قامت Manal Zaffour
وهي حكاية النسيج…نساجة ماري نوراما
نسيجنا السوري الجميل..الرائع.المجدولة خيطانه ببركة ومحبة وعشق اﻷرض…
من حكايا سوريا والسوريين ..
حكاية النسيج ..
حياكة ماري (نوراما)… وعند خاشيرا الخبر اليقين ..
والنساجة آراخني الفينيقية ..وتحديها لربة الحرف والفنون..
وأول معمل للغزل والنسيج والحياكة بالتاريخ…
بتحكي المصادر التاريخية واﻵثارية بسوريا القديمة ومع بداية ظهور المدن والقرى اﻷولى بالتاريخ انو كان (نول النساج وعجلة الفاخوري) موجودين ومرافقين لتطور الحياة اﻹنسانية اللي كان أهم أولوياتها البدائية والعفوية هي تأمين الحاجات المعيشية من أكل وشرب ولباس ومأوى.. والملفت بهالكلام وجود (نول النساج وعجلة الفاخوري) ومرافقتن لتطور اﻹنسان من بداية التاريخ ..لهيك رح احكيلكن حكاية النسيج (ومنحكي حكاية الفخار بعدين) ..في حكايتين مشهورات عن النسيج :
اﻷولى اكتشفوها بمملكة ماري عا ضفاف الفرات موجودة عا رقيم تاريخه 1700 ق.م وصارت عا زمن الملك زمري ليم :
حكاية_ (حياكة ماري : نوراما)…
وهي ست ترملت بكير وعاشت وحيدة مع بنتها (معراة عشتار)..واتبنت طفل اسمه (حمو ايبو) ..وبدأت نورما مسيرة كفاح لتعيش بكرامة..وكانت شاطرة كتير بالنسج والحياكة وبتشتغل بالمغزل وعالنول وما في حدا بيقدر ينافسها بالشغل ابدا..واشتغلت بمشغل للغزل والنسيج بالمدينة وبتتعرف فيه على (خاشيرا) اللي بتخلق بينهم صداقة قوية وعميقة ..
وهالخاشيرا كانت صبية نشيطة اجتماعيا وبتتميز بالحركة والحيوية وبتعرف كل خبريات الناس ومابيخفى عليها سر لدرجة انو الناس بيعتبروها مرجع لﻷخبار وطلعوا عليها مثل بيقول : (عند خاشيرا الخبر اليقين) مو عند جهينة..وبهالحكاية بتلعب دور كتير مهم بحياة نورما وبتساعدها وبتوقف جنبها بكل ظروف حياتها ونورما كانت مجتهدة كتير وبارعة بالنسج والحياكة لدرجة انوالناس شهدولها بفنها وتقانتها وابداعها وشبهوها (بالربة حياكة اﻷقدار.. عشتار) واشتهرت بالمدينة ..و صارت مشغولة كتير لدرجة ما بتتوقف ايدها ونولها عن الحياكة .. هالشي خلق حوليها الحساد والغيورين اللي حاولوا يستغلوا
شغلها وجهدها و حاولوا يعطلوها عن شغلها…فطعموا ابنها بالتبني عشبة سببتلوا الجنون واتهموا بنتها بهالجريمة…فما
كان من نورما إلا انو تعترف انها هي اللي اقترفت هالذنب لحتى تمنع العقاب عن بنتها واتحاكمت بعقوبة القاء نفسها بنهر الفرات (حسب العادة بالعقوبات بزمنن) .. ورمت حالها بنهر الفرات وبايديها ماسكة مغزلها والعود اللي بتلف فيه الصوف..وغرقت وضل المغزل بألنهر عم يغزل النسيج دون توقف..(تفسير وجود نبات الطحالب اللي بيعيش باﻷنهار على شكل نسيج مغزول ومتشابك) ..
