الفنان أسد عزي – السيرة الذاتية
من أهم الفنانين الفلسطينيين في اسرائيل ومن الفنانين الرواد في البلاد عامةً بالجيل الأخير. ولد عزي عام 1955 في شفاعمرو وكان البكر من بين خمسة أخوة. حصل على لقبه الاول من جامعة حيفا (1976-1980) ومن ثم استكمل اللقب الثاني في تاريخ الفن في جامعة تل أبيب (1980-1981). بعد أن انهى تعليمه قرر الاستقرار في يافا، وانضم في تلك السنوات لمجموعة الفنانين “لحظة” التي ضمت كل من دافيد ريف، دافيد فكشطاين، رؤوفين زهافي، يورام كوفرمينتس وافيشاي ايال. وقد كان المشترك لأعضاء هذه المجموعة تعاطيهم مع المواضيع السياسية والاجتماعية المشحونة وخروجهم ضد البرجوازية، النخبوية وإقصاء الثقافة الشرقية في البلاد.
عزي الذي درّس الفن وما زال في العديد من الكليات في البلاد، يرسم منذ أكثر من ثلاثين عاماً ولكن على الاختلاف من فنانين كثر من أبناء جيله فهو لم يحاول اعتماد وسائل أخرى وبقي مخلصاً للرسم فقط.
مع ذلك فهو يقول: “آخر شيء يمكن أن يقال عني أنني رسام، يجب أن أبحث عن تسمية أخرى. كمدرس أعرف أن أعلم ما يمكن عمله مع الألوان، لكن عندما يتعلق الأمر بي يصبح مختلفاً كلياً. لم أتعلم الرسم قط. أتيت من مجال النحت حيث درست لدى شوشانا هايمن في جامعة حيفا. نحتت في الخشب والحجر نساء سمينات عاريات. كان هذا عبارة عن توجيه وخيار آخر لم يكن قائماً. عندما بدأت الرسم تناولت مسألة الهوية لكن هويتي كانت نحاتاً. في السنوات الأخيرة رسمت مستعملاً ملعقة النحاتين. في مجال الرسم أعلم نفسي بنفسي. تعلمت الرسم من كتاب رودولف أرنهايم. تعلمت نظرية الألوان من يوهانس أيتين، وحتى اليوم أنا الوحيد في مدرسة الفنون الذي يدرس نظرية الألوان.”
وكما تكتب جاليا بار اور في مقدمة كتالوج “فارس رحال“: “أسد عزي مرغم أن يكون “رساماً“، وهو يدخل في شخصه وعمله تصور الرسام. هذا ما رسخ في الوعي منذ ظهوره في تل أبيب في معرض فردي في صالة العرض “احاد عهام” عام 1985. رسومات عزي هي تأشير مسار يتشكل في العالم وفي البلاد، انعطاف العودة الى الرسم. لكن قلة من زملائه الرسامين فقط التزموا الرسم كأسلوب حياة وانشغلوا مثله في ضمان الرسم الذي يواجه ترسبات ثقافية نفسية، ذاتية وجمعية. رغم أن أعماله كانت معلماً فإن التصوير “أسد عزي رسام” بقي بعيداً عن عزي بعد الشرق عن الغرب“. وتضيف: “لغة عزي ليست لغة “رسام” بل لغة هجينة. إنها لغة الكيانات الهجينة، لغة التباين التي تتحدى بطريقتها الثانوية قوانين الفصل التي يجب ألا تخرق. عن طريق انتهاك هذه القوانين هي تهدم، تفكك هويات ومجالات، تقوض مسلمات الذوق والصياغات المتماسكة. من هذا المنطلق ان لغة عزي هي “لغة جميع الأخطاء الممكنة“، لغة “لا توجد تقنية“، لغة احتواء التشويش، لغة التنضيد ذات القطب الخشنة المرئية، لغة طبقة دهان فوق طبقة دهان وطبقة دهان أخرى. تماثل عزي وتماهيه ليس مع النظام، الأمة، المنشأ، والأصل. بل تماثله وتماهيه مع الرسم المتعدد، من وجهة نظر تتجاوز المنطقة التي تنتج– بطريقتها– تفكيك مناطقية اللغة الثانوية“.
تأثر عزي بفنانين غربيين من بينهم لوسيو فونتانا، مارك روتكو، ارشيل غوركي، جوتو دي بوندوني وغوستاف كوربيه. بيد أنه لم يوجه نظره الى الغرب فقط فكثير من المواضيع التي يتعاطي معها في أعماله هي محلية كما نستطيع أن نرى في مجموعة “والدي جندي” التي تتناول موضوع الجندية والخدمة العسكرية المفروضة على الدروز في اسرائيل او في مجموعة الحمار الذي يأخذه رمزاً للديانات والثقافات المختلفة من حوله. ذلك الى جانب مواضيع أخرى أبرزها المرأة والعلاقات بين الجنسين والرسومات العائلية والبورتريهات الشخصية.
