التكوين في التصوير الفوتوغرافي أو تشكيل الكادر هو أحد المهارات الأساسية للمصور و هو أحد الأعمدة الاساسية لنجاح الصورة مع الإضاءة الصحيحة ، و تطبيق قواعد التكوين تعطي نتائج مريحة و مبهجة لعين النظار رغم أنها لا تعتبر قانونا ملزما و أنما هي خطوط عريضة نحدد نوعا ما شروط نجاح الصورة.
أساسيات التكوين في التصوير:
الهدف من تكوين الصورة هو تحديد كيفيه قيادة عين الناظر في داخل اطار الصورة ، وصولا إلى نقطة الهدف او ما يسمى بالفوكال بوينت أو السويت بوينت ، فعندما نقوم بتحديد التكوين نحن عمليا نحدد اين نريد للناظر ان ينظر و ماذا نريده أن يتجاهل من الإطار وصولا إلى موضوع الصورة. ذلك اشبه ذلك بأرض ترابيه و تم حفر فيها جواري مائية تصب في النهاية في قعر شجرة معينه. عمل التكوين مشابه جداً لهذه العملية. فعند اتباعك لأحد قوانين التكوين كقاعدة التثليث أو التأطير أو الخطوط القيادية تجد أن عينيك تتجول في الصورة حسب خطوط القاعدة المستعملة وصولا إلى هدف الصورة.
يشترط في تكوين الصورة أن تكون متوازنة ، التوازن ممكن أن يكون من حيث الألوان أو من حيث توزع العناصر حسب اسلوب الصورة.
ثلاث نقاط تعتبر مكونات التكوين:
1- نقطة الهدف ( الفوكال بوينت أو السويت بوينت).
2- خطوط النظر أو الخطوط القيادية (ليدينغ لاينز).
3- توازن الصورة.
هذه المكونات ليس بالضرورة أن تكون متوفرة في جميع الصور و إنما هي تساعد على حصول تكوين متكامل في حال توافرها. لتوضيح هذه المفاهيم سنقوم بتحليل بعض الصور:
هذه الصورة قمت بالتقاطها في مدينة الزهور في دبي.
الأن بعد أن قمت بتأمل الصورة اعتقد انك قمت بملاحظة الاقواس التي تشكل خط في الأفق باتجاه المنزل في منتصف الصورة تقريباً. الأقواس هنا تشكل خط قيادة النظر نحو هدف الصورة و الذي هو الكوخ الصغير.
حتى تصبح الصورة متوازنة قمت بضبط الصورة بحيث تكون المنطقة الخضراء مساوية في الحجم تقريبا للمنطقة العلوية الزرقاء في الأعلى.
قواعد التكوين في التصوير الشائعة:
قاعدة التثليث:
قاعدة التثليث أو Rule of thirds تعتبر الأكثر شيوعا نظرا لامكانية تطبيقها بشكل سهل على معظم الصور. تعتمد هذه القاعدة على تقسيم الصورة إلى ثلاث اجزاء طوليا و عرضيا عن طريق خطين متوازيين طوليا و خطين متوازيين عرضيا يتقاطعان في اربع نقط. الخطوط تعتبر خطوط النظر و نقط التقاطع هي نقط الهدف من الصورة ، لذلك يتم وضع موضوع الصورة على احد نقط التقاطع الأربعة. و يتم وضع الخطوط القيادية على احد الخطوط.
في صورة الفراشة تم استعمال قاعدة التثليث عن طريق وضع غصن النبتة على الخط العلوي ليشكل خط قياده للنظر ثم تم وضع جسم الفراشة على الخط الأيمن ليشكل خط نظر أخر. أما هدف الصورة فهو رأس الفراشة تم وضعه على نقطة التقاطع العلوية اليمنى.
لاحظ أيضا أن الصورة متوازنة و ذلك لأن المنطقة المشغولة تساوي نسبياً المنطقة الفارغة.