ومن حكاية نوراما الحياكة المخلصة والمضحية اللي بتندر حياتها لبنتها و بتعيش معاناة ومآسي كانوا دافع الها لتبقى قوية ومخلصة بعملها ﻵخر لحظة بحياتها و اللي بتجسد الصراع اﻷزلي بين الخير والشر وصراع اﻹنسان مع الطبيعة من أجل الحياة.. ومننتقل عالحكاية التانية : (النساجة آراخني) :
وآراخني بنت فينيقية فقيرة ومعترة أبوها عامل فينيقي بيشتغل بصباغ اﻷرجوان اسمو (ادمون =ادمو يعني صباغ اﻷرجوان) … وكانت آراخني موهوبة كتير وبارعة بالحياكة والنسج وكانت تتباهى بقدرتها على نسج أثواب وأقمشة بتتفوق بجمالها وبراعتها على قدرة ربة الفنون والحرف (عشتار النساجة)..وسمعت الربة هالكلام..فنزلت لعند آراخني وهي متنكرة بهيئة عجوز وشافت مهارتها الفائقة وبراعتها..وحذرتها من كترة التفاخر والتباهي بعملها وعدم شكرها للربة على هالنعمة والموهبة ..بس آراخني ما ردت عالعجوز وهون كشفت الربة عن هيئتها الحقيقية وأعلنت عن قبولها الدخول بمنافسة معها..واتفاجأت النساجة وانحرجت من كلام الربة..
واحتارت بأمرها ﻷنها ما فيها ترفض التحدي اللي هي أصلا طلبته …ومافيها تتفوق عالربة وتحرجها ..فقررت تدخل المنافسة وتنسج بدون توقف….ونسجت الربة لوحة صورت فيها بشر عم تعاقبهم بسبب غرورهن وتكبرهن .. ونسجت آراخني لوحة بتصور آلهة عم يظلموا البشر..ولما شافت عشتار نسيج آراخني الدقيق البارع المتقن اللي بيضاهي براعتها ..غضبت من جرأتها وخاصة لأنها تلميذتها ..فقررت تعاقبها ومسختها لعنكبوت بتنسج بزوايا البيوت واﻷماكن المهجورة طول حياتها..وحزنوا الناس عليها وصاروا يحموها هي ونسيجها لمن بيشوفوها (هي حجة لستات البيوت منشان مابقى ينضفوا خيطان العناكب)….
ومتل ما ذكر أوفيد بكتابه (مسخ الكائنات) : انتقلت هالحكاية لليونان وصارت أراخني الفينيقية هي آراكني.._وعشتار ربة الفنون واﻷقدار هي أثينا.. ومتل ما معروف باﻷساطير السورية انو عشتار هي معلمة الزراعة والحرف وانانا السومرية (عشتروت)كانت تعلم ربات البيوت الغزل والنسج والحياكة.. وانو عشتار وهبت أداتين (النول _والمكوك..باكو =نسيج..بكيت :نسج وحاك ..وماككو=النول..مكو =مكوك) ووعطتهن للبشر بعالم الحياة اﻷسفل لينسجوا ملابس وهالشي اللي علمته عشتار لكل نساء سوريا من بداية التاريخ يعتبر أول حرفة أتقنتها النساء ..منشان هيك سموها لعشتار (الربة النساجة المهندسة)
ووكلت عشتار مهمة تعليم هالحرف لتلات ربات اسمهن محوريات وهنن ربات المصير بيحددوا مواصفات وقدرات ومصير كل كائن حي..ومحوراي =موريا يعني الفنانة المنظمة والمؤلفة والمهندسة..وهنن : _كلوثو = النساجة اللي بتغزل باستمرار وبيدل مغزلها على تصاريف الوجود. _حيزيث = المصورة وهي بتوزع اﻷقدار.. _ أطريفي = القطافة والقصاصة وهي اللي بتقرر مصير اﻹنسان وعدد سنين عمره.. وكمان بيذكر أوفيد بكتابه : كيف انو الربة النساجة عشتار كانت تقوم بجولاتها على كاهناتها السوريات باليونان لتنشر رسالتها المقدسة بتعليم النساء الحياكة والغزل والنسيج والتطريز…
