المهندسة يسرى عجم ..
فنانة تشكيلية ومصورة فوتوغرافية ..عاشقة للديكور .. ..
بقلم المصور : فريد ظفور
- تحتسي فنجان قهوة عشق الفن ..وحين لامس حبها الفوتوغرافي شغاف القلب ..أطلقت ديافراجم كاميرتها ..وماعادت قيود الظروف ترهب عنفوانها ..ولا الصَّد يقارب كبريائها..فكانت بلابل صورها ولوحاتها تتصاخب بين أغصان الشوق للعطاء التشكيلي والفوتوغرافي..وهذا تغريدها البصري يسكن هاجس عشاق الفن..فتعالوا معنا نفترش السندس الأخضر في الربيع حيث أزهار اللوز ..والجوري والفل والياسمين الشامي كلها تتهيأ لإستقبال الفنانة المهندسة..يسرى عجم ..
- كانت بصماتها الفنية في مجلة فن التصوير منذ انطلاقتها الأولى،فقدمت أعمالاً فنية وديكورات جميلة ورأينا كائناتها تحلق بأجنحة معرفية في سماء مجلة المفتاح وفي فضاء موقع ومنتديات المفتاح..، من بينها جناح الفنون التشكيلية وفن التصوير وفن الديكور ، حيث يتمثل دائماً القرين النوعي للتعبير الأدبي منذ بداية تاريخ الكتابة الفنية في تاريخ البشرية. وربما بسبب عصرنا عصر الأنترنت وعصر الديجيتال .. فهو عصر الصورة بامتياز، فنشاهد بأن يدي الفنون التعبيرية الأدبية من شعر وقصة ورواية وخاطرة ..تكون الآن ذخيرة غنية وغاية في التنوع من التجارب الإبداعية التي تقترح العلاقات الجوهرية بين الكتابة الأدبية والفنون التشكيلية والتصوير خصوصا وشتى أشكال الفنون البصرية عموماً، الأمر الذي يرشحنا لمتابعة الفنانة يسرى عجم وهي تجربة غاية في الخصوبة والمغرية بالكثير من المغامرات الجريئة والرصينة. و لعل الفنون التشكيلية هي من أجل الإسهام في إضاءة الأفق الذي بات يتطلب المزيد من الوعي البصري الفني الضوئي المعرفي بالعلاقة الجوهرية بين الفنون التعبيرية، ولكي نسعى معاً لاكتشاف جماليات التجارب الفنية التي تحمل عبء الحوار العميق بين الكتابة وكافة أشكال الفنون البصرية، في رحاب تجارب مشتركة بين فنانين يتمتعون بالموهبة والمعرفة في الجانبين..من هنا كان لزاماً علينا الغوص في تجارب وخبرات وإبداعات الفنانة التشكيلية الضوئية يسرى عجم..
- الإبداع الفني يشق طريقه صُعداً في سفوح وعرة ووديان صعبة..وسط عوائق ذاتية وظروف وبيئة محبطة..ولكن العمر الطويل لتجربتها الصلبة وبيئتها الفنية العائلية الغنية بالمواهب والمبدعين من مصورين وتشكيليين والمستوى الثقافي الفني السائد في الأسرة ..ولأن الإبداع هو موقف مواجهة العالم لحظة تمثله..فإن كل المواحهات تبلغ ذروتها توازياً مع حجم ووطأة العادات والتقاليد والقيم الإجتماعية المهيمنة ..خاصة بالنسبة لفنانة أو مصورة..بفعل النظرة السائدة عن المرأة وموقعها في السلم الإجتماعي العربي..وبالرغم من كل المحبطات والمعيقات إلا أن الأستاذ يسرى عجم حملت لواء التحدي وخرجت محافظة على كبريائها وواثقة من نفسها لتقدم فنها غير عابئة بكل الكوابح الإجتماعية فقد عملت كأمينة سر لنادي فن التصوير الضوئي في دمشق وإدارية لعدة دورات..