في مثال القلعه أدناه تم وضع القلعة على الخط الأيمن و نجد أن القلعه تتواجد على نقطتي تقاطع في الاعلى و الاسفل لتشكل مركز الصورة. الأن و لتصبح الصورة متوازنة تم إضافة الكرسي في الجانب المعاكس للقلعة على نقطة التقاطع المعاكسة. فنستطيع أن نقول أن مقدمة الصورة متوازنة مع خلفيتها.
لاحظ أن عمليه التوازن هنا قد تمت عن طريق توزيع العناصر في الصورة. ولاحظ أيضا ان حجم العنصر غير مهم لتحقيق التوازن في الصورة.
الخطوط القيادية:
الخطوط القيادية هي عبارة عن مجموعة من الاشياء المتكررة في الصورة تشكل طريقا نظريا يقود عين النظار في الصورة. في معظم الأحيان تكون الخطوط القيادية تقود إلى هدف الصورة. من الممكن أن تكون الخطوط القيادية عبارة عن طريق أو سياج أو أي مجموعة متكررة من الأشياء.
في هذا المثال لصورة قمت بالتقاطها من مدينة الزهور في دبي الخط القيادي هو مجموعة السيارات و كذلك الطريق المرصوف ، هذان الخطان يشيران في النهاية إلى المنزل في نهاية الصورة.
التأطير:
يعتمد هذا المبداء على وضع هدف الصورة ضمن إطار معين ،قد يكون هذا الإطار أي شيء كصخور أو مجموعة من الأشجار أو مجموعه من الناس تشكل إطارا يحيط بشيء معين و الذي هو موضوع الصورة كبناء أو شخص أو اي شيء اخر .
في الصورة التاليه التي قمت بأخذها من مسجد الشيخ زايد قمت باظهار احد القباب من خلال أحد البوابات. فالإطار هنا هو قوس المدخل و هدف الصورة هو القبة.
في الصورة التالية لأبنتي و التي استخدمت فيها التاطير، قمت باستعمال شجيرتين لإحداث إطار للصورة ، رغم أن الشجيرتين متباعدتان و واحدة في الخلف و الأخرى في الأمام قمت بتغيير زاوية التصوير بحيث تظهر الفتاه في المنتصف.
ملئ الاطار:
يعتبر هذا المبداء من ابسط المبادئ و يشترط القص الصحيح للصورة ، و هو قائم على ملىء الصورة بكامل الهدف بدون إظهار الخلفية تقريباً ، يستخدم هذا المبداء بكثرة في تصوير الوجوه و الأزهار.
في الصورة التالية للزهرة نجد أن الزهرة تملىء الصورة بشكل كامل
في هذه الصورة قمت باستعمال مبداء ملئ الإطار لتصوير وجه ابني عمر لإظار الوجه فقط ، مع مراعاة عملية القص بشكل جيد ، لاحظ أيضا تطبيق قاعدة التأطير في الصورة عن طريق استخدام الوشاح ، كما أنه تم تطبيق قاعدة العين الوسطى التي سأتحدث عنها لاحقاً.
مبدأ الفراغ:
في حال تصويرك لجسم متحرك كطفل يمشي أو لشخص ينظر إلى إتجاه معين في الصورة فيجب عليك أن تترك أمامه مسافة ليبدوا و كأن هذا الشخص يتحرك أو ينظر ليملاء المكان الذي أمامه و ذلك لجعل الصورة متوازنه و منطقية.
في الصورة التالية لراكب الدراجة تم ترك فراغ أمامه ليعطي الناظر شعور بأن راكب الدراجة يتحرك ليملىء المكان الذي أمامه. لاحظ أيضا أنه في هذه الصورة تم استخدام قاعدة التثليث لأن الراكب يقع على نقطة التقاطع العلوية اليمنى مما يجعله هدف الصورة.