وكشفت وثائق ماري وإيبلا وأوغاريت اللي بترجع لمنتصف اﻷلف التالت ق.م عن التطور اللي صار بالمجتمع السوري (من المعروف انو في 167 ألف رقيم اكتشف بايبلا تل مردوخ..ومعظم هالرقيمات أخدوها الفرنسيين من 25 سنة ليدرسوها ويفكوا رموزها..وهي وش الضيف..اختفوا الرقيمات بعهدة وأمانة الفرنسيين!!!!!!)..ومن الوثائق اﻹقتصادية اﻹيبلاوية عرفنا انو الصناعة كانت مزدهرة كتير وكان النسيج والغزل من أهم الصناعات ﻷنها بتعتمد بشكل أساسي عاﻹنتاج المحلي للمواد اﻷولية اللازمة لهالصناعة واللي هي صوف اﻷغنام المتوفرة بمراعي مملكة ماري والكتان المزروع بسهول مملكة ايبلا.. وكانوا السوريين يحولوا هالمواد و بورشات خاصة لخيوط يغزلوها ويحيكوها ويصنعوا منها أنسجة رائعة وبعدين يصنعوا منها ملابس وأزياء متنوعة ..(منحكي بعدين حكاية اﻷزياء الشعبية السورية ورموزها) وكانوا يخزنوا هاﻷنسجة بمشاغل ومستودعات يسموها (بيت الصوف) وهالمشاغل كانت تنتج أنواع وأصناف مختلفة من اﻷنسجة (وكانت بمثابة أول معامل للغزل والنسيج بالتاريخ)..وطبعا اتطوروا باستخدامن للمواد اﻷولية وصار..الصوف ووبر وشعر الحيوانات والكتان والقنب والليف والحرير وبرعوا بتطوير نسيجهم واسلوب الغزل وأدواته من العود والمغزل للدولاب الخشبي وعملوا ابتكارات رائعة لتحديد دقة الخيط وتدرج سماكته وشدة اﻹتقان بالنسج وابتكروا النول بقياسات مختلفة ومجموعة من اﻵﻻت اليدوية النسيجية وعرفوا اﻷنسجة الملونة اللي كانوا يصبغوها بواسطة الشب والقرمز…
واشتهرت ايبلا ببراعة التصنيع فكان عندن نوع من القماش الفاخر والثمين والنادر (متل يللي اشتهرت فيه دمشق الدامسكو) وكان مصنوع من الصوف أو الكتان ومزين بخيوط الدهب والحرير.(الحرير الو حكاية كمان منحكيها بعدين).وحسب النصوص كانت ماري تصدر الصوف لإيبﻻ لنسجه وتصنيع الملابس المتنوعة منه بسبب وجود عدد كبير من المشاغل والحرفيين والنساجين بايبﻻ (كانوا يسموا الحرف اليدوية :أومانوثو..ومعلم الحرفة :اسمه أومانو) وبعدين بيصدروا منتوجاتهن لأوغاريت وبيستلموهن للتجار الفينيقيين اللي بيصدروهن لكل العألم القديم..
وهيك كانت صناعة الغزل والنسيج والحياكة بسوريا الها أصول وحكايات وتاريخ عريق انعرفت بكل مناطقها ومدنها وبترجع بتاريخها ﻵﻻف السنين من عمر الحضارة…
هيك كانوا السوريين يغزلوا أشعة الشمس ويحولوها لخيوط ينسجوا منها نسيج رائع الجمال قوي ومتين يجمعوا فيه كل اﻹبداع والمهارة والموهبة ويزينوه بالبركة والخير والحب والمحبة ..معقول هﻷ ياسوريين مانكن قادرين تحموا نسيجكم اللي تعبتوا آﻻف السنين بحياكته وتمتينه وتجميله …معقول تسمحوا لﻷشرار والجهلة يمزقوه ويخربوه !!!!؟؟ أكيد لا …
ياللا يا سوريين وخاصة السوريات يا كاهنات عشتار تعوا نحمل مغازلنا ونرجع نرتي ونخيط الشقوق اللي صابت نسيجنا الجميل لنحيى سوريتنا…..و نحيى سوريانا …… وتحيا سوريا…