لايمكن للناقد ان يكون ناقدا بحق مالم يكن بارعا في مجال ماينقد واذا لم يكن كذلك سيتحول النقد لديه الى غرور وبالتالي تفقد الموضوعية حيويتها والمصداقية القها ….
كانت لنا وقفة مرة أخرى مع الفنان الفوتوغرافي الكبير الاستاذ رسول بابل، مدير مدرسة بغداد للفنون البصرية في زاوية سؤال وجواب ….
س/ ماهو النقد …. وماهي المواصفات التي تتوافر بالناقد لكي يؤهل الى نقد الاعمال الفوتوغرافية .؟؟؟
ج/النقد . هو ملكة ترسخ بعقل الشخص القائم بعملية النقد ، بعد ان يقطع اشواطا وتجاربا مهمة .
ويحتاج الى سنوات كثيرة جدا ليكتسب الخبرة اللازمة والتي تؤهله لخوض هذه المسؤولية الشاقة والمعقدة .
ماهو النقد ؟
ج/ هو عملية ابداعية ترتبط بتفكيك وتحليل المنجز الفني لغرض الوصول الى نتائج مستقبلية باهرة .
*سأقسم لك النقد وحسب رأيي وحسب تجربتي وسأعطيك رأيا اخرا مغايرا وايضا حسب رأيي وتصوراتي الخاصة وهي بمجملها مهمة ومفيدة …..
الاول هو (النقد التقويمي) … وهذا النوع مهم للمصور, والمتخصصون بهذا النوع قليلون جداً. كونهم اصحاب خبرة عملية ونظرية بإمكانهم نقلها الى الاجيال بكل صدق وامانة بعيداً عن الانانية او ما يسمى سر المهنة , فهؤلاء نذروا انفسهم لنشر العلم والثقافة الفوتوغرافية بلا مقابل .هذا النوع يختص بإكساب المصور اخلاق المهنة اولاً ثم توجيههم للطرق الصحيحة لبناء شخصيتهم الفوتوغرافية تمهيداً لتخصصهم في مجال واحد يبدعون فيه بعد ان خاضوا تجارب عديدة من خلال سبر اغوار جميع انواع التصوير ومحاوره العديدة حتى استقروا لتخصص واحد سيبدعون به لاحقاً ويحققون النجاح الباهر ويكون علامة فارقة لهم .
الثاني هو (النقد التكنيكي) …. هذا النوع يختص بنقد الصورة من جهة التكنيك المستخدم وكيفية التقاطها من ناحية الزاوية ومسقط الضوء و العدسة وبعدها البؤري وتأثير نوع العدسة وحجم اللقطة والعمليات التي جرت او ستجري لاحقاً من معالجة وما شابه ذلك . ايضاً يتدخل هذا النوع من النقد بنواحي الطباعة وتأثيرات اللون والمواد التي تستعمل بالنتائج النهائية التي ستعرض عليها الصورة النهائية , وهذا النوع مهم جداً وتحت مسماه يكمن الخبراء في الصورة ولا يمكن اعطاء رأي الا اذ امتلك الناقد الخبرة الكافية نظرياً وعملياً وتطبيق ذلك بنفسه على ارض الواقع ليقتنع بما سيقوله مئة بالمئة .
الثالث هو (النقد الادبي)….وهو مختص بالنواحي الفلسفية والجمالية للصورة ومدى تأثيرها بالنفس البشرية وقرب مطابقتها للواقع او لمس مشاعر الناس العاطفية من فرح وحزن من خلال ربط العناصر الموجودة داخل اطار الصورة من خطوط وكتل والوان ورموز بعضها بالبعض الاخر وكيفية تفكيك تلك الرموز ومدى ارتباطها من خلال تطابق تلك العناصر والرموز بما يمتلكه المتلقي من ثقافة اكتسبها سابقاً او سوف يكتسبها لاحقاً من خلال تأثره بالمنجز المعروض .
*اما رأيي الاخر بالنقد فهو ينقسم ثلاثة اقسام….
– القسم الاول . ماهي الفائدة من النقد ؟ والمنجز قد عرض .
بمعنى اخر لو تكلمنا ليلاً ونهاراً لانتقاد صورة معينة, ترى ماهي الفائدة من كل هذا الكلام والصورة قد طبعت وعرضت , اي اننا لن نؤثر بالنتيجة مطلقاً .ولن نستطيع تغيير الزاوية التي قد تكون بحسب رأينا خاطئة او غير موفقة؟ هل بإمكاننا تغييرها ؟
– القسم الثاني . اننا نعطي رأياً لصورة ما؟ قد لا تنطبق على غيرها بالتالي لا يكون الكلام مجدي او مفيد .
– القسم الثالث . نحن امام لوحة اما نرفضها كلياً او نقبلها كلياً . وهذا هو الاقرب للمحكمين في المسابقات اما اذا كان هناك شرط لبيان اسباب رفض العمل فعلى المحكم هنا اعطاء رأيه حسب قواعد النقد التكنيكي . وهذا الشرط نادر الورود وقد يكون مستحيلا…
*اما المواصفات التي تؤهل الناقد لإتمام مهامه فهي :.
1. التحلي بخلق عال.
2. أن يبتعد قدر الامكان عن الضغائن والاحقاد.
3. أن يتحلى بضمير منصف.
4. أن يبتعد عن التهريج وحب الذات لانه أمام مسؤولية غاية في الاهمية.
5. أن يكون أختصاصه حصري وذات طبيعة فنية وليس على أساس تجربة بسيطة أو انه يستطيع أن يكتب إنشاء منمق.
6. عليه أن يؤمن بما يكتب وحين يسئل يجيب السائل تحديدا وأن لا يتعلم مبدأ اللف والدوران .
7. أن لا يبني فكرته على محاباة شخص ومعادات أخر .
8. أن لا يستسهل الموضوع ويعطي الرأي جزافا .
9. أن تكون كلماته حين النقد واضحة وغير معقدة أو يشوبها الارتباك لأن هذا سيؤثر على الشخص الأخر تأثيرا سلبيا.
10. أن يكون قارئ جيد ومستمع جيد وكاتب جيد وله أفكاره الخاصة وحينما يطرح رأي لغيره عليه أن يذكر المصدر لا أن يقول كذا وينسبه لنفسه ويسرق أفكار وأراء الاخرين .
ولك أن تتصور أسباب الفوضى وتشتيت جهد الشباب والهواة في أمور لا دخل لها بأي عملية أبداعية من خلال تربع بعض الدخلاء والبعيدين كل البعد عن الفن ورسالته وبعد أختصاصهم بالاساس ، والتسبب بهذا التشتيت لأرضاء غرورهم وتسلطهم على الناس بحجة أنهم نقاد وهم أبعد مايكونون عن النقد ….
/ من صفحة الفوتوغرافي أسامة القساب/