رسومات عزي هي مفترق تلتقي فيه الكثير من الأساليب، مصادر الإيحاء، المواضيع والتقنيات. حيث يصهر في أعماله ثيمات من تاريخ الفن مع تفاصيل اوتوبيوغرافية حقيقية ومتخيلة، أصداءً من الثقافة الفلسطينية، معالما من الثقافة الرائجة، الشرق والغرب من خلال تنقيب مستمر في لغة الرسم. ومثلما تستقي أعماله من الثقافة العربية ومن الثقافة الغربية على حد سواء، تلتقي فيها كذلك الجوانب الشخصية مع الجوانب السياسية العامة. يعتمد عزي في أعماله بالأساس على تقنية الكولاج حيث يجمع ويلصق مواد مختلفة، خرائط ومخططات بيوت وكذلك علامات موسيقية يضيف لها الرسم والاسكتشات. كما قام في العقد الأخير باستخدام متزايد لصور من ألبوم الصور العائليّة كمصدر مركزي لأعماله. كلّ صورة تظهر في عدد كبير من الرسومات متشابهة الموضوع، بيد أنه يستخدم أساليب رسم مختلفة. ويكشف هذا التسلسل لغته الفنيّة المتميزة وكذلك موقفه المتغيّر في إزاء الذاكرة البيوغرافية النابعة من الصورة.
وتحتل مسألة الهوية مكانة مركزية في أعمال عزي، ان كانت هوية الفنان أم هويته كدرزي وكعربي في دولة اسرائيل. فنراه يكثر من جهة من اقتباس أعمال من تاريخ الفن الغربي ليلبس عليها زخرفات ذات طابع شرقي وليبرز التناقض فيما بين مركبات اللوحة. ومن جهة أخرى، نراه يكتب على بعض البورتريهات الشخصية “أنا عربي جيد” او “أنا عربي قذر“. وفي معرض بحثه الدائم عن المعنى وعن مكانه في العالم عادة ما يصف نفسه في البورتريهات الشخصية كمن يرسم وهو عاري، كأنه يبحث عن اعتراف لمجرد كونه انساناً، بغض النظر عن الهوية القومية، الاجتماعية او السياسية. ويرى البروفيسور مردخاي عومر بأن اقتباس عزي لفناني الماضي مرتبط أيضاً ببحثه عن الهوية: “عزي منقسم بين ثقافات مختلفة لا ينتمي لأي منها بشكل كامل. ويبدو بأنه وجد بيته، هويته، في الفن، كفنان ينتمي لسلالة فنانين“.
ويشير عزي في هذا السياق: “عملياً ما أريده هو الحديث عن المجتمع، عن الناس، عن العلاقات، عن الحياة، عن الصراعات. أنا أريد عن طريق الفن أن أفهم الحياة، أن أتعلم كيف أتصرف فيها. هذه أداة. ربما كان من الأفضل بأن أكون عاملاً اجتماعياً ولكن كل ما احاول القيام به هو الحديث عن الحياة كما أفهمها بتلك اللحظة وباللغة الأقرب والتي تسمى رسماً. وقد تكون هذه كليشيهيه، كلاسيكية، بسيطة او غير ذلك. انا اغير وأبدل بحسب الطريقة التي أفهم فيها الفترة.” ويوضح: “أنا لا أشعر بأنني أنتمي لمجموعة ما. من ناحيتي لا توجد حقيقة مطلقة. لغتي لا تغوص في المستنقع القذر للمحلية، للقبائلية. لم يهمني في أي مرة بأن أظهر كيف يرسم الدرزي او العربي. انشغالي بالفن هو انشغال بتاريخ الفن، بالفن الغربي. انا لا آتي وافحص ان كان مسموح لي ام ممنوع، عاطفياً او اخلاقياً، بأن استخدم يسوع ومريم، بأن استخدم موسى او رمز نجمة داوود. هذه ثقافة ولغة لا تسري عليها السياسات اليومية لهذا العالم“.
وربما يتجسد هذا في هروب عزي بالسنوات الأخيرة من المشاهد الانسانية اليومية الى عالم من الفنتازيا، عالم مثالي لا وجود له، حيث الغابات والشخصيات العارية التي تحررت من المجتمع والمخلوقات الميثولوجية التي ترقص وتغني وتشرب. ويوضح الباحث حسني الخطيب شحاده في هذا السياق: “العري النسوي في أعماله يحرض ضد حدود الممنوع في الثقافة التي ترعرع فيها.. عزي يقلب موازين القوى عندما يختار عرض الرجل كمن يغسل قدمي المرأة او عندما يرسم مجموعة نساء وهن يغتسلن بينما تقوم احداهن بملاطفة اعضائها الحميمية دون أي خوف او خجل. ولا يبقى أمامه إلا أن يعبر عن اختلاط مشاعره بواسطة الكلمات “الله!” او “الله وأكبر” والتي تعبر عن انفعاله منها ولكنها تحرض أيضاً ضد قيود الدين والتقاليد“.
