أحادية اللون أو أبيض وأسود أو زيادة قوة الألوان أو أن تقوم بإزالة أشياء غير مرغوب بها، أو أن تضيف بعض الغباش في الخلفية من أجل التركيز على عنصر مهم في الصورة — في حال لم تتمكن من القيام بهذا عند التقاط الصورة — حيث أن مرحلة المعالجة تفتح أمامك كثير من الحالات لتضع اللمسة الإبداعية الخاصة بك في الصورة.
7. تأخر الغالق:
مدة تأخر الغالق هو التأخر الزمني الحاصل بين الضغط على زر غالق الكاميرا وإتمام كاميرتك للتصوير. حيث يجب عليك أن تكون يقظاً لسرعة الغالق لديك، فقد تريد في بعض الأحيان أخذ لقطة سريعة لشيء متحرك أمامك وقد يكون الغالق مضبوطاً على الوضع البطيء ما يتسبب في تلف وتشويه الموضوع المراد التقاطه، أو أن يتأخر الغالق في الاستجابة إلى أن يستقبل حساس الضوء كمية كافية من الضوء لتكوين الصورة.
لتجنب الوقوع في هذه المشكلة تحتوي العديد من الكاميرات الجديدة على زر مزدوج في زر الغالق، وعند قيامك بضغط نصف ضغطة على هذا الزر تقوم الكاميرا بقفل التركيز على الهدف قبل التقاط الصورة، ومع الاستمرار بالضغط على زر الغالق حتى المنتصف إلى أن تأتي اللحظة التي تريد التقاطها، ثم قم بالضغط على الزر المزدوج إلى الأسفل تماماً لأخذ اللقطة.
ويمكنك أيضا الإعتماد على وضع التصوير المستمر كطريقة أخرى لالتقاط الصور المتحركة.
8. النسخ الاحتياطي:
إحدى المشاكل التي قد تحصل مع المصورين المبتدئين هي خسارة مخزونهم من الصور عند حدوث ظرفٍ طارئ، كتلف القرص الذي يحتوي على الصور دون وجود نسخ احتياطي لها أو فقدانها عن طريق حالات أخرى.
لكي تتجنب الوقوع في هذه المشاكل أولاً يجب عليك القيام بنسخ احتياطي لصورك في قرصين على الأقل لتجنب فقدانهم في حال حدوث أي ظرف. ثانياً يجب عليك الاستعانة ببعض التطبيقات الخاصة بالكاميرات التي تحتوي على ميزة الاتصال اللاسلكي حيث تستطيع تثبيتها على هاتفك أو على الكمبيوتر الشخصي وبإمكانك حفظ الصور الموجودة على الكاميرا على أجهزتك، وبإمكانك التحكم بالكاميرا أيضا عن طريق هذه البرامج، مثال ذلك برنامج WirelessMobileUtility لكاميرات النايكون وبرنامج Canon Camera Connect لكاميرات الكانون.
9. تعلم أن تحب أخطاءك:
إن التقاط الصورة المثالية قد يبدو شاقاً في البداية، حيث أن كل مصورٍ في مرحلة ما من حياته المهنية قد قام ببعض اللقطات السيئة، كما هو الحال في أي مجال، فكلما أخطأت تعلمت بسرعة وخاصة في التصوير.
بالإضافة إلى الحلول والمشاكل المطروحة سابقاً يجب عليك مراجعة الدليل الخاص بالكاميرا وتفقد الفيديوهات الكثيرة المساعدة الموجودة على اليوتيوب أو على المواقع الرسمية الخاصة بالكاميرات، التي تعرض تجارب المصورين المحترفين وتقدم لك حلول بعض المشاكل التي قد تواجهك حتى تتمكن من أخذ لقطات جميلة.