بتـــانة نيوز – إشادة سورية بموضوعية د. سيد علي في بحوثه المسرحية
// يوسف يسرى
04-06-2018
منذ أيام أصدرت وزارة الثقافة في سورية كتاباً ضخماً في 850 صفحة بعنوان (مسرحيات أحمد أبي خليل القباني)، وهو عبارة عن تحقيق كامل لنصوص مسرحيات القباني، قام به محمد بري عواني. وهذا الكتاب يُعدّ أصح نسخة لنصوص القباني وأكملها، حيث قام المحقق بمجهود كبير وغير مسبوق، مما سيجعل من كتابه المصدر الأول لأي دارس يريد دراسة نصوص القباني المسرحية مستقبلاً.
وتُعد مقدمة المحقق لكتابه؛ نموذجاً لاكتمال البحوث العلمية بين الباحثين العرب؛ حيث قام المحقق بتحقيق نصوص مسرحيات القباني التي نشرها منذ عشر سنوات الدكتور سيد علي إسماعيل أستاذ المسرح العربي بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة حلوان. ففي المقدمة، قال المحقق: ” في عام 2008م نشرت وزارة الثقافة – الهيئة العامة السورية للكتاب – في دمشق كتاب (جهود القباني المسرحية في مصر) للدكتور سيد علي إسماعيل، الذي ضمَّ سبعة نصوص مسرحية … وقد احتوى هذا الكتاب على بحث نظري تحدث فيه الدكتور سيد علي إسماعيل عن مسرح القباني في مصر مناقشًا ومحلِّلًا وموازنًا ومقارنًا بين القباني وبين المبدعين الآخرين، وبين عروضه والعروض المسرحية الأخرى السابقة والموازية من حيث النصوص وأسلوب العرض، وبيَّنَ فَضْلَه على غيره في كل شيء. وبهذا أنصف الدكتور سيد علي إسماعيل القبانيَّ انصافًا عظيمًا. وقد كنا من قبل نقرأ عن القباني الشذرات القليلة وقد نظرتْ إليه مثله مثل أي مسرحي آخر لاعتبارات كثيرة، يأتي على رأسها التعصب القطري. وعلى هذا فإنني أتوجه بالشكر الجزيل إلى الدكتور سيد علي إسماعيل لأنه أنصف نفسه كباحث ومؤرخ وناقد مسرحي موضوعي لصالح المسرح العربي وليس لصالح مسرح قطري وحسب”.
كما تضمن كتاب الدكتور سيد على ” وثائق الصحافة المصرية التي واكبت عروض القباني في مصر بدءًا من الإسكندرية وحتى آخر يوم في حياته …… إنَّ هذه الوثائق ذات أهمية بالغة في معرفة جهود القباني في مصر، وما لَقِيَ فيها من نجاحات وإخفاقات، وما تعرَّض له من مضايقات فنية وأخلاقية واجتماعية وإعلامية.. الخ. وقد انتفعتُ بهذه الوثائق إذ عُدْتُ إليها في إِعْدادي الجديد لكتابي (أبو خليل القباني- ريادة التجاوز) الصادر عن وزارة الثقافة – الهيئة العامة السورية للكتاب – عام 2010م، لطبعة ثانية مزيدة ومنقحة”.
وأخيراً ضم كتاب الدكتور سيد ” النصوص المسرحية البالغة سبعة نصوص والمطبوعة في مصر. وقد بذل الدكتور سيد علي إسماعيل جهدًا عظيمًا لإعدادها للطبع بعد تنظيفها وإزالة السواد من صفحاتها فأتت جيدة الصورة في كل شيء. ولكن الدكتور سيد نشرها كما هي، أمانةً منه للقباني ولتاريخيتها. وبذلك وضعها بين أيدي الباحثين والدارسين والمحققين أمانةً أخرى لتحقيقها وضبطها وتصحيح أغلاطها وأخطائها التي نجمت عن الناسخ أو الطابع وما شابه ذلك، دون أن يؤثر ذلك كله على أسلوب القباني الذي هو أسلوب العصر. وعلى هذا فقد قَرَّ عزمي على تحقيق وتصحيح هذه النصوص ….. وعلى الرغم من أن الدكتور محمد يوسف نجم قد نشر نصوص القباني عام 1963 فقد اعتمدتُ نسخة الدكتور سيد علي إسماعيل أصلًا أوَّلَ في التحقيق والتصحيح لأنها مطبوعة ومؤرخة في الأعم الأغلب، وصادرة عن دور نشر مصرية معروفة آنذاك”.