“صور … إبداع … ونقد.”
الفوتوغرافيا في هذا المقام فن جذاب ومدهش … مُدثَّرةً منجزاته بإبداعات، ومزيَّنة بتمكُّنِ المُنتج لصورٍ ليست كالصُّور، بمضامينها المفتوحة على الإنسان وفضاءه اليومي بتفاصيله، والفكري بعُمقه، والوجداني الضارب في التواصل والإحساس بنبض الحياة وأنفاس الرُّبى وخرير جداول المياه الصافية العذبة في أوطان المختلف فيها دخيل والقوي فيها على بؤسه أصيل، الأوطان قلبُ الوجود والمكانُ المطلق الشاسع جغرافيا الضيق بمكر الرجال وقسوتهم، مكان صِناعة مأساةِ الأغلبية وملهاة الأقلية إلى حين، مفارقة تصنع بهجة البعض وأحزانا البعض الآخر في نفس الوقت ومنذ فجر التاريخ. فضاءات هذه الصورة فانوسٌ مُضيئة مساحاته، ومُعتَّمة أركانه، لوحاته ترْتسِم تدريجيا تقاسيمها كخيوط ضياء الفجر من أنامل لا تضغط الزر إلا ولحْظة استثنائية وحاسِمٌ بريقها يغوي العين الخبِيرة والمُلتزمة، ووينطق السريرة الفائضة معنىً ودلالةَ، يجعلها تلدُ صيغةَ جمالٍ تهوى اللون ولو في ثنائيته وتدرجاتها اللامتناهية، فتستعبد التقنية بإمكاناتها لِتَنْظِم قصيدةً بصريّةَ تُخرجُ المُشاهد بِرِفقٍ، من دهاليز استهلاكِ نمطيِّ يغتالُ الذوق ويزرع الوجودَ الفرديَّ في أدغالِ القطيع.
أقلت النقد؟ إنه المعْوَلُ الذي يبني كما قد يهدم من أجل إعادة سليمة للبناء، بناء الجميل والمفتوح على تملُّكِ التقنية لكن: من أجل تعبيريّةٍ أرفع وأسمى وأكثر التصاقا بالإنسان، وبما خلق الله من جمالٍ على الفن والعقل إعادة صياغته تجسيدا لشموخ الإنسان المُبدع « Homo demens ». إن النقد، والحالة هذه، ميزانٌ يفْترِشُ معايير ومفاهيم وأحاسيسَ: تمنحُ الأولى والثانية للنقدِ صلابةً وقوةً باعتباره رأي كما تجعلانِه مُقنعا ومُفيداً، فاتحا بابَ الفهمِ لطبيعةِ العمل الفنّي، ودالةً المُبدِعَ على عوَالِمَ كانت في الغالب تَخْفى على وَعيه، أما الثانية فتجعله قادرا على الشعور العميق بأعمال المصوريين ـ الفنانين التي تستحق النقد و التعيير بميزان الإبداع الذهبي.
تصوير الاستاذ / جورج عشي
كلمات الاستاذ / ادريس القري
سأبدأ بنفسي كي يتابع الزملاء طريقة عمل المجموعة
استراحة على باب الجامع الاموي بدمشق
المفتاح ( بورتريه )
تاريخ التصوير 2001
كاميرا NIKON F2AS
zoom 70 – 210
ما لفتني في هذا المشهد العلاقة بين هذا الانسان
وباب المسجد والاستراحة والامان الذي تبدى في هذا الركون
المريح امام بيت الله