سلمان الزموري يوثق بالصور تحولات “هافانا”
إيلاف: صدر هذا الشهر في هولندا للفنان الفواتوغرافي سلمان الزموري كتاب “هافانا.. مدينة في الناس” يوثق فيها بالصور تفاصيل الحياة في هذه المدينة التي ظلت تنمو بطريقتها الخاصة لتتمكن مع سكانها من البقاء على الحياة.
في صور الزموري الفنية نتعرف على حياة أخرى في هافانا غير ما تركته السياسة في أذهاننا المتمثلة برئيسها فيديل كاسترو وصناعة السيجار الشهير. فقد غاصت عدسة الزموري بعيداً في أعماق المدينة تلتقط المختلف والحميمي
من هو سلمان الزموري؟
قالوا من أنت؟ سؤال صعب في قاموس فنان توزعته كثير من الأمكنة والأزمنة.
أنا المسؤول الذي يتجرد من ذاته، من أناه، ليضجعها أمامه ويجرب تشريحهاSelfie-Salman-Ezzammoury
ومعرفة بعض الجواب.. أي جواب؟؟
أنا الثدي أبحث عن هويتي. وما معنى الهوية؟؟ وأنا؟؟. أنا الواقف دوما خلف عدسته لأدل على أوضاع تشتهيني واخرى أشتهيها. مرة أجدل ومرات يختلط دمي بالمرارة..
في البدء كان الانسان. كان البحث عن الانسان بخلفية لاتتمزق. وأمامية لاتقهرها الأضواء. الانسان هو الرمز الحقيقي لكل المراحل. وكل التجارب. وهو الذي يفجر في صدري تلك الرغبة الالهامية. ويصفف لي كم من سؤال: ما الوطن في محنة محاولة الخروج من عنق الزجاجة؟ مامدى الاغتراب الملعون؟ ما الهدوء؟ ما الشغب؟ ما الفرح؟ ما الحزن؟ وما سعة اللأحلام الباقية؟..
ثم صار البحث عن الانسان ككل ينطلق عن البحث عن أجزائه وهمومه: عين. يد. رجل. أو خصر. عين ترى الطريق. يد تميط الغموض عن الطريق. رجل تمشي وسط الطريق. خصر مرمي على حافة الطريق.. أو هموم وأحزان مختلفة ومتقاربة النمادج والأشكال.
أصور، أطرح قضايا انسانية واجتماعية. أكتب بالضوء أفكاري وأحاسيسي. أخرج من ايديولوجية الوطن المكاني الى ايديولوجيات الاغترابية. اختيار مصير السفر من المغرب كان هروبا من الوضع الاجتماعي السئ وقمع الحريات الفنية. ثم صار جمرة ملتهبة تدعوني الى الاستدفاء في المختبر، أحيانا هو هروب امتيازي. وأحيانا هو أحد فصول النضج التي يباح فيها التعبير بجميع الأدوات
وما زلت أصور ألانسان للأنسان. الأول موضوع فلسفي والثاني ملتقى. الفن الفوتوغرافي حديث بالمقارنة مع فنون أخرى رغم ذلك استهوى جماهيرا. وصنع له عشاقا من جميع فيئات المجتمع.. هذا أما بالمفهوم العملي. أمابالمفهوم الوجودي فلقد عانق ولا يزال تلك المتغيرات الجمالية جنب باقي الابداعات الفنية الاخرى.. ان الصورة التي لا تطرح السؤال عن جدوى الوجود. عن أسبابه وغاياته. عن هموم الانسان وجروح الفنان. ليس بصورة.. أو هي صورة الاستهلاك، وأنا لا أتاجر في صوري.نعم فيه بعد عن المواطن التي انشأت الرغبة في تعاطي الفن. لكن عامل الزمن يسترسل في تشكيل المنتوج الابداعي. الزمن لا ينقطع حين تغريك الجغرافيا بامتداداتها وشساعتها.
لا جنسية للفن قالوا!
كفنان مهاجر تقتسمني هواجس المنفى اللاختياري وميراث طفل شاكس بشتى أدوات الكلام والصمت، أتجرأ أن أقول: أفكر عالميا أبدع عالميا ، وأرمي بعض الأمكنة وبعض الأزمنة في سلال تاريخ لا يتنكر للمتشردين والصعاليك..
أبحث دائما عن جمهور جديد ليس له اطلاع تام أو رؤية واضحة على فن التصوير. من جهة أريد تأسيس قاعدة جماهرية عريضة لهذا الفن. ومن جهة أخرى أن أصنع قيمة ابداعية للصورة في عيون المشاهدين – الملتقين. تكون الصورة جميلة ومعبرة اذا أتت بعد شقاء وعناء…
هناك وجود للتراث المغربي – رضيت أم رفضت- في الابداع المهجري. أنا أحب دائما أن أستفيد من ذلك لاعطاء تجربة تصويرية لها صلة بالماضي . وصلة بالعالمية الاجبارية.
سلمان الزموري