في الصورة التالية لأحد الأصدقاء قمت بترك مسافة أمامه ليبدوا أنه ينظر من خلال النافذة ، يتم تطبيق هذه الطريقة دوماً في حال النظر خارج الإطار ، تعتبر هذه الصورة متوازنة لأن المنطقة المشغولة تساوي تقريبا المنطقة الفارغة من الصورة.
التناظر:
التناظر يعتمد على اظهار الصورة بشكل يكون القسم الايمن منها يماثل الجزء الأيسر ، كمثال صورة لبناء معين يحتوي على مظهر متناظر ، أو صورة لشخص يقف بشكل متناظر بحيث تكون وضعيه جسمه و يديه من القسم الأيمن مشابه للقسم الأيسر. عند ذهابك للمساجد و الكنائس ستلاحظ وجود الكثير من التناظر في تصميم الأبنية قم باستغلالها في تكوين الصورة.
صورة متناظرة لممر من مسجد الفاتح في البحرين.
صورة متناظرة لأحد الأسقف في مول ابن بطوطة في دبي
قاعدة اللولب الذهبي:
تعتمد هذه القاعدة على تخيل شكل لولبي في الصورة – مقتبس من خوارزمية رياضية – بحيث يكون مركز اللولب هو هدف الصورة ، قد يكون اللولب عامودي أو افقي ، من اليمين أو من اليسار.
في هذا المثال تم وضع الأسد في مركز الشكل اللولبي.
في هذا المثال تم وضع المجرة في مركز اللولب ، لاحظ ايضا تطبيق قاعدة التأطير لتظهر المجرة داخل الإطار و كيف تم موازنتها الصورة مع الإنعكاس في الاسفل.
النمط و كسر النمط:
تعتبر الصورة التي تحتوي نمط معين من التكرار مريحه و جميلة للعين ، و لكن تعتبر استثنائية عندما يتم كسر هذا النمط بإضافة هدف الصورة بحيث يظهر مختلف عن البقية ، من الممكن أن يكون كسر النمط عن طريق لون مختلف أو حجم مختلف.
في الصورة التالية تم استخدام الليمون الأخضر كنمط متكرر ثم تم وضع التفاحة الحمراء لكسر النمط ، لاحظ كيف ان العين تتجه مباشرة نحو التفاحة الحمراء ، لاحظ ايضا أنه تم تطبيق قاعدة الثلث في هذه الصورة عن طريق وضع التفاحة على احد نقط التقاطع لقاعدة التثليث.
في الصورة التالية يوجد نمط معين و هو الصخور التي تتميز بشكل معين متكرر و لونها الرمادي ، ثم قام المصور بكسر هذا النمط بوضع فتاه ترتدي اللون البرتقالي المتباين تماما عن اللون الرمادي ، مما يعطي عين الناظر اندفاع مباشر نحو الفتاة.
العين المركزية:
يتم إتباع هذا القانون في تصوير الوجوه عن طريق وضع أحد الأعين في منتصف الصورة. قد ذكرت سابقاً تطبيق هذه القاعدة في صورة الوجه لعمر. لاحظ ايضا كيف قمت بتطبيق هذه القانون في صورة الفتاة التالية.
كلمة أخيرة:
هذه القواعد لا تعتبر ملزمة في التصوير و إنما هي عبارة عن خطوط عريضه تحدد نوعا ما اسباب نجاح الصورة ، يوجد قواعد أخرى لم اتطرق إليها يمكنك البحث عنها في الانترنت. مع الخبرة يصبح لديك إمكانية الإحساس بهذه القواعد بمجرد أن تقع عينك على بعض المشاهد. حاول أن تلاحظ كيفية تطبيق هذه القواعد في الصورة الاحترافية عن طريق تحليلها. لاحظ ايضا كيف انه في معظم الاحيان من الممكن ان يتم تطبيق اكثر من قاعدة في نفس الوقت. حاول أن ترى كيفية تطبيق هذه القوانين في الأفلام السينمائية أيضا.