“للفنانين هناك مكانة أخلاقية تمكنهم من قول أشياء يصعب على المجتمع سماعها ولكن هذا واجبهم ولو أنهم يقومون بالتخلي عنه مع الوقت.”، يقول عزي. وربما يلخص عزي خصوصيته حين يعلل اختيار اسم “فارس رحال” للمعرض الشامل وشبه الاستيعادي الذي اقيم له عام 2015 بقوله: الفارس لا يكون متنقلاً عادةً، بل في خدمة امير او ملك، يقوم بحماية شيء ما. أما الفارس الرحال فهو شخص يبحث عن مملكة“.
2017-12-26 منح لقب بروفيسور للفنان الشفاعمري أسد عزيقررت لجنة مجلس التعليم العالي ، منح ابن شفاعمرو البار الفنان العالمي أسد عزي لقب بروفيسور بجدارة كفنان تشكيلي ، بعد مسيرة طويلة في عالم الفن المحلي والعالمي
|
مقالات بقلم البروفسوراسد عزي
اسد عزي الانباء, 1977 “سقوط” قصائد, الانباء,الجمعة,11/11/1977,ص5
اسد عزي الانباء,1977 “4 قصائد” الجمعه,01/04/1977,ص5
اسد عزي الانباء,1977 “اشعار” الجمعة,25/11/1977 ,ص5
اسد عزي الاتحاد,1985 ” المعرض اليهودي العربي في متحف القدس” 14/01/1985
اسد عزي الاتحاد,1985 “الأرض في الفن الفلسطيني” 05/04/1985
اسد عزي الاتحاد,1985 “جوله في معرض الفن التشكيلي الفلسطيني-الإسرائيلي في حيفا”20/04/1985
اسد عزي الاتحاد,1985 “خمس فنانات يرفعن اعلامهن في تل-ابيب”07/04/1985 ص39ا
اسد عزي الاتحاد,1985 “غاليريا احاد هعام”19/04/1985
اسد عزي الاتحاد 1985 “غزو لبنان في عدسه مصور إسرائيلي, سمحا شيرمان”23/04/1985
اسد عزي الاتحاد,1985 “الفنان التقدمي دافيد ريف” 06/05/1985
اسد عزي الاتحاد,1985 “الفنان تسفي جولدشتاين يحطم المسلمات” 12/06/1985
اسد عزي الاتحاد, 1985 “حقيقه تجاهل وسائل الاعلام الإسرائيلي للفن الفلسطسني” 25/10/1985
اسد عزي الاتحاد, 1985 “جاليريا احاد هعام بتل ابيب ” 19/04/1985
اسد عزي الاتحاد,1985 ” يورام كوبرمينتس, فنان يهودي يرسم بالخط العربي “17/05/1985
اسد عزي كتاب المبادره,1986 “الاهداف الكبيره للفن التقدمي المعاصر” كانون الثاني 1986,ص25-26
اسد عزي الاتحاد,1987 “انزو –بنزو,مسرحيه الداد زيف” 25/06/1985
اسد عزي الاتحاد,1987 “معرض الرسامه ليندا زاندهاوز” 1987
اسد عزي الاتحاد,1987 “حول تمثال المسيره لحسن خاطر”03/05/1987
اسد عزي الاتحاد,1990 ” ضوء الخلاص” 13/10/1990, ص4
اسد عزي الاتحاد,1990 “الفنان يعقوب ميشوري لم يبع ضميره”10/12/1990,ص4
اسد عزي الاتحاد,1990 “روعي كوبر,مصور فوتوغرافي” 23/09/1990
اسد عزي الاتحاد,1990 “فيليب رنتسر,نحات ورسام وموسيقي” 10/09/1990
اسد عزي الاتحاد,1990 “دافيد ريف,فنان الاحتجاج والمعارضه” 30/10/1990
اسد عزي الاتحاد,1990 “اوري كاتسنشتاين,فنان مولتي ميديا” 03/10/1990
اسد عزي الاتحاد,1990 “ارنون بن دافيد,اخر طييبي سدوم” 25/11/1990
اسد عزي الاتحاد,1991 “جدعون جحتمان:انتقل الى رحمته تعالى” 02/01/1991, ص4
اسد عزي نص لمعرض “غربه الوعي” جاليري نيللي امان,شارع جوردون تل-ابيب ربيع 2006
اسد عزي الميزان,1992 ” اطفال صدام” الميزان,مقالات واراء,اذار 1992,العدد الخامس,ص 2
اسد عزي الميزان,1992 “مصلوب الفنان ولو كان اسدا” الميزان/مقالات وآراء,1992,ص2
