“حسام موسى”.. الاحترافية الممزوجة بالعفوية
الأحد 25 أيار 2014
اللاذقية
“حسام موسى” مصور فوتوغرافي موهوب، أحب التصوير منذ الصغر، ودخل إلى هذا المجال من أوسع أبوابه عندما عمل مراسلاً لقناة إخبارية، حيث استطاع أن يصور كل ما هو جميل بعفوية، ووفق قواعد التصوير العالمية، وباستخدام تقنيات تزيد من جمال صوره.
ولمعرفة المزيد عن المصور “حسام موسى” التقته مدونة وطن “eSyria” في 19 أيار 2014، حيث حدثنا عن بداياته قائلاً: «ابتدأ مشواري مع التصوير في سن الحادية عشرة من عمري، حين أمسكت كاميرا عادية وبدأت التصوير بها، كي أعتاد التعامل مع وجود هذه الأداة بين يدي وامتلاك مفاتيحها، وتآلفت معها بسرعة وأغرتني كثيراً فكرة التصوير، فسارعت إلى اقتناء الكاميرا الرقمية، وتعلمت تعديل الصور وتنسيقها، ودرست قواعد فن التصوير بمساعدة بعض الأصدقاء المبدعين وعبر البحث الشخصي في الإنترنت لتعلم ما يلزمني، وكانت تلك خطوتي الأولى في الدخول إلى عالم التصوير الفوتوغرافي الحقيقي».
عمل “حسام” مراسلاً لإحدى القنوات الإخبارية، فتحدث عن هذه التجربة مسهباً: «عملت منذ ثلاث سنواتٍ تقريباً كمراسلٍ لإحدى القنوات الإخبارية، بعد أن طلبني مؤسسها بالاسم، وبدأت التنقل بين “سورية، ولبنان” لتأمين الصور المناسبة للعمل، فاقتنيت حينها الكاميرا الاحترافية، وقمت بتغطية الاجتماعات وكل نشاطات القناة، وكانت البوابة الحقيقية لعملي في هذا المجال بمبادرة مني كي أكون متميزاً في عملي الذي أحب، والتقيت العديد من الشخصيات المشهورة وسنحت لي الفرصة لتصويرهم وضم صورهم إلى أرشيفي الخاص».
وتابع: «عملت أيضاً مراسلاً في أحد المواقع الإلكترونية، وكنت أرسل لهم صوراً من الطبيعة السورية الجميلة، وخاصة القرى المنسية والمجهولة، حيث أقوم بزيارة قرى الساحل السوري لاقتناص الصور المميزة للطبيعة والبيوت القديمة، والأدوات
من الطبيعة |
التراثية التي ما زالت تحفر بوجدان كل سوريٍ و”لاذقيّ” على وجه الخصوص».
وعما يجذب اهتمام “حسام موسى” للتصوير، أضاف شارحاً: «الجمال يغريني لتصويره بكل أنواعه من البشر إلى الطبيعة والحجر، وأحب اقتناص الصور التي لا تتكرر، فكنت أجلس ساعات طويلة بانتظار لقطة مميزة، فالمصور يقدم عمله من خلال العين وهي الحاسة الأسمى، والتصوير فن وذوق، وأنا أعلم بأنني أستطيع أن أقدم لغيري شيئاً جميلاً كصورة في مكان ما ولحظة لن تتكرر».
وأردف: «لا بد للمصور من استخدام التكنولوجيا الحديثة والتقنيات التي تزيد من جمال أعماله؛ لذلك أقوم أحياناً بتعديل بعض الصور باستخدام برامج معينة لإضافة ألوان وخلفيات وأشياء أخرى تخدم فكرتي، وتسمى “photo Art” لحصول على صور تحمل بصمتي وإبداعي الشخصي».
وتابع: «تطغى على صوري قواعد ومعايير معينة حاولت التركيز عليها لأضمن صوراً احترافية ودقيقة، وأبرزها قاعدة “التثليث” التي تنص على وقوع الأجزاء المحتواة في الصورة في إحدى أثلاثها، حيث إننا لو قسمنا الصورة الى ثلاثة أثلاث فسوف يقع كل جزء من محتويات الصورة في أحد الأثلاث، إضافة إلى الاهتمام بكادر الصورة والإضاءة والظلال وضبط فتحة العدسة لإعطاء صورة جميلة ومميزة».
وعن صناعة المكان وماهية الصور قال “موسى” شارحاً: «للمكان أهمية توازي جمال الصورة، وأنا أتدخل بشكل دائم لإحداث مكان ذي معنى وهدف، ففي إحدى ألبوماتي انتظرت
صناعة الصورة |
وقت الغروب وقمت بالتقاط صور لشباب يقومون بحركات جمبازية، فعَكَسَتْ الشمس ظلها عليهم ونتج عنها صور ظليلة رائعة، فعمدت إلى التقاط عدة صور سريعة للشباب أثناء أداء الحركة حيث لو قمت بتقليب الصور بسرعة بدت وكأنها متحركة على غرار أفلام الرسوم المتحركة».
الأنثى والطبيعة والتقاسيم البشرية الكبيرة حاضرة في صور “حسام”، فتحدث عنها قائلاً: «المرأة الجذابة عنوان الصورة الجميلة فهي تضفي من جمالها عبقاً يزيد بهاء الصورة وخصوصاً والعيون لأنها منفذ الروح وتحكي حكايات وخواطر بمجرد النظر إليها، وتحوّل الصورة الجامدة إلى أخرى تنبض بالحياة، كذلك الأمر بالنسبة للعجزة الذين نحت الزمن على وجههم تجاعيد تضج بحكايا شقاء وعمر وأصالة، ولكن أكثر ما أعشق تصويره هو الطبيعة الجميلة؛ لذلك كنت أشارك في مسيرات الطبيعة لأتوغل فيها وأقتنص مشاهد فريدة لم يسبقني إليها أحد، وحظيت من خلالها بصور مميزة للقرى السورية بكل فصول السنة لا أجمل منها ولا أروع، لمناظر خلابة يستحليها القلب والعين على حد سواء».
المصور الضوئي “بسام المنيزلة” تحدث عن “موسى” قائلاً: «”حسام” مصور موهوب يجيد تطويع الآلة التي يستخدمها لتكون شيئاً حياً بين يديه، ويمتلك عيناً تستطيع تحويل المشهد العادي إلى لوحة رائعة تتحدث عن نفسها، حيث يتعامل مع النور والظل بحرفية عالية، وهو بارع في إظهار جمال البورتريه والمشاهد الطبيعية المختلفة».
أما المصورة
Photo Art |
اللبنانية المحترفة “سحر عبدالله”، فقالت عنه: «”حسام” من المبدعين في مجال التصوير وقد تعلمت منه الكثير، لأن صوره تراعي قواعد التصوير العالمية، وفيها الكثير من العفوية التي نفتقدها عند من المصورين الحاليين، إضافة إلى الحس الوطني الكبير الذي تنضوي عليه صوره التي هي في رأيي من أجمل وأذكى المواضيع».
المصور “وسيم معروف”، أضاف: «يعكس تصوير “حسام” روحه العفوية وشغفه بالألوان الفرحة التي تميز صوره، ويتناول الوجه بطريقة مميزة تبين بصمته بين ازدحام من يحملون الكاميرات لمطاردة الصور الجميلة».