وكانت بحق تقدم الخدمات العظيمة للزملاء من مصورين ومصورات وتقدم أعمالها الفنية التشكيلية والفوتوغرافية عبر مشاركاتها في معارض النادي والمعارض الفردية مع زوجها الفنان المخترع عادل مرعي مهنا..ناهيك عن الأعمال الفنية التي تتحفنا فيها عبر الشبكة العنكبوتية في السوشيل ميديا وعبر مواقع التواصل الإجتماعي كالفيس وغيره..لهذا كانت تجارب المرأة الإبداعية تبدأ غالباً من خارج جغرافية بلدتها أو مدينتها..ولكنها ثقافيا إمتلكت أدوات ومفردات التجربة الإبداعية الفنية المحيطة فمن منا لايذكر الفنان التشكيلي العالم عبد الرحمن مهنا شقيق زوجها والأم التي قدمت فن الرسم في سن الخامسة و الثمانين الفنانة عائشة عجم..علاوة عن أولادها وعشقهم للفن ولا ننسى بأنها خريجة فنون جميلة..ومن هنا ينشأ خطاب حاد تجاه الواقع والبيئة والعلاقات والمفاهيم ..وتأخذ تلك الحدة موقعها في التجربة الإبداعية للفنانات السوريات ..وإذ تلعب التجربة الشخصية للمبدعة يسرى عجم الدور الأهم في العملية الإبداعية وجزء من التجربة البصرية الضوئية والتشكيلية المتألقة والمميزة التي تحاول تكوير قمر الحب والفن والحرية والتجربة..
- لعل العلاقة بين الفكر والفن والأدب..ولنقرر بادئ ذي بدء هي علاقة متينة محكمة منبثقة من ترابط عضوي وآيتها أنه لم يشتهر أي فنان أو أديب إطلاقاً منذ سالف الأزمان حتى اليوم إلا إذا كانت له فلسفته ووجهة نظره الواضحة أو شبه الواضحة..تجاه الإنسان والكون والمجتمع..أي كان له منحى فكري وفني معين في تفسير مشكلات الوجود..ونشير للعظمة الفنية على أنها فهم للشرط التاريخي الذي فيه يتحرك مصير الإنسان..وتقديم مزيد من التفسيرات على النظريات السائدة في فهم طبيعة الأفراد والمجتمعات وتحليل الواقع وتلمس خطوط المستقبل وبلغة أخرى المقوم الأول للفن أو الأدب هو مدى ما يكتشفه الفنان من أولوية متصلة بالكون والمصير الإنساني والمجتمع ومعرفة أسرار النفس والوجود والحياة..وتنطبق العلاقة الوشيجة هذه مع الفكر على المذاهب الأدبية والمارس الفنية و تتمثل بأسلوب التفكير الفلسفي والتفكير الفني وأسلوب الإبداع الفني في الرسم والتصوير والتشكيل والموسيقا والنحت والديكور وغيرها من الفنون..ولكن حين نستشف المعاناة عند السوريين وحين تنفعل بها حتى تظل أمام ناظريك فمن الصعب مشاهدة الطمأنينة والسرور الطارئة أن تبدد الرؤى المضنية وتعرف من التجربة الشخصية أن فرط الشعور وفرط الخيال غير صحيحين .فلقد كانت الطبيعة كريمة إذ أعطتنا السمتين بإعتدال تام ذلك لأننا لو عشنا وتمثلنا كل الأحوال والظروف التي تحدث كل لحظة فيماحولنا وفي العالم فإن ذلك سينعكس على نومنا وعلى شهيتنا في الأكل ..وإن بعض الناس وبعض الفنانين ليسوا عطوفين وحين يضاف حمل التجربة الحياتية والمعاناة إلى العاطفة الفطرية ورهافة الشعور والإحساس فمن العبث أن ننتظر من أمثال هؤلاء الفنانين أي نشيد جهوري للفرح..
