المصور الصُحفي رمزي حيدر >>> ــ
ذاكرة خزينها أحداثا امتزجت عناوينها ما بين الحرب والسلم
شهدت الصورة الصحفية في وطننا العربي حضورا لافتا للمصورين الصحفيين العرب الذين قدموا لنا الكثير والمثير من الاعمال التي وجدت طريقها في العديد من المواقع والصحف والمجلات العالمية ووكالات الانباء المتخصصة. .
سبق لنا وان سلطنا الضوء على الكثير من الاسماء لزملائنا المبدعين سواء في مجال الصورة الصحفية او غيرها من الميادين الاخرى والهدف من وراء ذلك هو اطلاع جمهور المصورين العرب على هذه الاسماء والتعرف عليها والاستزادة من تجاربها وخبراتها في فضاء الصورة الفوتوغرافية العربية والتعريف بهم .
محطتي تستضيف اليوم المصور الصحفي القادم من بلاد شجرة الارز ، لبنان الشقيق وهو الزميل الفنان رمزي حيدر المصور الصحفي الذي عمل بجدٍ وثبات متنقلا ما بين الاحداث سواء في لبنان وتوثيق الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على هذا البلد الجميل ثم الذهاب الى العراق في عدة زيارات لتسجيل الاحداث المتسارعة التي جرت هناك ثم شدّ الرحال الى دارفور لتغطية التطورات التي شهدتها السودان آنذاك ثم اليمن وعدد اخر من الدول العربية والأجنبية . كما كان للزميل رمزي النصيب الجميل ايضا في تغطية احدى دورات الالعاب الاولمبية. .
يقول رمزي حيدر ، عندما قررت أن أكون مصورا صحفيا أدركت تماما حجم المخاطر التي تحيط بي ، ثم لقناعتي ان نقل الحقيقة كاملة كما هي من دون اية اضافات او تمثيل ينبغي عليك كمصور صحفي أن تكون الى جانب فوهة البندقية والمدفع ومع المقاتلين وفي اخطر الأماكن مع توخي الحذر حينما يتطلب منك الواجب في المواقف الصعبة لذلك نجد الكثير من صُناع الصورة الصحفية وقد سقطوا شهداء ايمانا منهم في نقل الحقيقة التي قد تكون غائبة عن العالم .
إذن فالمصور الصحفي الحقيقي هو الذي نذر حياته من أجل هذه الحقيقة حتى تصل الى العالم غير منقوصه .
إنسانية رمزي حيدر تلك التي استنبطتها منه في حديث معه قبل اكثر من سنة تقريبا عندما حدثني عن الحرب الاهلية في لبنان وقد دونتها لمحطتي هذه وانا اسرد تفاصيلها اليوم إنه كان يحمل كاميراته في مهماته التصويرية متجولا بين دمار المدينة الجميلة التي شوه وجهها السياحي الجميل القصف الوحشي وسموم قذائف الحرب وقد بان ذلك واضحا في الشوارع كذلك حطام المنازل وركام البنى التحتية المدمرة .
التفت يمينا وشمالا والحديث للفنان رمزي حيدر لترى عيني الباكية محلات وقد دمرت ، و دمى الاطفال وقد اندثرت تحت حطام المنازل ، أما جثث الابرياء فقد كانت اشبه بملحمة الموت ذلك الذي اراه بعيني وأشمُ رائحة الاجساد المتفحمة والممزقة ، يا إلهي ماذا حل ببلدي الجميل.
ان الذي قادني للكتابة عن هذا الفنان هو كم وغزارة المعلومات التي استجمعتها منه عبر نقاشات جانبية عابرة لم تكن مخصصة أصلا للحوار على الاطلاق لذلك قررت ان استعين بخزيني الذي استرشفت منه الكثير والمثير ايضا من احاديث حزينة لتحتفظ بها ذاكرتي حتى جاء اليوم كي اسلط الضوء على الاستاذ رمزي حيدر في محطتي البسيطة هذه والتي اعترف انني لو كتبت عنه في عدة زوايا لا تغطي مساحة 10% مما يمتلكه ابا مروان من تأريخ طويل لأرشيفٍ زاخر في عالم الصورة الصحفية وبشهادة الكثير من زملاءه وأصدقائه.
الصورة الصحفية وأماكن تواجد الزميل رمزي فيها كفكر وعين ومهنة تأتي عبر تأملات عميقة للحدث قبل الشروع في التصوير كما يروي ذلك ، لذلك دائما ما يكون حريصا للحضور في مواقع الحدث قبل التصوير بساعات حرصا منه على قراءة الاماكن بشكلها الصحيح ومن ثم الشروع بالتصوير بشكل مهاري .
الفنان رمزي حيدر الذي عمل في فرانس برس ورويترز وغاما للصور ويونايتد برس انترناشيونال بالإضافة الى صحف ومجلات لبنانية حملت أعماله الكثير من الاحترافية والشمولية في ترجمة الاحداث بمسمياتها وطبيعتها .
من يتأمل أعمال المصور الصحفي رمزي حيدر في عمق الاحداث يدرك تماما ان توثبق اللحظة وخاصة المحتدمة المشتعلة لا تقف عند نقطة التكوين لتلك الصور بسبب نيران الحرب الملتهبة . فالمحتوى المهم من وجهة نظر الزميل حيدر أهم بالنسبة لمؤسسته الصحفية لذلك وفي هذه النقطة بالذات تثبت قدرة المصور الصحفي على تأدية دوره المحوري في اثبات حقيقة ومجريات الحدث ومن قلب الحدث .
أما بالنسبة لمقومات الصورة الصحفية يقول الزميل رمزي ، إن الاحداث التي جرت في العراق والاجتياحات المتعددة في جنوب لبنان والانتفاضة الاولى والثانية في فلسطين وغيرها حتى وإن اختفت عن الذاكرة الا انها محفوظة ارشيفا وتاريخا من خلال الصورة الصحفية التي تحيي وتجدد الهام الذاكرة … الصورة الصحفية وثيقة تؤرخ الحدث … الصورة الصحفية هي مهمة انسانية تنقل معاناة الاخرين في الحياة ما بين الحرب والسلم.
ان مسيرة 34 سنة مليئة بالمغامرات والمخاطر من عمري كما يقول حيدرعشت خلالها ما بين الفرح والحزن ، الالم والسعادة ، وفي المجهول والمعلوم ، ثم التفكير بعائلتي وبلدي وأصدقائي كل ذلك أشعر ويشعر به معي جميع زملائي فرسان الصورة الصحفية في العالم العربي
حزمة _ضوء //ـــ العالم لا يأتي بين يديك إلا عبر صورة صحفية فوتوغرافية كانت أم متلفزة ” صُناعُها مصورون أبطال “.
لشهداء الصورة الصحفية أقول ” أنتم أكثر منا منزلة ” رحمة الله عليكم .
لجميع المصورين الصحفيين في عالمنا العربي أقول لكم ، حمدا لله على سلامتكم .
وفي الجعبة الكثير من مواضيع لمسيرة مصورين صحفيين أتشرف بهم وبعطاءاتهم وبأخوتهم فهم سيرة ومسيرة .
#مواضيع_لكاتبها
#اديب_العاني
Adeeb Alani مع Ramzi Haidar.
مجلة فن التصوير: