تصوير- روجيه أنيس:
في نهاية معرض معهد العالم العربي في باريس عن مسيحيي الشرق؛ تراصّت إطارات قصة المصور المصري روجيه أنيس “زواج مُبارك”. وقف الجمهور أمامها يتأمل مليًا تفاصيل حكاية قد تواجه أي ثُنائي مُقبِل على الزواج، وبينما أخذ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يُلقي خطابًا عن الحدث، علّق على القصة وكيف أثّرت فيه.
لأول مرة نظّم المعهد بباريس متحفًا عن ثراء كنائس الشرق الأوسط، إذ احتضن تاريخ أكثر من ألفي عام لمسيحيي الشرق من خلال وجود مخطوطات سريانية أرثوذكسية قديمة وكتابات على الرق وأناجيل، وافتتحه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره اللبناني ميشال عون، الاثنين الماضي 25 من سبتمر، ويستمر حتى يناير من العام الجديد.
لم يكن يتخيل روجيه، المصور المصري الوحيد المُشارك بالمعرض، أن تحصد قصته كل هذا الصدى، حتى أنها عَلقت بذاكرة الرئيس الفرنسي وعلق عليها “كدة أنا قدرت أسرد الحكاية، مش مجرد صور”، فيما امتلأ المصور الشاب بالحماس كلما مّرت الأعين على قصته “الناس بتقف وتتفرج على حياة ناس تانية عاملة إزاي، وده كويس بالنسبة لي”.
في عام 2015، قبل عام ونصف من الزواج؛ قرر المصور روجيه أنيس وشريكته كارولين كامل تنفيذ مشروع حول الأفكار التي تراودهم تجاه تلك الخطوة، المسائل المادية والدينية مثل عدم وجود طلاق بالمسيحية، التساؤلات والتفاصيل الشائكة التي تعترضهما، والتي قد تنطبق على أي ثنائي آخر، فخرجت قصة “زواج مُبارك” التي توثّق مشاكل الزواج في مصر.
بدت الفكرة غريبة على الدائرة المحيطة بالمصورين؛ ولاسيما الأهل “كان جنان بالنسبة لهم”، لكن على مدار شهر تم تنفيذ القصة المصورة التي تُبرِز من خلال اختيار الأماكن الحِصار المُحكَم اجتماعيًا والمتمثل في العوائق التي واجهت الثُنائي.
حوالي خمس مرات، ارتدى الشريكان زيّ الفرح “كنا بنبقى نازلين متوقعين عيون الناس علينا، وكان جرأة كبيرة من كارولين إنها تنزل كل مرة بفستان الفرح، وده اللي ساعد في الموضوع”، فيما انبهر البعض بعد الانتهاء من المشروع “ناس حسّت إنه بيمسها شخصيًا وناس محافظة اتضايقت من الفكرة”.
في معرض باريس؛ وبينما يلتف جمع من كبار رجال الأعمال والمسئولين حول الرئيس الفرنسي، اتخذ كارولين وروجيه رُكنًا يتابعون من هناك ما يجري، ثم قررا القُرب من مكان ماكرون، وما إن شعر الأخير بذلك حتى بادر بتحية الثُنائي، ثم تعرّف عليهم “إنتوا صُحاب مشروع زواج مبارك؟”، ثم بدأ يُبدي إعجابه بالقصة وكيف أظهرت التحديات التي تواجه الشباب، ثم التقطوا صورة جماعية.
غمرت السعادة نفس الثُنائي من التجربة، انهمر أحاديث الأصدقاء تشجيعًا لهم بعد نشر الصورة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، فيما طبعت المُشاركة بالمعرض وحديث الرئيس الفرنسي أثرًا طيبًا على روحهما “حاجة تدعو للفخر إن صورك تتعرض في معهد العالم العربي، لأنه مكان مهم، وإن شغلي يكون وسط كل المقتنيات اللي بتحكي عن تاريخ كامل لمسيحي الشرق”.