الأستاذة ردينة رهجة ..
الأُم ..و مربية الأجيال ..شمعة تذوب لتنير للآخرين دروب العلم والمعرفة..
بقلم المصور : فريد ظفور
- أزهار اللوز تناجي القمر الربيعي ..تمتطي جموح العشق والريح حولها تزمجر بالحنين والأمل ..لتمتد أصابع يدٌ تلتقط غصن الحب ..وقد أدماها الشوق ..والكلمات تمتطي بساط ريح البوح الشعري ..ويمامة الأعياد عرجت إلى نافذة الأمل بتهنئة ..ها هو العيد يحط بترحاله وركابه بنفحات الفرح ..فتعالوا معنا نفرش الطرقات بالخزامى والنرجس والفل والجوري والياسمين الشامي لنصنع عقداً من جمان للأستاذة والصديقة ردينة رهجة..
- ردينة الأم..هي اللحن الخالد والسمفونية الأبدية القادمة من وراء جدار السماء وهي الكتاب الساحر في الطبيعة التي يحب قراءته الأبناء وأهل القلوب الخالية من الحقد والشوائب والأدران..وهي أول حروف الأبجدية في اللغة العاطفية..فنراها قبل ميلاد أي طفل تُعد له أمه ثيابه وسريره وتزينها بفؤادها وتنظر إليها في سعادة تامة..لأنها طيف جنينها وترجو عالم الغيب والشهادة أن يكون وليدها متفوقاً في جماله على أسلافه السابقين واللاحقين من أقرانه الأطفال..وما أن يأتي الطفل المنتظر والملاك الصغير فإن أمه تغني له أغاني المهد .بعزف الموسيقى المرحة للزمن فنشاهد ذلك بمداعبة الأم لشفتي طفلها بأصابعها في حنان بالغ..كغيه..وان كغيه…وفي كل مساء وخوفاً عليه من وحشة و برد الليل .. تصنع له من قلبها فراشاً لينام هانئاً .وإذا بكى تصبح الأم حائرة بين الإعجاب بصوته كأجمل صوت ملائكي وكأنه قيثارة الزمن ذات الصوت العذب ..وبين الخوف على حنجرته من إصابتها بأي مكروه ..أو بأنه ربما جائع أو مغرق أو مريض..وهذه لعمري صلة الأرحام التي يقول عنها المولى عز وجل ..أنا الرحمن وأنت الرحم ولقد شققت لك إسماً من إسمي فمن وصلك وصلته ومن قطعك قطعته…ثم تدور رحى الأيام عندما يذهب الطفل إلى المدرسة لأول مرة في حياته فترافقه وتصحبه أمه وتوصي عليه وبه الجميع..وكأن العلم والعالم خلق له وحده وتتركه وقلقها عليه يبلغ منتهاه..وقبيل الإنصراف وميعاد العودة من المدرسة تذهب إليه وقلبها يسبق خطواتها وتعود به فرحة منتصرة وكأنه حصل على درجة الدكتوراه أو أعلى المراتب العلمية الفريدة..وكلما يكبر تزداد سعادتها وتتفاعل معه كما تتفاعل الأزهار مع فصل الربيع ولا سيما في يوم فرحه وزواجه ..وبالرغم من أنها تعلم بأنه سيصبح بعيداً عن متناول بصرها وسمعها وستخطفه منها إمرأة أخرى..ولا ننسى بأن الأولاد يصبحون هم الرقم الأول والمهم وكل أخطائهم مبررة وتدافع عنهم الأم بالسراء والضراء وبطاقات التبرير دائماً مرفوعة في وجه الزوج الذي ركن في زاوية من زواية المنزل مثل تحفة أو صمدية لها دور تأدية الواجبات المنزلية من تحضير الخضار والفواكه والغاز واللحمة وإخراج القمامة.. وفي الوجه المقابل بأنه علينا واجب نحو أمهاتنا ولاسيما وبالأخص عندما يتقدم الزمن ونتوغل في بحار الأعمار وتغرب القوة والسمع والبصر..علماً بأن من لم يقدم لأمه شيئاً حسناً فلن ينفعه الندم وللأسف هناك الكثير من الرجال من يضع زوجته في المقدمة وأمه في المؤخرة ..مع العلم بأن الزوجة الصالحة تعاتب زوجها إذا فعل ذلك لأنها لاتفرط في تعاليم السماء والإنسانية ..