اسد عزي الميزان,1992 “ريشه…..وفنجان قهوه” الميزان/فن,نيسان 1992, ص5
اسد عزي الروتاري العالميي “قصائد” 4/11/1993, ص”22.24
اسد عزي آخر تحديث ” ازمه الفن التشكيلي في اسرائيل” مدار, 9/6/2003
مقالات عن البروفسوراسد عزي
أبو الديب,1975 “اسد عزي من شفاعمروا” الانباء,31/10/1975,ص5
فايز عزام,1976 “وانطفاْ فجاْه” الهدى,آب 1976
ميشيل حداد,1976 “تحت اقدام المصير” صدى التربيه/في الادب والفن,15/12/1976
الانباء,1976 “صدور ديوان شعر لشاب درزي” الانباء,09/08/1976,ص2
نبيل شحاده,1977 “على هامش معرض الرسوم في شفاعمروا”الانباء,22/07/1977
عبد عابدي,1980 “كلمه الحب والغضب في معرض اسد عزي” الاتحاد,الجمعه,تشرين الثاني 1980,ص4
جهاد سعد,1980 “إنجازات خارج لغه الام” الاتحاد الفني/الاتحاد الثقافي,12/09/1980
الاتحاد,1981 “خمسه فنانين عرب جدد في رابطه الفنانين” الاتحاد,الجمعه,6 شباط 1981,ص4
المجتمع,1982 “معرض الرسام اسد عزي” المجتمع,خريف 1982,ص49
عفيف شليوط,1985 “اول عربي يدخل فنه المتاحف الاسرائيليه” الاتحاد,10/05/1985
نايف خوري,1988 “فنان يعرض مجتمعه ويفرض نفسه عليه” الانوار,تموز 1988
يغئال بن نون,1988 “اسد عزي ورقم هويتي” لقاء,العددان 10-11,خريف-شتاء 1988,ص 183-184
زياد شليوط,1991 “لو خيرت لاخترت طريق الفن” كل العرب,02/12/1991
الاتحاد,1993 “تكريم عالمي للرسام اسد عزي” الاتحاد,04/10/1993
بابكر عثمان,1997 “بقي لنا أبو العافيه والبحر والسمك” الوطن/لقاءات,29/03/1997,ص
كريم ذباح,1998 “اسد عزي في قاعه الواسطي بالقدس” القدس/فنون تشكيليه,12/03/1998,ص2
الأيام,1998 “افتتاح معرض للفنان اسد عزي في مركز السكاكيني”الأيام,09/03/1998
الأيام,1998 “افتتاح معرض للفنان الجليلي اسد عزي” الأيام, 10/03/1998
الأيام,1998 “اسد عزي-دعوه” الأيام,11/03/1998
الحياه الجديده,1998 “غدا افتتاح معرض للفنان اسد عزي في مركز السكاكيني”الحياه الجديده,08/03/1998
القدس,1998 “معرض تشكيلي في السكاكيني غدا” القدس,08/03/1998
جمال حسن,1998 “اسد عزي….ما بعد الحداثه…..ولكن بأسلوب عربي” فصل المقال,02/10/1998
الاتحاد,1998 “اول معرض فردي لاسد عزي في الوسط العربي” الاتحاد/اخبار20/09/1998,ص7
فصل المقال,1998 “المعرض التشكيلي للفنان اسد عزي” فصل المقال/فكر,ادب,ثقافه,18/09/1998
ملحق الصناره,1998 “اسد عزي اول معرض منفرد في الوسط العربي” الصناره,25/09/1998
ياسمين مخلوف,1998 “دردشه قصيره مع الفنان اسد عزي” فصل المقال,25/10/1998, ص30
رنا عناني,1998 ” مفردات تراثيه ترفع رمزيه الحياه الفلسطينيه لمستوى الفن المعاصر” الأيام,12/03/1998
ياسمين مخلوف,1998 “رحال لا بيت له” فصل المقال,فن ادب ثقافه,09/10/1998,ص27
عبير ياسين,2000 “اسد الفنان لا يتردد في عرض نفسه بصوره ساخره” الثقافي,11/02/2000 ص5
كمال ملحم,2004 “تجليات العاشق وحوار الذات مع الانا الأخرى ومع الاخرين” الاتحاد, الجمعه 2/4/2004
مليحه مسلماني,2009 “النكبه في الخطاب الثقافي الفلسطيني” جريده حق العوده,عدد 24, 01/12/2009
Tags: أسد عزي,