فوتوغرافيا
البرازيل بين استدارة الكرة والعدسة
المصدر: سحر الزارعي – الأمين العام المساعد للجائزة
أكتب لكم ونحن على أهبة الاستعداد للسفر في اتجاه أقصى العالم من جهة الغرب، بالتحديد الدولة الأكبر في قارة أميركا الجنوبية، هي دولة مصنّفة من فئة 5 نجوم، والعالم كله يعشق نجومها الخمسة الشهيرة المطبوعة على قميص منتخبها الوطني لكرة القدم، والذي حصد كأس العالم خمس مرات، وربما هذا أحد أسباب عشق وجنون شعبها بكرة القدم وبالفوز بشكلٍ عام.
عن البرازيل أتحدّث، بلد السامبا والكرنفالات والفرح، البلد الذي يرتبط عميقاً بالرقم 5، إذ إنها خامس أكبر دولة في العالم من حيث المساحة وعدد السكان الذين يقتربون من 200 مليون نسمة، يعيشون في بيئةٍ كثيفةِ الغابات والأنهار والطبيعة الخلاّبة الساحرة، التي تأخذ بلبّ كل فنانٍ وموسيقيّ وشاعرٍ وروائيٍ ونحّات، فما بالكم بالمصوّرين!
علاقة البرازيل بالصورة ليست جديدة، فقد بدأت في أواخر القرن السادس عشر حين ظهر فن الرسم بأسلوب “الباروكي” القادم من البرتغال، وظل سائداً حتى بداية القرن التاسع عشر، حيث بدأت تيّارات فنية جديدة في الظهور، كالكلاسيكية الجديدة والرومانسية والواقعية. البرازيل أنجبت قاماتٍ فنية كبيرة، كالرسّام الشهير مانويل دا كوستا أتايد. ولا ننسى من المعاصرين المصوّرة “هيلديغارد روزنتال”، والتي تُعتبر من أشهر روّاد التصوير في البرازيل، رغم أنها سويسرية الجنسية.
من أشهر ما يميّز الصورة في البرازيل هو الجنون، حيث تجد المصورين هناك مغرقين في التجديد الإبداعي وكسر التوقعات وتدمير قوالب الرؤى المألوفة للعين. فالفنانون البرازيليون محترفون في الرسم على الجدران واسفلت الشوارع وعلى وجوه الناس، وتمتدّ الغرابة لتصل للرسم على أنابيب الصرف الصحي..
والمصورون أيضاً لهم نصيبهم من الجنون، حيث يقتحمون المناطق العنيفة ويجازفون بحياتهم في غاباتٍ شديدة الخطورة، من أجل صورٍ يفخرون بها. الشعب هناك مدمنٌ للتحدي بنشر إبداعاته وجماليات إحساسه، في كل مكانٍ وبكل الطرق، يعشق التحدي الذي يقود للفوز، وإن لم يجد الفوز فهو يكتفي بالفرح. تصل بكم اليوم الجائزة الأكبر في العالم، إلى بلاد السامبا التي تنبض بحيوية الموسيقى التي تُعتبر أيقونتها الفنية أمام العالم، تحضر الجائزة في هذا البلد المكتظ بالمواهب الفريدة، لتواصل رحلة الترويج والتعريف والريادة الفنية، وفتح آفاق الفرص في القارة الرابعة على التوالي، بعد أن أصبحت الجائزة ناراً على علم في آسيا وأوروبا وإفريقيا، بفضل الجهود الحثيثة والطموح غير المحدود.
عشرات الفنانين البرازيليين، وأكثرهم من أصولٍ عربية، يترقّبون حدث الجائزة الأربعاء القادم، وهم يصنّفون أنفسهم بـ”العالميين”، لأنهم يحملون جيناتٍ إبداعية بنكهةٍ برازيلية لا غنى للعالم عنها، كالبن البرازيلي تماماً، ولا يشبهها شيء في تكوينها كما روايات “باولو كويلو”!
فلاش:
هل تُصاب الصورة البرازيلية بعدوى الكؤوس الخمسة؟
@SaharAlzarei