“نجلا فيّاض”.. الأمّ والجدّة والطبيعة مدرستها الفنّيّة
الأحد 21 كانون الثاني 2018م -الصليبة
ورثت المهندسة “نجلا فيّاض” الفنّ والأشغال اليدوية من جدّتها وأمّها، وبدأت العمل اليدوي منذ طفولتها، وعملت على تنميته، كما أن الطبيعة أوحت لها بالأعمال الفنية المجسّمة.
مدونة وطن “eSyria” تواصلت بتاريخ 8 كانون الثاني 2018، مع المهندسة المدنية “نجلا فياض” للحديث عن تجربتها الفنيّة، فتحدثت عن بداياتها قائلة: «نشأت في أسرة متوسطة العدد تحبّ العلم والعمل، وقد ظهرت ميولي إلى الفنّ منذ أن كنت في التاسعة من عمري، وخاصة أن أمي تعمل في الخياطة، وقد علمتني الخياطة والتطريز والشك، وجدتي أيضاً علمتني مبادئ “الكروشيه”، كنت أرى عملهما والإبداع به، فأخذت عنهما حبّ التشكيل والأشغال اليدوية، وساعدتاني على تنمية موهبتي، واستفدت من وجودهما في رسم خطوط تجربتي الفنية والمضي بها. جرّبت في البداية الأشياء البسيطة في الخياطة والحياكة، ثم انتقلت مع الوقت إلى تجريب أنواع الفنون اليدوية المختلفة والعمل بها، كـ”الكانافا”، والخياطة، والرسم على المرايا والقماش، والشك والتطريز، و”الكروشيه”، وصنع الإكسسوار،
نجلا فياض في أحد المعارض |
وحياكة الصوف، وصناعة الزهور، وطورت نفسي بالتدرّب الذاتي ومجلات الأشغال اليدوية وشبكة الإنترنت مؤخراً؛ وهو ما ساعدني على خلق أفكار وتناولها بروح فنية».
ربما الطبيعة كانت بالنسبة للمهندسة “نجلا فياض” مدرسة تعطي دروساً بالفنّ والإبداع، وتقول: «حبي للطبيعة وإقامتي في أغلب أيام السنة في “صلنفة” و”الدروقيات” و”الشبطلية”؛ تلك الأماكن ذات الطبيعة الغنية والجميلة، جعلتني أوجّه بوصلتي الفنية في اتجاه مختلف، وأصبحت أستخدم في أعمالي اليدوية كل ما تنتجه الطبيعة وأوظّفه بطريقة فنية تعطي العمل رمزية الطبيعة وجمالها، كما أضفت إلى قطع “الكروشيه” أشياء طبيعية؛ وهو ما جعل من يراها يظن أنه أمام مشهد طبيعي، فالطبيعة فنّ موجود بين أيدينا ونستطيع الاعتماد على مكوناتها في الفنّ وأشياء أخرى».
ثم عملت المهندسة “فياض” على إدخال
مجموعة من أعمالها |
إعادة التدوير إلى أشغالها اليدوية، وتحدثت قائلة: «مشاركتي في بعض المعارض في السنوات القليلة الماضية كانت نقطة تحول في مجال عملي الفنيّ، حاولت التميز بإدخال مفهوم إعادة التدوير إلى أعمالي وتطبيقه؛ فاستخدمت كل ما كانت تقع يدي عليه من ألبسة قديمة وزجاجات فارغة وعلب كرتون وأوراق الأشجار، وأعيد إنتاجها بأسلوب فنيّ، كما أستخدم قشور الفواكه والأعشاب البرية بعد تجفيفها، والفنّ للجميع؛ وذلك من خلال التحف والأشغال التي أقوم بتصميمها، حيث يستطيع أخذها الأطفال والشباب والنساء والشرائح كافة بتكلفة ممكنة ومتاحة لهم».
وتقول المهندسة المعمارية “مها خبّاز” عنها: «عملت “نجلا” على إظهار التجانس والتناغم في أعمالها الفنية، حيث نجد تناسق الألوان والتشكيلات الفنية المدروسة لديها، وهناك فكرة جديدة في كل عمل تقوم به، وأعمالها الفنية
مزج الطبيعة والكروشيه |
المجسّمة تحوي تناسقاً بالمواد المستعملة والتنسيق الحجمي المناسب وإدخال شغل “الكروشيه” إليها؛ وهو ما يعمل على ربط خارج عن المألوف لمجموعة مواد بسيطة وطبيعية، كما أنها تميزت باستخدامها مواد طبيعية وأخرى مستعملة وإعادة تدويرها».
الجدير بالذكر، أن المهندسة “نجلا فيّاض” من مواليد “اللاذقية”، عام 1961.