“ميسون كركوتلي”.. فن الإحساس بالزجاج
الثلاثاء 23 كانون الثاني 2018
الإبداع في الرسم على الزجاج بدقة ومهارة فائقة، والحفاظ على الرسومات التراثية وتطويرها، وأهم ما يميزها حوارها مع الزجاج وإحساسها به، تعدّ الحرف التقليدية من التراث غير المادي المميز لشعب ما عن غيره، ويجب السعي للحفاظ عليه وتطويره ونقله عبر الأجيال المختلفة.
مدونة وطن “eSyria” التقت بتاريخ 17 كانون الأول 2017، الحرفية الفنانة “ميسون كركوتلي”، التي قالت: «أحببت الرسم على الزجاج منذ الصغر، وفي البداية تعلمت من والدتي لأنها كانت تتقن هذا الفن، ثم تتلمذت عند “أبو حسن القزاز” شيخ كار الحرفة في “التكية السليمانية”، فحافظت على الحرفة وطورتها من خلال تنزيل رسومات جديدة مع الحفاظ على اللمسات الشرقية التراثية الدمشقية القديمة، واستطعت أن أجمع بين التطوير والحفاظ على التراث وإضافة رسومات جديدة، وباللا شعور أجد اللمسة الشرقية التي بداخلي تظهر على الزجاج.
وبخصوص أنواع الرسوم والنقوش المستخدمة، هناك “الأغباني”، والسيف الدمشقي، ورسم الوردة الدمشقية والياسمينة بكل أشكالها. العمل بالزجاج ممتع جداً، وهو عكس الفكرة السائدة عنه أنه قد يجرح ويؤذي، بل على العكس حنون ومستمع جيد لك، وعندما يحب الإنسان عملاً ما، سيبدع به حتماً».
وعن تفاصيل العمل، قالت: «أبدأ الرسم بالريشة فوراً على الزجاج من الداخل أو من الخارج من دون رسمه سابقاً على الورق أو غيره، وهذا عن طريق الممارسة، هناك قطع ذات رسومات ثابتة أساسية تراثية، كالسيف الدمشقي والياسمين الدمشقي لا يمكن تغييرها أو الإضافة إليها، لكن يمكن تطويرها عن طريق تغيير اللون من دون تغيير الزخارف لتزداد جمالاً، والتطور عموماً يكون بالرسومات مع المحافظة على الرسومات التراثية لكونها أمراً أساسياً، وأنا متعطشة جداً للزخرفة القديمة التراثية لـ”دمشق” خصوصاً، ولـ”سورية” عموماً، وأحرص أن لا تكون القطعة للعرض فقط، بل للاستعمال أيضاً، فمثلاً الفانوس يستعمل للإنارة والزينة أيضاً، وتكون الرسومات بعضها محددة، والأخرى حسب الطلب، والألوان المستخدمة ثابتة، لأنني أضع عليها مواد للتثبيت».
وأضافت: «أخاف أن تُسرق المهنة وتُنسب إلى جهات أخرى غير صانعها، مع أن هناك ما يميز العامل الدمشقي، وأركز على تعليم من يرغب ولديه حب وشغف بها، وخاصة من الأطفال الذين يمكنهم أن يضيفوا ملاحظة مهمة، وأدعهم يعبرون عن رأيهم ويحاولون من دون خشية أن يصيبوا القطع المشغولة العطب، وأقول لهم تعالوا نحاول ونجرب، وللأطفال خيال واسع جداً، وللمهنة سر؛ أوثقها وأعلّمها من دون إخفائها».
“محمد طريفي” الفنان التشكيلي، قال: «الهوية التراثية السورية موجودة على الرغم من ظروف الأزمة، وكل موهوب قادر على العطاء عليه أن يقدم ويعطي من إبداعاته، ومن خلال أعمال الفنان والحرفي وتقديمه إبداعاته يقول إننا موجودون ونقدم ونعطي ونبدع، فلا يمكن لأي قوة أن تلغي هويتنا لأنها موجودة على الأرض، لكن الجذور موجودة؛ فهي الهوية على الرغم من محاولات التهديم والسرقة. وبالنسبة لنا، العمل الفني مثل التنفس، وتأقلمنا مع كل الظروف، ونعطي ونحن نتعلم، ونعلّم من دون مقابل حتى لأطفال الشوارع؛ فهي هوية سورية ومهنة يستفيدون منها في المستقبل».
وتابع: «أعمال الفنانة “ميسون كركوتلي” تحافظ على هذا التراث وتنبض وتعطي في هذا المجال وتعلّم الأجيال، والنقطة الأهم هي تعليم الطفل لأنه سيطوره ويبدع في المستقبل وبتقنية أفضل. تراثنا موجود، والعطاء سيكون أقوى وأكبر، ولكل مجتهد نصيب، ومن يهتم ويجتهد ويعطي حق المهنة، لا بد أن يحصد نتيجة عمله».
الحرفي “عرفات أوطه باشي”، قال: «الفنانة “ميسون كركوتلي” مختصة بالرسم على الزجاج بمهارة وتبدع فيه، ونحن فريق واحد، ونسعى إلى إقامة معرض يجمع كل الحرفيين ضمن قاعة دمشقية واحدة».
الجدير بالذكر، أن “ميسون كركوتلي” من مواليد “دمشق”، عام 1960.
|
|
|