لأن قبلة الأم على خدّ أي من أبنائها فإن هذه القبلة لا تمسحها الأيام..وأما يوم المعلم.. أو المعلمة ردينة..فهل نقول لها من علّمني حرفاً كنت له عبداً، بهذه الكلمات نصف الشموع التي تحترق كل عام وكل يوم لكي تُنير لنا دروبنا بالعلم والمعرفة والثقافة والأدب والفن ، لمن هم أهلاً للحكمة، بهم نبدأ كل أيامنا، وقليل عليهم أن نصنع لهم بقلوبنا كل يوم عيد. في يومهم الخاص هذا السبت الثاني من شهر آذار في كل عام في سورية .، نقتبس من الحروف التي علمتونا إيّاها أجمل الكلمات التي ستحاول أن تعطيكم جزءاً بسيطاً من فضلكم علينا وأياديكم البيضاء في تنشئة الأجيال..، .وأما في بعض البلدان، يُعتبر يوم المعلم يومًا خاصًا لتكريم المعلمين. ويتخذ هذا اليوم يوم عطلة، وبعضها يتخذه في أيام العمل. يُحتفل باليوم العالمي للمعلمين في يوم – 5 تشرين الأول/أكتوبر سنويا منذ عام 1994،م وهو بمثابة إحياء لذكرى توقيع التوصية المشتركة الصادرة عن منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) التي تمت في عام 1966م والمتعلقة بأوضاع المعلمين والمدرسين..والآنسة ردينة رهجة ..شمعة تذوب لتنير للآخرين دروب العلم والمعرفة..ولعبت دوراً في بناء الأجيال..وكانت بدراً أنار لعشاق العلم في ظلمة ليلهم البهيم درب السلامة والأمان..إنها المطر الذي يغيث الأرض العطشى للمعرفة فتنفرج عن خصب وفير وخير كثير وتملأُ الوادي سنابل معرفية..من هنا وجب علينا تقدير الأم وإحترامها وتهنئة الأستاذة ردينة بعيد الأم وعيد المعلم ..فكل عام وهي وزوجها البرفسور محمود وأبنائها وأهلها بألف خير وصحة وعافية..
- وندلف للقول بأن الزميلة ردينة ممن عمل في موقع ومنتديات المفتاح والآن في مجلة المفتاح وفي مجلة فن التصوير وكانت مديرة منتديات المفتاح طيلة خمس سنوات.. وتدير سدته الرئيسية بفن وعبقرية قيادية جمعت الجميع تحت سقف الفن والثقافة والأدب والمنوعات والترفية بلغة المحبة والإبداع جمعتنا جميعاً في أسرة قلما وجد نظيرها في بقية المنتديات ..فلا تغفو لها عين حتى تطمئن على الجميع وتطالب الجميع بلغة حوارية يسودها الإحترام والمحبة والألفة..ولا ننسى الكثير من الأسماء التي كان لها بصمتها وكانت تنضوي تحت جناحي الأستاذه ردينة نذكر منهم ..فراس رهجة وبدر وآسيا وفريد ظفور والشاعر عباس سليمان علي والشاعر حسن سمعون ونبيل سلامة وسمير حاج حسين وفكرت للفنون الجميلة وعلاء الدين بشير أبو الزين وأم الزين وأولادهم وكمال سلامي وفرح ..وسناء وياسمين الشام وعمار والحوت وبيان ..وغيرهم الكثيرين..والحق أنها كانت زمبلك ساعة المفتاخ وهي أنزيم تفاعلة ونشاطه الذي كان رائداً في فترة ذهبية زمن موجة المنتديات..فكل الشكر والتقدير لجهوها المبذولة..
- ونصل أخيراً محطة النهاية لنقف بإحترام وتقدير وشكر للجهود التي بذلتها الأستاذة ردينة رهجة في خدمة منتدى المفتاح وفي رفع شأو الثقافة البصرية والفنية والأدبية وفي بناء جسر للمستقبل بين الأجيال القديمة والشابة وفي تنمية الذائقة الفنية للطلبة وفي بناء الأجيال..فكل الكلمات تعجز عن إيفائها حقها ..فألف تحية وسلام لها ولعائلتها الكريمة..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الأستاذة ردينة رهجة ــــــــــــــــــــــــــــــــــ