- من هنا ندلف أخيراً للقول بأن الفنانة المتألقة يسرى عجم ..قدمت الكثير للفن الفوتوغرافي في سورية وفي الوطن العربي ولعل بصماتها في نادي فن التصوير لخير دليل على ماقدمته ..علاوة على ذائقتها الفنية الرافية في إختار وإصطياد الكثير من اللوحات الفنية لمشاهير الفنانين والمصورين ..إضافة لماقدمته من تكوينات بصرية تشكيلية وضوئية كانت وستبقى منارة للأجيال القادمة ..وحريٌ بنا بأن نقدم لها بطاقة شكر وتقدير لما رفدت به التصوير الضوئي من أعمال ومساهمات فنية مميزة..ونتمنى بأن تقدم لها المساعدة والتقدير لمواظبة مسرتها الفنية الإبداعية فوق أصقاع المعمورة..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة المهندسة يسرى عمر عجم ـــــــــــــــــــــــــــــ
المهندسة المصورة يسرى عمر عجم فنانة وتشكيلية ومصورة من حلب – زوجة عادل مرعي مهنا
المهندسة المصورة يسرى فنانة وتشكيلية
دمشق -سانا
تمضي الفنانة التشكيلية يسرى عجم جل وقتها بين محترفات فنية عدة متقاربة في النتيجة كونها تقدم الجمال والابداع لكنها مختلفة من حيث الأدوات فهنا مكان للوحات القماشية وهناك محترف للرسم على الزجاج وفي أمكنة أخرى تحضر الكاميرا لممارسة هواية التصوير الضوئي … اشياء تدفعها العاطفة لإنجازها في حالات معينة معتبرة أن الفن حالة إنسانية لا يمكن أن تتم إلا إذا كان هناك تحريض داخلي في أعماق الفنان.
تتوقف عجم في حديثها لوكالة سانا عند البحر وتنظر اليه كمكان مليء بالرموز تستطيع التعامل معها ومع أعماقه الحالمة وتضيف ان هناك كثيرا من القصص التي تقرؤها وتؤثر بها لشدة محاكاتها للواقع فتصوغ من وحيها لوحات تكتمل فيها احلام وتطلعات ابطال القصة وكثيرا ما تأتي اللوحة وهي تعبر عن عالم متكامل بحراكه الاجتماعي والانساني.
المهندسة المصورة يسرى فنانة وتشكيلية
واوضحت عجم أنها اشتغلت على دمج فن الإعلان مع التصوير الفوتوغرافي وتحويل اللوحة من خلال هذه العملية إلى لوحة اخرى مبسطة تعطي معنى جديدا تكمن في داخلها من خلال ما يسمى بفن الغرافيك فهو فن يشبه الحفر ويعتمد على التباين الفني والابتعاد عن التظليل فتأتي لوحة جديدة واحيانا يستخدم هذا الفن في الإعلان وفي أكثر الأحيان يكون اجمل من الفنون الأخرى اذا ما اتقن بشكل جيد كما انه يستخدم في تصميم اللوحات الفنية على الجدار والاسطح وهذا النوع من الابداع لا يقف عند حد.
اما عن فن التصوير الفوتوغرافي فبينت الفنانة التشكيلية أن دراستها بالمعهد وموهبتها بالفن التشكيلي جعلتها تمارس هذه الهواية التي لا ترى نفسها فيها بشكل كامل كونها امام سيطرة العدسة الفيزيائية إلا انها وظفتها في انجاز لوحات كبيرة من نوع آخر لها مدلولات وتعابير وقد شاركت فيها في معارض داخل سورية وخارجها كما انها نالت العديد من الجوائز والشهادات عليها.
وحول الرسم على الزجاج أشارت عجم إلى أنه حالة فنية تحتاج إلى الحذر والدقة فاللوحة على الزجاج كثيرا ما تعبر عن الحزن والفرح وتعطي بنى فنية لها علاقة وطيدة بالذهن والخيال لتصبح تحفة اثرية ترصد حياة مجتمعات بأكملها تنقلها عبر التاريخ الى أجيال قادمة .
يذكر أن الفنانة يسرى عجم خريجة كلية الفنون الجميلة وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين في سورية قامت بتدريس مادة الرسم وعملت بالتلفزيون السوري واستديوهاته وشاركت بالعديد من الملتقيات مع وزارة الثقافة واتحاد الفنانين التشكيليين.
الفنانة “عائشة عجم .. مدام بيكاسو”..ريشة “عائشة” تنطلق بعد 85 عاماً..