امرأة في حياة بيكاسو Picasso:
اليوم 8 نيسان يصادف ذكرى وفاة الرسام الاسباني بابلو بيكاسوPablo Picasso
(ولد 1881/10/25- وتوفي 8 نيسان 1973).
في عام 1943 تعرف بابلو بيكاسو (62 عاما)على الفنانة التشكيلية الشابة فرانسواز جيلو ( 22 عاما ) “Françoise Gilot” وقضى معها عشرة سنين من حياته قبل ان ينفصلا ..وانجبت له طفلان: كلود 1947, و بالوما 1949. لكنه في عام 1953 انشأ علاقة مع امرأة اخرى وهجر فرانسواز ثم انفصلا… بعد انقضاء احد عشر عاما على انفصالهما نشرت فرانسواز كتابا بعنوان “Life with Picasso”.. وعن حياتهما انتج فيلما شهيرا لعب دور البطولة فيه الممثل البريطاني الشهير “أنطوني هوبكنز”..
-تحرير د. نزيه بدور-
نساء في حياة بيكاسو(1)
تقول مايا بيكاسو Maya Picasso ان كل الذين صاحبوا بيكاسو من النساء او الرجال تحولوا الى رواة وكتاب اصدروا مئات الكتب والمقالات عن حياته واعماله واصبحت في غالبيتها مادة تجارية دسمة اغرقوا فيها مكتبات واسواق العالم .. وفي هذا المشروع سنتحدث عن عدد من نساء بيكاسو اللآتي لعبن دورا مهما في حياته الفنية خلال عمره الفني الطويل، وكن السبب الرئيسي في شهرته وتألقه …
دورا مار –Dora Mar
ولدت دورا عام 1907 في باريس وكان والدها جوزيب ماركوبيش من اصل كرواتي تعلمت اللغة الاسبانية عندما كانت عائلتها في الارجنتين وبعد انفصال الوالدين عادت الى باريس وكان عمرها 19 سنة . درست الفن في مدرسة الفنون الجميلة قسم الرسم ثم قسم الديكور ثم قسم التصوير الفوتوغرافي . بعد ذلك فتحت لها محلا للتصوير الفوتوغرافي في باريس بمساعدة والدها عام 1934 . وكانت تزود بعض الصحف في صورها النادرة والجميلة والتي اشتهرت من خلالها في باريس في عقد الثلاثينات ..
انتمت الى التيار اليساري واصبحت عضوا فاعلا ’ كما انتمت الى جماعة السرياليين بزعامة اندرية بريتون وغيره . وكانت مثقفة وفنانة حادة النقاش .
بيكاسو ودورا:
تعرف بيكاسو على دورا عام 1922 وكان عمرها 29 سنة وعمره 45 سنة وفي نفس الوقت كان بيكاسو مرتبطا مع امرأة اخرى تسمى ماري تيريسا … ؟ والتقى الاثنان عدة مرات في شواطئ mougins في فصل الصيف على سرية من امرهما .. وكان معهما في هذه المتعة جماعة من السرياليين امثال اندريه وجاكليني ولي ميير والوارد .. كانت دورا أمرأة فاتنة حسنة الجمال وقوية في شخصيتها وثقافتها اسحرت بيكاسو ودوخته . وقد رسمها بيكاسو عدت مرات بمختلف الوضعيات والتقنيات . رسمها في اول الامر جميلة رائعة المظهر باسلوب واقعي، ثم رسمها باسلوب تكعيبي فحطم شكلها وجعلها باكية، وقد اطلق على هذه اللوحة اسم – المرأة الباكية – كان ذلك عام 1937 . وفي هذا الوقت اندلعت الحرب الاهلية في اسبانيا.. وكلف رئيس الجمهورية الاسبانية بيكاسو بعمل لوحة للجناح الاسباني في المعرض العالمي في باريس لاعطاء صورة جميلة للبلاد، فرسم بيكاسو – جرنيكا –
كانت دورا قد هيئت مكانا كبيرا لبيكاسو لرسم جرنيكا وكانت قد ساهمت في بعض تفاصيل اللوحة من ناحية الارشاد والافكار، وكانت هي اول من صور اللوحة في كامرتها الشخصية .. ثم تركت دورا مهنة التصوير الفوتوغرافي وباعت كل ادواتها الحرفية الى بيكاسو . وكرست حياتها للرسم … ورغم فترة الحب والعشق الجنونية وتضحية دورا بكل ما لديها من اجل بيكاسو، فقد تركها عام 1946 وتحول الى اخرى (كعادته) .. وكانت فرناندي اوليبير قد ذكرت في مذكراتها (ان كل امرأة في حياة بيكاسو هي عبارة عن مشروع جديد وبداية حياة فنية جديدة) .
المرأة الباكية – رواية للكاتبة الكوبية
رسم بيكاسو دورا باسلوب تكعيبي ظهرت فيه محطمة باكية عام 1937، ويبدو ان بيكاسو يرسم اشكال نساءه حسب العلاقة التي تربطه بها اذا كانت متوترة او فترة غرام .. الكاتبة الكوبية ثوي بالديس Zoe Valdes كتبت رواية رائعة عن هذا الموضوع اسمتها – المرأة الباكية La mujer que llora – –
و قد حصلت على جائزة اثورين عام 2013 – (68 الف يورو) -في مدينة القنت الاسبانية Alicante وكانت الرواية تحكي عن حياة الفنانة السريالية- دورا مار مع بيكاسو – والتي عاشت معه وانطبعا الاثنان في حب ومتعة غريبة خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الاهلية الاسبانية .
وذكرت الكاتبة ان دورا بعدما تركها بيكاسو خاب املها وتحطمت حياتها واخذت تكتب عن ذكرياتها معه خلال العشرة سنوات الماضية. وذكرت بان دورا كانت قد اعطت المثل الاعلى للحب والسند القوي لبيكاسو في كل الظروف ومثلت ايضا الاتجاه الاجتماعي في محاربة الفكر البرجوازية والضمير الحي للفنان . كما ذكرت انها امضت ست او سبع سنوات في كتابة الرواية تخللتها بعض التوقفات والتحقيقات الكثيرة .. وكانت دورا مار فنانة سريالية ونحاتة ورسامة ومصورة فوتغرافية قد منحت الحياة لبيكاسو وفنه وشهرته وعندما توفى بيكاسو عام 1973 سألوها عن غيابه قالت (لقد عشنا سنوات عشق سرية كانت من اجمل ايام حياتي .. .. ..). ماتت دورا مار عام 1997 وكان في ملكيتها 130 لوحة وتخطيط لبيكاسو وقد تركتها للورثة ..
د. كاظم شمهود